فاطنة لبويه من مجموعة مكناس
فاطنة البويه هي ناشطةٌ وكاتبةٌ مغربية في مجال حقوق الإنسان. سُجنت لمدة خمس سنوات خلال سنوات الرصاص. وواصلت عملها مُدافعة عن حقوق المرأة بعدَ إطلاق سراحها. نُشرت مذكرات عن تجربتها خلال سنوات الرصاص باسم "حديث العتمة" في عام 2001.
وُلدت فاطنة في عام 1956 في بن أحمد، المغرب. شَجعها والدها وهو مُدرِّس على الذهاب إلى المدرسة.
عندما كانت طالبة خلال سنوات الرصاص، أصبحت ناشطة في حركة احتجاج الشباب اليساري، داعيةً إلى الديمقراطية وهي عضو في الاتحاد الوطني لطلاب المدارس الثانوية. قُبض عليها في عام 1974 بسبب قيادة إضراب طلابي في المدرسة الثانوية، لكن أطلق سراحها بعد ليلة في السجن. في عام 1977، اعتقلت مرة أخرى خلال الاعتقالات الجماعية لأعضاء جماعة 23 مارس الماركسية. هذه المرة، أمضت خمس سنوات في السجن حيث تعرضت فيه للتعذيب. ومع ذلك، بفضل حركة التضامن بين النزلاء تمكنت من الحصول على ظروف احتجاز أفضل، ووضع سجينة سياسية، وفرصة لمُواصلة دراستها. حصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير أثناء وجودها في السجن
بعد خروجها من السجن، قامت فاطنة بتدريس اللغة العربية في مدرسة بالدار البيضاء وبدأت في كتابة المقالات والقصص. انضمت إلى اتحاد العمل النسائي بقيادة لطيفة جبابدي، التي كانت أيضًا سجينة سياسية في السبعينيات. بعد سنوات قليلة، أصبحت عضوًا مُؤسسًا للمرصد المغربي للسجون والمنتدى المغربي للحقيقة والعدالة، وكلاهما تأسسا في نهاية سنوات الرصاص عام 1999. كان منتدى الحقيقة والعدالة أول منظمة للضحايا السياسيين لسنوات الرصاص، . عملت البويه أيضًا مع المعهد الوطني للتضامن مع النساء في محنة لدعم النساء اللائي يعانين، ولا سيما النساء الحوامل المسجونات.
ألَّفت فاطنة عدة كتب ومنشورات أخرى عن سنوات الرصاص ومصير السجناء السياسيين والعنف ضد المرأة. كتابها الأول مذكرات تجاربها بعنوان "حديث العتمة" صدر عام 2001 م. أُصدر باللغة الفرنسية بعد عام تحت اسم "Une femme nommée Rachid" وتُترجم ب"امرأة اسمها رشيد" وباللغة الإنجليزية في عام 2008 تحت اسم "Talk of Darkness". تشمل الأعمال البارزة الأخرى "أطلسيات" و"وراء كواليس التاريخ" (2006).
عن موقع ويكيبيديا
المعتقلة السياسية فاطنة البويه تحكي عن تجربتها في المعتقل من خلال كتاب “حديث العتمة”
عن موقع لالة فاطمة
نظم مركز مارينا شوبينغ مقهى أدبي من أجل تقديم كتاب “حديث العتمة” أو “امرأة اسمها رشيد” لكاتبته المعتقلة السياسية السابقة فاطنة البويه، الذي تحكي فيه عن نضالها من أجل حقوق المرأة في المغرب وعلى سنوات اعتقالها، وذلك احتفالا بالشهر العالمي للمرأة.
وتؤكد بدرة الودغيري عن الجهة المنظمة للحدث، أن هذه المناسبة هي من أجل تتويج النساء القائدات ومن أجل التذكير بمجموعة من التحديات التي قامت بها المرأة المغربية، من خلال تنظيم مجموعة من الأنشطة، كالورشات التنظيمية وتتويج مجموعة من النساء اللواتي وضعن بصمتهن في تاريخ المغرب مثال فاطمة المرنيسي، آسية الوديع، نجاة مجيد وأخريات.
وفي حديث لها مع موقع “لالة فاطمة” تصرح الكاتبة فاطنة البويه أن “هذا الكتاب يتكلم عن تجربة خاصة عاشتها نساء السبعينات، اللواتي انخرطن في النضال من أجل تغيير الأوضاع العامة للبلاد، خصوصا تلك الخاصة بأوضاع حقوق الإنسان، والتعبير الحر يعني قضايا تمس فعلا المواطن المغربي”.
وتابعت حديثها قائلة “أصدرت سنة 2001 هذا الكتاب الذي تمت ترجمته للعديد من اللغات كالفرنسية الإنجليزية والإيطالية، وهو حاليا يدرس بالجامعات الأمريكية في باب أدب السجون”.
وعن رسالتها للمرأة المغربية قالت فاطنة البويه، “حقيقة المرأة لا تحتاج لرسالة، بل هي من يجب عليها توجيه رسالة لعامة الناس من أجل تفادي تلك النظرة الدونية بأنها غير نافعة بالمجتمع” مضيفة “أن المرأة برهنت على أن لها مكانة هامة في المجتمع مثلها مثل الرجل”.
حديث العتمة:
كتاب “حديث العتمة” تحكي فيه فاطنة البويه الكاتبة والساردة والشخصية معاناتها مع انتزاع الاسم منها، وطمس الهوية ونضالها من داخل السجن ليعرف العالم كله أن فاطنة امرأة وليست رجلا.
“امرأة اسمها رشيد” صوت ينطلق قويا من أعماق ذات امرأة، الذي تعبر فيه عن خصوصية ثقافية تتسم بالجدة في عالم كان يهيمن عليه الوعي الذكوري ، ويعلن عن اختلاف النوع البيولوجي وخصوصيات المرأة التي لا يمكن أن يمحوها دخول فعلها في دائرة السياسة المحظورة على الرجل ذاته.
حديث العتمة، هو مسرود فاطنة البيه عن عالم السجن، وذاكرتها المستعادة لبناء عالم الغياب، العالم المعتم والكريه، حيث يجرد الإنسان من إنسانيته، ويختزل في رقم، لا اسم لا عنوان لا معرفة بحدود الزمان والمكان، هو استعادة لعالم السجن بالكتابة، حيث تستعيد الذات حضورها وتستعيد الهوية معناها، فأسماء الشخصيات في بنية الخطاب هي ذاتها في الواقع، وأسماء الأمكنة هي نفسها الأمكنة التي جرت فيها الأحداث المسرودة.
مزيدا من التفاصيل تجدونها في الفيديو أسفله:
اعتقلت وسنها لم يتجاوز التاسعة عشر، وحين خرجت من السجن، عادت إليه من خلال الدفاع عن إدماج السجناء بعد انتهاء فترة العقوبة. قصتها تختصر جزءا كبيرا من نضال المرأة المغربية، إنها المعتقلة السياسية السابقة، فاطنة البويه، التي لقبها الحراس في المعتقل باسم «رشيد»، في إشارة معبرة عن العقلية الذكورية، التي لا تستسيغ أن تكون الفتاة مناضلة، وتهتم ب«السياسة».تعرضت فاطنة البويه، وهي في سن المراهقة، للاعتقال والسجن، بسبب نشاطها في حركة «اليسار الجذري» آنذاك، ثم اعتقلت، مجددا، سنة 1974 بالدارالبيضاء، وهي تلميذة بالثانوي، ثم سنة 1977، عند زيارتها لإحدى صديقاتها، فاعتقلت لمدة سبعة أشهر بمعتقل درب مولاي الشريف، بمدينة الدارالبيضاء، تحت اسم «رشيد، رقم 45».
بعد خروجها من السجن، انصرفت إلى الاهتمام بحقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، إذ ساهمت في تأسيس «المرصد المغربي للسجون»، سنة 1999، كما كانت فاعلة في إنشاء «ربيع المساواة»، وهي من بين المطالبات بتعديل مدونة الأسرة.
يقول القريبون منها إنها حقوقية، آمنت بمجموع القضايا المؤسسة على ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وعملت على تكوين جمعية تعنى بإدماج السجينات بعد انتهاء فترة العقوبة، وهي تعتبر «الاعتقال الحقيقي هو الحياة ما بعد السجن، لأن صعوبة الإدماج لا توازيها لا لحظات انتظار الحكم، ولا لحظات التأديب، أو الاعتقال السري».
فاطنة البويه الحقوقية، كاتبة أيضا، كتبت أول شهادة نسائية لمعتقلة سياسية في المغرب، وكان أول مؤلف لها هو «حديث العتمة»، أو «امرأة اسمها رشيد»، في النسخة الفرنسية. ويضم الكتاب شهادات عن الاعتقال والسجن، الذي تعرضت له الكاتبة في فترة السبعينيات، لأنها تجرأت، ومجموعة من رفيقاتها، على المطالبة بتغيير الأوضاع السائدة آنذاك.
«ألفت هذا الكتاب داخل عتمة السجن، ومرت 20 سنة قبل أن يخرج إلى الوجود»، تقول البويه، «وكان لقائي مع فاطمة المرنيسي سببا في إخراج الكتاب إلى حيز الوجود. التقينا في ورشة للكتابة حول الثقة بالنفس، وقلت لها إن لدي كتابا، لكن لا أجرؤ على إخراجه إلى الوجود، وكانت بمثابة الوازع على أن يخرج الكتاب بالسرعة المطلوبة، ليمكنني من إعادة الثقة إلى نفسي. وحين صدر الكتاب، اكتشفت أنه لم يعد لي، بل أصبحت التجربة الشخصية مشتركة مع كل الناس، ولم تعد تلك الذكرى الأليمة الكامنة في مكان ما».
بعد ذلك، ألفت البويه، بتعاون مع زوجها، يوسف مداد، كتابا بعنوان «أطلسيات»، نسبة إلى نساء منطقة جبال الأطلس، اللواتي تعتبرهن نموذجا للمرأة المكافحة. ويتحدث الكتاب عن فلاحات، وربات بيوت، وأميات، مارسن العمل السياسي، وتعرضن للتنكيل والقمع. كما لديها إسهامات وكتابات في منابر إعلامية، وأعمال موثقة وأشرطة، تجمع بينها قضية محورية، هي الدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، بالأخص. وتشتغل حاليا على جبر الضرر مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
وكامرأة، بتاء التأنيث، التي صادرها منها حراس المعتقل، عندما سموها «رشيد»، تحاول البويه أن توفق بين واجبات الزوجة والأم، وبين نشاطاتها المتعددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق