رسالتي الى ولدي عمر لليوم 272 من الحكم الجائر ولليوم 626 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 272 من الحكم الجائر ولليوم 626 من الاعتقال التعسفي.
دمتَ صامداً أيها البريء.
سيأتي يوم ليس ببعيد وتنتهي هذه المأساة كما انتهت سابقتها رغم بشاعتها وبطشها .
كنا ما زلنا ننتظر استكمال مراحل العدالة الانتقالية بإنصاف المعتقلين ظلماً خلال سنوات الجمر والرصاص، التي توقفت في نصف الطريق وبقيت مطالب المعتقلين والمجتمع الحقوقي معلقة.
لم يحقق المغرب أهم هذه المطالب وعلى رأسها قضية الشهيد المهدي بنبركة والكشف عن المختفين وجبر الضرر الجماعي.
وعوض طي هذه الصفحة الأليمة تفاجئنا السلطة بفتح صفحة جديدة من المحاكمات الصورية للزج بجيل أبناء ضحايا سنوات الرصاص في السجون بتكرار بئيس وكأن لِجلادي سنوات الجمر والرصاص أبناءٌ ورثوا البطش والتنكيل بالمعارضين.
متى ينتهي هذا التكرار ؟
سينتهي قريباً لأن سياق هذه المرحلة يختلف عن سياق سنوات الجمر.
جيل هذا السياق لن يتحمل هذا التكرار رغم صمته الذي يخفي غضباً دفيناً سينفجر ذات موعد قريب.
كان الصراع السياسي على أشده وكان النضال في أعلى مستوياته وكان القمع شديداً .
وكانت رحى الصراع تدور حول الاستيلاء على السلطة .
أما الآن فليس هناك صراع سياسي قوي على السلطة وليس هناك أي سبب لتكرار نفس المأساة ولا نجد لها تفسيراً سوى الرغبة في قتل ما تبقى من المقاومة السياسية ضد السلطوية وأخذ المغرب نحو نظام شمولي أكثر من سنوات الجمر والرصاص.
هيئة إنصاف ثانية ستفرض نفسها وهي حاجة مجتمعية ملحة لإخراج البلد من هذا التكرار الذي يقف سداً منيعاً ضد الانفتاح الديمقراطي ودولة الحماية الاجتماعية .
ضحايا هذا العهد من خيرة شبابنا تضحيةً وعلماً ووطنيةً. حقهم وحقنا في حرية التعبير حق أصيل يضمنه الدستور والمواثيق الدولية.
مكانهم في مواقع عملهم وليس بين جدران السجون تأكل عظامهم وسنوات شبابهم .
دولة تدفن شبابها في السجون وتتخلى عن تكوينه وتأهيله وإدماجه دولةْ لا مستقبل لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق