جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رحيل الأخوين عبدالرحيم صدقي وبوحيدة من معتقلي تازممارت

رحيل الأخ عبدالرحيم صدقي

عبد الرحيم صدقي المعتقل السابق في تازمامارت تركنا للتو في صمت، وقد حوكم لقضاء بضع سنوات في السجن والتي تحولت إلى اختفاء قسري وضد القانون في أكثر من 18 عاما من السجن السري في أفظع سجن عرف اليوم: تازمامارت ، إذا كان واحدا من الناجين من الموت في تازمامارت، فقد وافته المنية نتيجة الآثار التي لحقت به خلال اختفائه القسري الطويل
لقد كان حاضرا دائما بيننا ومدافعا متحمسا عن حقوق الإنسان، ولم يكن مستاء أبدا، وطلب دائما العدالة والكرامة والإنصاف، وكان أمله دائما في أن يكون المغرب أفضل، وألا يحدث مرة أخرى ما تكبده في ما مضى
رفاقه سيتذكرونه لفترة طويلة لبساطته، بإنسانيته، كان دائما إلى جانب العدالة
وداعا عبد الرحيم صدقي، من خلال استماتتك عن الدفاع عن الإنسانية والمواتيق الدولية الحقوقية ، واحترام الآخرين، والنزاهة، والإخلاص
نشكرك، لانكم بالنسبة لنا كنتم درسا بارزا، مثالا يعطينا القوة لمواصلة معركتنا ضد انتهاكات حقوق الإنسان و من أجل دولة الحق والقانون، شكرا لكم على كل اللحظات التي قضيناها معا، لن ننساك
نتقدم بخالص التعازي إلى عائلته الصغيرة والكبيرة متمنيا لهم جميل الصبر والسلوان للفقيد والمغفرة والرضوان.
Abderrahim Sedqui ancien détenu de Tazmamart vient de nous quitter en silence, il a été jugé pour passer quelques années de prison qui se sont transformées dans le secret et contre la loi en plus de 18 années d'emprisonnement secrets dans le plus horrible bagne jamais connu à nos jours : TAZMAMART, s'il a été l'un des miraculés qui ont échappé de la mort à Tazmamart, il n'a pas pu échapper à son destin de mourir suite a aux séquelles subies pendant sa longue disparition
Il a été toujours présents parmi nous et fervent defenseur des droits de l’homme,il n’a jamais été rancunier, il a toujours demandé justice ,dignité et équité et son espoir était toujours pour un Maroc meilleur et plus jamais ce qu’il encouru ne se reproduise
Ses camarades se souviendront longtemps de celui. Qui par sa simplicité, par son humanité, par sa droiture, a toujours su être du côté de la justice.
il est parti sans trop de bruit, entre les siens, il est l’un parmi d’autres victimes de TAZMAMART qui nous ont quitté , et cela fait de la peine à ses camarades qui l'ont connu dans la pénible expérience de ce centre maudit
Adieu Abderrahim Sedqui , par ton exemple d’humanité, de respect de l’autre, d’intégrité, de fidélité lucide à l’idéal de liberté , nous te remercions d’avoir été pour nous un repère, cet exemple qui nous donne la force de continuer notre combat contre le violations des droits de l’homme , merci pour ces moments partagés, nous ne t’oublierons pas.
Nos condoléances à sa petite et grande famille.

الإثنين 17 يناير 2022 - 

في أقل من شهر، رحل معتقلان سابقان بسجن تزمامارت سيئ الذكر، الذي كان مقبرة للعسكريين الأحياء المشاركين في محاولتَي الانقلاب على الملك الراحل الحسن الثاني.

ورحل عبد الرحمان صدقي، الذي قضى أزيد من 17 سنة في معتقل تازمامارت السري، بعدما حكم عليه بثلاث سنوات حبسا، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من رحيل جاره في السجن نفسه أحمد بوحيدة.

وغادر الراحلان دنيا الناس وفي نفسيهما شيء من تقاعد غائب، كانا قد وعدا به مطلع الألفية الثالثة، قبل أن يتبخر، في وقت حصل عليه المعتقلون، بخلفية سياسية، من المدنيين.

صدقي، الذي وجدت زوجته جثته صباح السبت 15 يناير الجاري، كان معروفا خلال فترة اعتقاله بكرمه، ومشاركته المستمرة لما “يملكه” بتازمامارت مع المرضى المعتقلين، وفق النزيلين السابقين عبد الله أعكاو وأحمد المرزوقي.

وقال أعكاو، في حديث مع هسبريس، إن ما جمعه بالراحل “علاقة أخوية؛ فقد عشنا مع بعضنا أكثر مما عشناه مع والدينا، ولو أننا عشنا وحدَنا في زنزانة مظلمة”.

وتابع قائلا: “من خلال معيشتنا، وجدنا صدقي رجلا طيبا، وكريما كثيرا، لدرجة أنه لم يكن لدَيه شيء، ومن ذلك اللاشيء ينزع من نفسه ويعطي المريض، ويقدم ما يستطيع المساهمة به”.

وتذكر أعكاو معاناة صدقي وبوحيدة، الذي توفي منذ 15 يوما، علما أن هذا الأخير لم يكن يعرف شيئا عن الانقلاب، بل كان قادما منذ شهور قليلة من أمريكا للتدريب.

من جهته، قال أحمد المرزوقي إن موت صدقي كان “مباغتا وغريبا”، حيث ظل يشتغل، إلى آخر يوم، في الميدان الصحافي مدققا لغويا، قبل أن يوصل زوجته إلى دار أنسبائه، على أساس أن يعود في الغد ليقلها إلى بيتهما، وهو ما لم يكن؛ إذ “على غير عادته لم يتصل، ولم يجب عن مكالماتها، وبعد اتصال مع أحد الجيران قال إن الراحل لم يخرج من بيته، فاستقلت الزوجة سيارة أجرة كبيرة وعادت إلى المنزل لتجده ميتا في فراشه”.

وتابع كاتب “الزنزانة رقم 10” قائلا: “كان الفقيد من فوجي، وهو رياضي ذو بنية جسمانية قوية، جاء إلى الأكاديمية العسكرية جديا (معقولا)”.

وواصل المرزوقي متحدثا عن “ضربة قدر” غيبت صدقي في مقبرة تازمامارت للأحياء لما يقرب عقدين: “في اليوم الموعود، كانت ضربة قدر؛ ففي ليلة الانقلاب لم يكن سيقدم، بل سيبقى في المدرسة، وكان ضابط آخر هو من سيذهب، لكن أُخبِرَ هذا الأخير بأن أمه في حالة خطيرة فذهب دون طلب رخصة، لكن في طريقه إلى منزل والديه وقع عطب في السيارة، فاتصل بالإدارة ليخبرها بتنقله، فدخل بعد ذلك المدير إلى نادي الضباط سائلا عمن يعوض الضابط الغائب، فتطوع صدقي”.

هكذا، يضيف المرزوقي، “حكم عليه بثلاث سنوات حبسا، وفي حين أطلق سراح الفوجين المحكوم عليهما بسنة وسنتين، انتظر صدقي إطلاق سراحه في سنة اعتقاله الثالثة، لكن الباقين، جميعهم، ألحقوا بالطيارين… وتوحدت المحكومية”.

هنا يستعيد المرزوقي ذكرى تازمامارت: “لقد قاسى كما قاسى الإخوان كلُّهم”، قبل أن يزيد “لقد تميز الفقيد بروح المشاركة، وكان يحاول جهد المستطاع مساعدة أصدقائه. عندما خرج لأول مرة في التاريخ أحدنا إلى زنزانة آخر، كان عبد ربه (المرزوقي) صاحب هذا الخروج، حيث انتقلت إلى زنزانة المرحوم لغالو بَعد محاولات كثيرة مع الحراس، لأن المرحوم كان مشلولا، وقضيت معه شهرا أحاول التخفيف من محنته، لكن كنتُ بدوري في حالة مزرية، وعوّضني في هذا عبد الرحمان.”

ثم أضاف “كان دائما من المتطوعين. ثم خرجنا جميعا، وبعد عشرين يوما من الإفراج علينا، وأنا في قريتي بنواحي غفساي، بالكاد أتعلم المشي والحديث، رأيت سيارة تقف أمام باب المنزل، ويخرج منها عبد الرحمان وأخته وزوجها، وقال بدون سابق إنذار إنه جاء ليؤكد لي أمام العائلة والله أنه بفضل الله وبفضلك أخي الذي وقف معي… ما كنت أقوم به كان عاديا، ولم أظن أنه أثر فيه إلى درجة أن صحته كانت لا تزال متدهورة، وخاض عناء المجيء، قاطعا ما يزيد عن أربعمائة كيلومتر”.

ورغم الانعزال والانطواء في آخر حياته، يقول المرزوقي، فإن الراحل كان يحضر في الزيارات إلى معتقل تازمامارت.

وجوابا عن سؤال هسبريس حول الوضع الاجتماعي للفقيدين، صدقي وبوحيدة، استنكر المرزوقي استمرار غياب صرف تقاعدهما، رغم الوعود التي قطعت من قبل، قبل أن يتساءل: “كيف يعقل أن يتوفى معتقل عاش قساوة العيش التي لم يعشها أحد من المعتقلين الآخرين… ونحن محسوبون على الجيش، وضعونا في قبور ولم يعطونا ما نعيش به. كيف يعقل أن يتوفى بوحيدة وهو يصلح “الكوكوطات” للناس!؟”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *