جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 192 من الحكم الجائر و 557 من الاعتقال التعسفي.

 رسالتي إليك يا ولدي في اليوم 192 من الحكم الجائر و 557 من الاعتقال التعسفي.

نتمنى خروجك سالما أيها الطفل المعجزة "ريان"، و قلوبنا مع والديك في هذه المحنة.
قبل وبعد اعتقالك، يا ولدي، لم تتوقف الصحافة التي تتمتع بحماية خارقة من السلطة عن استهدافك بطريقة مُهينة ولا علاقة لها بالعمل الصحافي و لا باحترام أخلاقيات المهنة.
عانيتَ كثيرا قبل وبعد اعتقالك من تحامل هذه الصحافة واستهدافها لك بشكل عنيف وغريب.
والأغرب هو أن تفتح معك النيابة العامة تحقيقاً بناءً على مقالين نُشِرا من طرف هذه الصحافة المتحاملة التي تفتقد المصداقية والجدية، فبالأحرى اعتماد مقالاتها لاعتقال صحافي استقصائي حقيقي و أكثر وطنية ، فهم من يسيؤون للبلد ويسوِّدون صورته .
وكان هاذان المقالان هما دليل النيابة العامة لاتهامك دون تمكينك من فرصة الدفاع عن نفسك وأنت في حالة سراح.
فقد تم اعتقالك و التعامل معك على أنك جاسوس، كما روَّجت له هذه الصحافة ومنابر إعلامية " وطنية" يا حسرتاه، ولم تنتقدهم لا نقابة الصحافة ولا مجلسها ليقولوا على الأقل هذا ملف أمام القضاء، التزموا الصمت حتى يقول القضاء كلمته.
لا لم يتوقف التشهير بل زاد، وخرج المجلس الأعلى للقضاء و ودادية القضاة، كل هذا بعد أن فتح المجلس الحكومي الباب مشرَّعاً لاتهامك يا ولدي.
ثم يقولون إننا نُسَيِّسُ الملف وهي مجرد قضية حق عام.
بالله عليكم، لماذا لم تكتب هذه الصحافة بنفس الطريقة عن المشاهير والمسؤولين الكبار المحميين من طرف السلطة والقضاء، مع العلم أن جرائمهم يعلمها العام والخاص بالدليل والبرهان.
ما أُريد أن أقول لمن يروجون في كل حين بأننا من سيَّسَ قضية ابننا عمر الراضي، أنهم هم أول من سيَّسَ القضية.
ومن يعرف عمر الراضي، الصحافي الاستقصائي يعرف أنه موضوع سياسي بامتياز، نظرا لقيمة عمله وتكوينه العلمي ومهنيته العالية، وملامسته لقضايا الفساد التي تزعج السلطة والطبقة المفترسة .
أما إذا كنا نعني السياسة بما هو عليه عمر أصلا فمرحبا ً بهذا التسييس.
فالتهمة الأخلاقية ما هي إلا قشرة موز وجدت من يلقيها تحت قدمي عمر بعدما باتت تهمة التجسس غبيةً ومصحكةً، و هي القشرة التي مكّنت السلطات من اعتقالك يا ولدي.
وما كانوا ليتمكنوا من ذلك خاصة بعد شدِّ الحبل بين الحكومة ومنظمة أمنيستي، وحتى لا تجيب الحكومة والقضاء على ملف التخابر وتهديد أمن الدولة الداخلي والخارجي..وكأنك رامبو .
حبكوا القضية جيدا وأضافوا حبة الكرز فوق كعكة الميلاد، ليتمكنوا من اعتقالك واخراسك.
هكذا تم تحرير شكاية ضدك عند نفس الوكيل العام الذي أمر باعتقالك دون أي دليل ضدك، ولا شهادة طبية مرفقة في حينه ولا شهود، لا شيء فقط أقوال مقابل أقوال.
اعتقالك يا ولدي اعتقال تعسفي وانتقامي.
أعود لصحافة التشهير وما قامت به من سب وقدف في حقك وفي حق مجموعة من النشطاء الحقوقيين المعارضين والمنتقدين لسياسة الدولة، فلا النقابة الوطنية للصحافة المغربية و لا المجلس الوطني للصحافة ندّدا بهذا السلوك و بتهجمها على صحافيين ليس بإمكانهم الرد على ما يُكتب من كذب وتلفيق ما داموا ممنوعين من حريتهم.
وكان عليهم أن يتركوا القضاء يقول كلمته دون توجيه من أحد.
ثم يأتي من يقول لنا أنتم تؤثرون على القضاء وتوجهونه كيف؟؟ بالله عليكم ، كيف؟؟؟ من يعقد الندوات ويحشد الحشود في الفنادق المصنَّفة ويروي روايته من وجهة نظره والطرف الآخر مسجون وليس لديه حق الرد وتستكثرون علينا حتى الدفاع عمن لم تتركوا له أي فرصة ليدافع عن نفسه...
وفوق كل هذا تقولون إن الصحافي ليس فوق القانون..حقا هو ليس فوق القانون لأنه هو الآن تحت القانون وتحت يد رجال السلطة. أما من هم فوق القانون فانظروا، ستجدونهم معكم حول نفس المائدة وفي نفس الأمكنة.
العدالة لك يا ولدي ولكل المظلومين في هذا البلد، و إلى أن نسمع خبرا مفرحا عن الطفل في المغارة هذه الليلة، فليالينا ليست هنيئة.
--من ماماتي---


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *