رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 176 من الحكم الجائر ولليوم 541 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 176 من الحكم الجائر ولليوم 541 من الاعتقال التعسفي.
سلامتك ياولدي من أصحاب الوطنيات الزائفة.
كلما ارتفعت أصوات الغاضبين مما آلت إليه أوضاع وطنهم من فساد وتغول سلطوي وانحراف عن المسار الذي دشنه، في البداية " المفهومُ الجديد للسلطة" ثم حركة 20 فبراير وخطاب التاسع من مارس 2011 وحلُّ البرلمان والحكومة وإجراءُ انتخابات سابقة لأوانها ولجنةُ صياغة دستور جديد، إلاَّ وفَتَحَ أصحاب الوطنية الزائفة قاموسَهم بتهم الفوبيا الأجنبية والتجسس والتجارة في البشر والاغتصاب وغسيل الأموال، كل هذه التهم تُوجه بشكل خاص للناشطين والصحافيين والمعارضين والمدنيين.
ويشجعهم على ذلك وهمُ القدرة على استرجاع المبادرة الاستبدادية والتنكرُ لالتزامات النظام الصريحة بالصوت والصورة.
وهو ما انتهت معه أحلام المغاربة بالتغيير السياسي نحو الديمقراطية.
تَصَدُّر تجار الوطنية الزائفة للمشهد العام، على الفاعل الحقوقي والسياسي، وهم يحملون كل الصفات إلا صفة الوطنية الخالصة، لأن النفوذ والمال لهما سحر على الإيمان الحقيقي بالوطن والتضحية من أجله.
يحتاج الوطن إلى الوطنيين الذين يضعون حياتهم وكل ما يملكون في سبيل الدفاع عنه وفضح من يُفسد وضعه الاقتصادي والسياسي والحقوقي.
ولا يحتاج إلى من يرى في الوطن نفوذاً يحميه من القانون ويضع بين يديه كل ما يحتاجه من ريع مقابل صوته لصالح من تمكن من البلد بكل ما فيه.
لكن أمام الحق والحقيقة، تسقط هذه الوطنية الزائفة وينفضح مسعى أصحابها ويتم عزلهم وطنياً ومحاكمتهم إعلامياً.
وليس هذا بعزيز على شعب اكتسب مناعة سنوات الجمر والرصاص، رغم ما يمكن أن نتصوره عن عجزه في مقاومة هذا التغول الاقتصادي والأمني.
لتاريخ الشعوب، رمادُ النضال من أجل الكرامة، لا ينطفِئ تحته جمرُ المقاومة:
شعب 65 و 81 و 84 و 90 وحركة 20 فبراير 2011 وقبلها حراك إفني 2008 وحراك الريف 2016 وحراك جرادة وحراكات أخرى...
نحن شعب حي ونحتاج إلى قوى حية تستجيب للحيوية النضالية لهذا الشعب ضد الطبقة المفترسة التي تمكنت من البلد في الاقتصاد والسياسة.
صمودك خرافي أمام سلطوية الانتقام يا ولد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق