جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

غازي الصوراني_ مقتطف من حديث الرفيق القائد الراحل جورج حبش إلى الشباب

 غازي الصوراني_ مقتطف من حديث الرفيق القائد الراحل جورج حبش إلى الشباب:

إن أهم ما يمكن أن أنقله للأجيال الصاعدة هو خلاصة تجربتي، وما احتوته من دروس، سواء كانت دروس الإخفاق أو دروس النجاح، عليهم أن ينطلقوا من حيث وصلنا، لا لتكرار تجربتنا وإنما بالاستناد إلى دروسها الثمينة كونها دروساً دُفعت أثمانها تضحيات ودماء غالية وعزيزة، وان يجتهدوا ويجاهدوا لتخطي إخفاقاتنا وأسبابها، وهذا مشروط بامتلاك الوعي والعلم والمعرفة كأدوات من دونها يستحيل التقدم، وان يملكوا الثقة بالذات، وبالمستقبل وبأن الهزائم لا تعني المساس بأهدافنا، فهي صحيحة وعلمية وعادلة وإنسانية إلى أبعد حد.
إن المهمات كبرى والتحديات جسيمة، وعلى شبابنا أن يشحذ عقله ويشمر عن ساعده ويندفع للعمل، عليه أن يتخطى أخطار التهميش والاستلاب والاغتراب، وان ينمّي روح التمرد الايجابي وتخطي نفسية الخضوع، وان يجاهد لتحرير المرأة من كل ما يعوق تقدمها ويحد من مبادرتها وإبداعها، وان يربط دائماً بين أصالته وضرورة امتلاك الحداثة وعدم وضعها في مواجهة مميتة، وان يجيد الإنتاج ليصبح جديراً بالاستهلاك، إنتاج الفكر والمعرفة والحضارة، والإنتاج المادي بمختلف ميادينه، وآمل ضمن هذا السياق، ألا يشكل فشل الأحزاب وقساوة الهزائم قوة تدمير لروح الانتظام والانتماء لدى شبابنا، فلا مجال للتقدم ومضاعفة الفعل من دون الانتظام الواسع ضمن أحزاب ومؤسسات ونقابات وجمعيات ونواد، للارتقاء بالانتظام الاجتماعي إلى مستوى التوحيد الشامل للطاقات، وتقليص هدرها وتوجيهها ضمن رؤية إستراتيجية شاملة.
إنني على ثقة بأن أجيال شبابنا الصاعدة والمتتالية لن تحتاج إلى من يلقّنها ما يجب أن تفعله، فليس من حق أحد، فرداً أو حزباً، أن يصادر حقها في تحديد طموحاتها وأهدافها مسبقاً، هذه حقيقة، لكن تقف إلى جانبها حقيقة لا تقل أهمية، وهي أن حياة الأمم والشعوب وتاريخها ومستقبلها ليست سلسلة مفككة لا يربطها رابط، إنما هي عملية تراكمية متواصلة، ومن لا يدرك تاريخه ويعيه لن يستطيع إدراك حاضره، وبالتالي مستقبله.


هناك تعليق واحد:

  1. غازي الصوراني_ عن رفيقي صديقي المفكر القائد المناضل جورج حبش في ذكراه الرابعة عشر.......
    - جورج حبش، مثَّل مدرسة فكرية وثورية ... ورسم تاريخ مشرق مع قادة تعملقوا نجوماً في سماء الوطن ... عشقوا فلسطين الوطن والانتماء، بمثل عشقهم لأمتهم ووحدتها في مجتمع عربي ديمقراطي تقدمي ... ترفعوا عن ثقافة التعصب والحقد، وزرعوا أشجار التحرر الوطني والقومي لتنبت في صحاري قاحلة قوافل الشهداء ثمناً غالياً للانتصار الحتمي القادم.
    - حكيم الثورة ... القائد والمعلم جورج حبش ... هو ليس آخر عمالقة النضال الوطني الفلسطيني، لكنه كان عملاقاً قومياً وأممياً من طراز خاص، كان وسيظل له حضوره البارز والمؤثر ليس على المستوى الفلسطيني، بل والعربي والعالمي، وشكل قدوة ومثالاً ونبراساً لرفاقه في الجبهة كما لكل المناضلين التقدميين والقوميين الديمقراطيين في أرجاء الوطن العربي.
    - لم يكن نبياً لكنه كان قائداً ثورياً، وطنياً وقومياً وأممياً، عاش ومات عملاقاً وفياً لمبادئه في التحرر الوطني والقومي والاشتراكية والوحدة، وكما أن الناصرية ارتبط اسمها بالزعيم الراحل والخالد جمال عبد الناصر، فكذلك حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية، ارتبطتا بالرفيق القائد والمؤسس جورج حبش.
    - وإذا كان لنا في الجبهة الشعبية أن نتحدث بفخر واعتزاز عن حكيمنا الرائد الشهيد، وكل أولئك الرواد الشهداء من أبناء شعبنا وأمتنا العربية، فإننا نكتفي بالقول أن جورج حبش تواجد في خضم المحطات التحررية الثورية الصاخبة لشعبنا الفلسطيني وشعوب امتنا العربية في مجابهة الاستعمار والحركة الصهيونية والنهوض القومي الناصري وتصاعد أفكار التحرر والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية والوحدة العربية وما رافقها من متغيرات وممارسات ثورية في معظم أرجاء الوطن العربي، لكن هزيمة حزيران 67 وغياب عبد الناصر وما تلا ذلك من متغيرات وانهيارات في كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتفكك المشروع القومي العربي، وتراجع وانهيار اليسار العربي، وصعود التحالف الامبريالي الصهيوني عبر نظام العولمة الرأسمالية، الذي كرس أنظمة التخلف والتجزئة والتبعية والاستبداد في بلادنا التي باتت في مثل هذه الأوضاع المهزومة مرتعاً خصباً لانتشار وتعاظم أشكال الهبوط السياسي والاستسلام للمشروع الأمريكي الصهيوني، حيث تتابعت التراجعات ومظاهر التخلف والإحباط وخيبات الأمل في أوساط شعوبنا العربية كلها، لكن الحكيم القائد ظل بالنسبة لشعبنا وجبهتنا اسما متوهجاً لاهباً، وشعلة متواصلة التألق يكاد اسمه أن يكون مرادفاً للثورة والتحرر الوطني والنهوض القومي الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والاشتراكية والوحدة العربية، كما هو اسم للمستقبل من أجل فلسطين العربية الديمقراطية لكل سكانها.

    ردحذف

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *