رسالتي الى ولدي عمر لليوم 263 من الحكم الجائر ولليوم 617 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 263 من الحكم الجائر ولليوم 617 من الاعتقال التعسفي.
ولليوم السابع من الإبعاد الى سجن تيفلت.
سلامتك ياولدي من " تبْكي مُّو ولا تبْكي مِّي".
عندما تنطلق آلة الطحن والاستهداف من أصحاب الحال ضد من تنزعج منه السلطوية، ينطلق خيال أصحاب الحال وتنتعش طاقتهم ويستوعبون جيداً المطلوب منهم فيزيدون عليه.
تبدأ صناعة التهم وإخراجها إخراجاً هوليودياً تصوروه إرضاءً لمن هم فوق وهو في الواقع مجرد إزعاج وغلو.
وبعد عدة بروفات/ استنطاقات تستقيم لائحة التهم الطويلة في محضر من مئات الصفحات تغيب فيه الحقيقة ويحضر سوء النية تحت شعار " تبكي مو ولا تبكي مي".
يسقط المحضر الثقيل بين يدي قاضي التحقيق فتحترق يداه من شدة سوء الصنعة وغياب الحقيقة فينهزم أمامه بعد عدة تحقيقات، فيجمعه دون أن يرطب ناره ويهذبه ويشذب شوائبه ويرميه إلى الوكيل العام الذي يرميه بدوره إلى هيئة الحكم بعد أن يزيد في سعيره إذا قدر أنه غير كافٍ لإحراق وإغراق المتهم البريئ، تحت شعار " تبكي مو ولا تبكي مي".
وبعد عشرات الشهور من الاعتقال التعسفي وعشرات الجلسات الكفكاوية، ابتدائياً واستئنافياً كان القاضي يضع أمامه محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الثقيل والحارق ونسختَه الثانية المطابقة للمحضر والمسماة قرار الإحالة، فيقرر رفض جميع طلبات الدفاع الذي يتكون من عدة محامين من أنجب ما جادت به هذه المهنة الشريفة، ويقرر الإدانة التي كانت هي الرسالة التي جاءت من الفوق قبل التمثيل الكفكاوي لمحاكمة غير عادلة.
كل هذا تحت شعار " تبكي مو ولا تبكي مي".
هذه هي حال عدالتنا: كل جهاز يرمي القضايا الحارقة إلى جهاز آخر خوفاً من نارها حتى تصل إلى الفوق الذي ينتظر المناسبة لإخماد نارها أو يدعها تستعير .
هذه الجمرة الحارقة لم تحرقنا وأبناءنا بل تحرق صورة الدولة عندما ينتصب العناد والمزاجية ضد إخمادها من طرف من عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها.
ولقد تجسد فينا هذا الشعار الجبان، فبكت أم عمر وأمهات وزوجات وبنات المعتقلين ظلماً.
وإنقاداً لصورة البلد الحقوقية في هذا الظرف الذي يتم فيه التصالح مع جيراننا لا بد من إخماد هذه الجمرة تعزيزاً للجبهة الداخلية.
هنيئاً لأمهاتكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق