رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 187 من الحكم الجائر ولليوم 552 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 187 من الحكم الجائر ولليوم 552 من الاعتقال التعسفي.
تحية الصمود ياولدي.
ونحن نتابع مجرياتِ محاكمتك ومحاكمة سليمان تتجلى لنا درجةُ هدر الزمن المغربي وإمكانياته المادية والبشرية من أجل تصريف نزوة انتقامية.
تم تجنيد وتعبئة كل الشرور من أجل إسقاط وتسفيه الأصوات الحرة التي يحتاجها المغرب في مواجهة انحراف وتغول طبقة هجينة تعيش على الريع والافتراس الاقتصادي والانتقام السياسي والحقوقي من كل صوت غاضب من سلطويتها واستغلالها الوحشي لثروات الوطن عن طريق احتكارها للفعل السياسي والاقتصادي.
ظهر للجميع الجانب النفسي والرهابي للمتابعة، لدى الجهة التي تصر على المضي في هذا الاتجاه الذي لا يليق بالمغرب، اتجاهُ الاحتقانِ وتوتير الفضاء العمومي، ودفع المجتمع إلى مواجهة هذه المقاربة السياسية بالطريقة التي لا نملك أن نتوقع مداها وشدتها.
لكن هناك عقلاء ووطنيين مخلصين، يخافون على البلد أكثر من خوفهم على حياتهم، وهم يلاحظون مدى التنديد وطنياً ودولياً بالنفق الذي أُدخِلَ فيه المغرب بشكل شاذ عن المسار الذي اعتقدنا أنه يتجه نحو الانتقال الديمقرطي والاستقرار السياسي والحسم مع الاستبداد الطبقي والفساد المالي والسياسي والإداري.
والتعويل على هؤلاء العقلاء حاسم في تصويب المسار إلى الاتجاه الديمقراطي ووضع حد لهذا الجنوح نحو استبداد طبقة ببلد بحجم المغرب وقواه المدنية والسياسيةوالحقوقية ومقاومتهم للافتراس الاقتصادي والسياسي.
نحن ننتظر ونتطلع إلى مغرب الحريات وحماية الحقوق وربط المسؤولية بالمحاسبة، مغرب كهذا لن يتحقق إلا برجاله ونسائه المخلصين والمخلصات في مواجهة العبث بمصالحه الكبرى والاستراتيجية من طرف من لا ولاء له للوطن وإنما للنفوذ السياسي والمالي الذي يجنيه لضمان حياة رغدة في دولة أخرى يحمل جنسيتها ويُهرب أموال الشعب إلى بنوكها.
اعقِلوا أيها العقلاء وقوموا بواجبكم نحو الوطن عوض الانتظار والسلبية.
ثِق ياولد أنك أكبر مما صُنِع لك، وأن المؤامرة انتهت إلى ما انتهت إليه من تعرية دوافعها وأهدافها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق