الشيخ الجاهل الذي أزاح الجبلين
الشيخ الجاهل الذي أزاح الجبلين
كان ماو تسي تونغ كثيرا ما ينهل من الحكايات والاساطير الصينية القديمة في الرسائل التربوية الموجهة لمناضلي الحزب الشيوعي الصيني وشبيبته لمحاربة الياس والاحباط في صفوفهم: ولشحد هممهم.
"هناك اسطورة صينية قديمة معروفة بأسطورة : ” كيف أزاح الشيخ الجاهل الجبلين" وهي حكاية شيخ كبير السن كان يسكن في شمال الصين ، ويُلقب بشيخ الجبل الجاهل . بيت هذا الشيخ يقابل الجنوب ، ويعترض الطريق جبلان شامخان ، هما جبل تايهانغ وجبل وأنغوو .
فعقد الشيخ عزمه على أخذ أبنائه لإزاحة هذين الجبلين بالفؤوس . فرآهم رجل عجوز يُلقب بالعجوز الحكيم ، فضحك منهم ساخراً ، وقال : يا للحماقة ! كيف تحاولون إزاحة جبلين شاهقين وأنتم شرذمة قليلة ؟ فأجابه الشيخ الجاهل : إذا متُ فأبنائي سيواصلون العمل ، وإذا ماتوا تولى بعدهم العمل أحفادي ، ومن بعدهم سيواصل العمل أبناؤهم وأبناء أبنائهم ، وهكذا إلى مالا نهاية.
إنّ هذين الجبلين مهما كانا شامخين ، فإنهما لا يكبران أكثر من ذلك ، ولكنهما سيتناقصان شيئاً فشيئاً بمقدار ما نحطم منهما ونزيل ، فلماذا إذن لا يمكن إزالتهما ؟! . وبعد أن فنَّد الشيخ الجاهل الرأي الخاطئ للعجوز الحكيم استمر في عمله مع أبنائه كلّ يوم بعزائم ثابتة لا تفلّ ولا تتزعزع ، ولمّا عرف الإله صِدق عزائمهم تأثر به ,ارسل إليهم مَلَكين حملا على ظهريهما هذين الجبلين إلى مكان بعيد .
واليوم يجثم فوق صدر الشعب الصيني جبلان شامخان هما : الإمبريالية والإقطاعية ، وقد عقد الحزب الشيوعي الصيني عزمه منذ وقت طويل على إزاحتهما ، فعلينا أن نثابر ,ان نعمل بلا انقطاع ، وعندئذٍ سيتأثر الإله أيضاً . وليس الإله هذا سوى جماهير الشعب في الصين كلّها ، فإذا نهضت الجماهير جميعاً للعمل معنا على إزاحة هذين الجبلين ، فكيف لا نقدر على إزاحتهما عن صدورنا ؟ ! "
(ماو تسي تونغ ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق