جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إليك أيها الغالي في اليوم 529

 عندما يحرق الشوق كبدَ الأم على فقدان حبيبها في سجن الظلم تقول كلاماً كالرصاص.

......................
رسالتي إليك أيها الغالي في اليوم 529
منذ اعتقالك واليوم 164 منذ النطق بالحكم الجائر.
سلام عليك أيها الرائع وحفظك الله من كل مكروه.
شاءت ظروف الجائحة وسياسة الحكومة المتبعة للحد من انتشار المرض أن تفرض حدّاً من نوع آخر أساسه المنع بدون نقاش.
نعم يا ولدي المنع هو الصيغة الوحيدة التي سلكتها حكومتنا الموقرة للحد من انتشار الوباء.
لا ننكر أن هناك جهودا على مستوى عملية التلقيح يبذلها الأطباء والممرضون مشكورين عليها.
لكن لم تتم مرافقة هذه العملية بفتح مجال الإعلام للتواصل مع المواطنين وإقناعهم وطمأنتهم عن طريق التكفل بكل من ظهرت لديه مضاعفات نتيجة التلقيح وتحمل الدولة مسؤوليتها في ذلك حتى يطمئن المواطن إلى جدية ما يحدث.
لكن هذا الإعلام مشغول بالتشهير والتحريض على المعتقلين رغم سجنهم.
مع الأسف، يا ولدي، كل هذا يبقى ضمن منطقة الأحلام والأمرُّ من ذلك أنها أحلام اليقظة الشقية التي تعذب كل المواطنين.
إجراءات نزلت علينا كالصاعقة، وجعلتنا نتساءل لماذا هذا المنع في الوقت الذي فرحنا فيه بخطوة فتح زيارات العائلات للمعتقلين و التي خففت قليلا من حدَّة البُعد والظُّلم.
وفي الوقت الذي نرى فيه كل أسواق التسوق مفتوحة وبدون حتى الكمامات في أغلبها، ونجد المقاهي والمطاعم والباسات والترامواي وحتى القطارات بدون كمامات وبدون جواز التلقيح.
لماذا؟؟؟؟
ثم هل نحن نعيش في مغربين مغرب لا يهمنا مواطنوه و" لتضربهم الجائحة إن أرادت" و مغرب ثانٍ مواطنوه سجناء مُتحكم فيهم كما تريد الدولة وتُعطي بهم وبعائلاتهم المثل في التحكم والاستبداد بصيغة نفعل بكم ما نريد وليس لكم حق الاعتراض وحتى عائلاتكم لن يتمكنوا من ذلك وستؤدون الضريبة مضاعفة منعاً و حرماً.
مجموعة من الأسئلة تتزاحم في ذهني حول ماذا كان سيقع لو تعاملت مندوبية السجون بليونة مع هذا المنع.
نحن لا نعترض ولكن نقول بأن هدفنا جميعا هو البقاء سليمين وبصحة جيدة وهذا سيتأتى عندما نشرك المجتمع في ذلك.
كانت هذه فرصة ذهبية للدولة لكي يتجه الكل نحو التلقيح بالجرعة الأولى والثانية وحتى الثالثة.. إن قلنا حرصاً على سلامة المعتقلين يجب على العائلات أن تُلقَّح من أجل سلامة كل من هو مسجون و كل من يشتغل داخل السجن.
حينذاك سنجد أن كل معنيٍّ برؤية ابنه أو قريبه سيُقبلُ على التلقيح، وسنضرب آنذاك عصفورين بحجر واحد. من هم ملقحون أصلاً سوف لن يُحرموا من زيارة ذويهم في السجن وستستمر عملية صلة الرحم التي حثت عليها كل الأديان و كل القوانين الوضعية مع حفظ السلامة النفسية والجسدية للمعتقل بهذا التواصل الإنساني.
ولدي حبيبي، يبدوا أن المنع أصبح مضاعفاً هل هو صدفة أم مٌتعمَّد؟ الله أعلم.
فأنت ممنوع من كل شيء حتى من متابعة دراستك الجامعية رغم مؤهلاتك العليا.
ولكنني اشتقت إليك وإلى سماع صوتك ورؤيتك هذه الأيام.
فمنذ آخر مكالمة لك يوم الأربعاء الماضي ينتابني إحساس بأنني أفتقد صوتك وكأنني لم أسمعك لمدة طويلة.
عدم سماع صوتك يُفقدني الإحساس بالوقت أنا التي كنت أُمنِّي النفسَ بلقياكَ هذا الأربعاء ولكن تجري رياح المنع بما يُعكِّرُ صَفوَ لقاءاتنا كل أسبوعين.
لن أرتاح حتى أسمع صوتك يوم الإثنين إن تم إصلاح أعطاب الهاتف المتكررة .
ليلتك هادئة بدون ضوضاء جيرانك المزعجين وسلامتك من تقلبات الزمن.
الحرية لك ولجميع المعتقلين.
----من ماماتي----



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *