جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 157 من الحكم الجائر ولليوم 522 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 157 من الحكم الجائر ولليوم 522 من الاعتقال التعسفي.

مساء الحرية أيها البرئ.
حلت سنة أخرى علينا ، وهذا يعني أننا نتقدم في العمر ونحمل خيباتِ السنوات الماضية.
وكل المتمنيات التي تصلنا من الأهل والأصدقاء، بالسعادة وتحقيق الأحلام، تبقى مجرد أحلام تتبدد مع الساعات الأولى لصباح هذه السنة، وتصبح مثل السنوات التي ولَّت.
تمنينا لك الحرية في بداية السنة التي تغادرنا فرفضت المحكمة عشرات المطالب بالسراح المؤقت وحكمت عليك بست سنوات نافذة.
كِدتَ تموت عندما دفعك شعورك بالظلم إلى الدخول في إضراب لا محدود عن الطعام، اضطررت لتوقيفه بعد تدهور صحتك بشكل خطير.
إنها مجرد سلسلة من السنوات، لا معنى لها في سياقنا السياسي الذي يعاني من الركود و العقم.
ها نحن أجرينا انتخابات وشكلنا حكومةً وبرلماناً وما زلنا نشعر أن بلادنا لا تسير بهذه المؤسسات ولا أثر يظهر على السياسات العمومية وحتى الوعود الانتخابية يحدث معها ما يحدث مع متمنيات السنة الجديدة، فتتبخر بمجرد رُسوِّ الأمر لأهل الأمر.
ما يهم المواطنين هو ما يظهر على عيشهم وكرامتهم وسكنهم وتعليمهم وعلاجهم وأمنهم، ولا نشعر أن هذه السنة تحمل شيئاً من متمنيات المواطنين.
تلوح العديد من العلامات التي ستطبع هذه السنة:
الغلاء الفاحش في جميع المواد.
الضرائب، خصوصاً ضد الفئات التي ضعفت مقاومتها، أما الديناسورات فلا يمكن معرفة ثروتها، فكيف يمكن تضريبها.
القضاء النهائي على نخب المجتمع الفاعلة من أساتذة وأطر الصحة والعدالة والطلبة والمعطلين لكي يصير الأمر كله إلى نخبة واحدة تحظى بالعناية وتحتل الفضاء العمومي لتمنعه عن المجتمع السياسي والحقوقي والمدني.
استمرار اعتقال النشطاء ومحاكمتهم بتهم جنائية خطيرة.
مسار كهذا لن يؤدي إلى الاستقرار، ولولا كوفيد لانفجر الشارع من قوة الضغط.
لكننا شعب معتدل ونراهن على فشل هذه المقاربة الأمنية والردة الحقوقية.
وما نريده هو إطلاق سراح أبنائنا لأن ما تعرضوا له قمة الظلم والجور وسيترك أثراً سيئاً في قلوبهم وقلوب المواطنين.
ولن تنفع معه المصالحة بل المساءلة.
نحن شعب قد نسامح لكن لا ننسى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *