رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 182من الحكم الجائر ولليوم 547 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 182من الحكم الجائر ولليوم 547 من الاعتقال التعسفي.
سلامة عظامك من التكسير الممنهج.
غداً، موعدك مع حصة أخرى من تكسير العظام بمحكمة الاستئناف.
جلسة أخرى من جلسات الاستئناف التي أجلتها المحكمة لشهرين.
نتمنى ألا تؤجل مرةً أخرى.
تكسير العظام الذي طالك وما يزال في سياق لم يعد لنا من يحمينا من سلطوية تُسخر كل إمكانيات الدولة من أمن وقضاء من أجل طحن كل صحافي يعبر عن رأيه بوجه مكشوف ويفضح عيوب السياسات العمومية وفسادها بالعلم والمهنية العالية.
ويتم كل هذا في بلد "المفهوم الجديد للسلطة" ودستور 2011 وبرلمان وحكومة ومجلس وطني لحقوق الإنسان ومندوبية وزارية لحقوق الإنسان ومؤسسات دستورية وكل الواجهات التي كان من اللازم أن تجعل من المغرب دولةَ المؤسسات عوض دولة الشركات.
وكل هذا صار مجرد واجهات تزيين تَبدَّد لونها وصَدِئَت وظهرت حقيقة الواقع السياسي المغربي، واقع الردة الحقوقية وسيادة الشطط الأمني والقضائي خدمة وحماية لطبقة تم تمكينها من البلد بكل إمكانياته السياسية والاقتصادية.
العبث هو أن تعتقد هذه الطبقة الحاكمة أن وضع النشطاء والصحافيين المستقلين بالسجون سيخفي عن المواطنين والعالم الوجه الفاسد للسياسات العمومية.
بل بالعكس إن الدولة تخسر كثيراً عندما تُخرس الأصوات الحرة التي تُنبِّه المواطنين والمسؤولين بما يحصل في مفاصل الدولة، وتَرفَعُ من نهيق إعلام الرصيف والتضليل وتزوير الحقائق وتفخيخ المجتمع.
سنكون كلنا خلفك غدا بالقاعة 9 بمحكمة الاستئناف ابتداءً من الساعة العاشرة صباحا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق