رسالتي الى ولدي عمر لليوم 273 من الحكم الجائر ولليوم 627 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 273 من الحكم الجائر ولليوم 627 من الاعتقال التعسفي.
مساؤك حرية ياولدي.
تمر علينا أوقات عصيبة ومرعبة عندما نتصور أنك ستقضي ست سنوات وراء القضبان ظلماً وعدواناً.
ست سنوات من شبابك يقضمها السجن الظالم من عمرك.
ست سنوات، لا لشيء سوى أنك شقيت بشقاء الوطن ورحت تلبي نداءه وتنبه إلى ما يهدده بسبب استبداد الفساد الممنهج والمقدس.
اقتربت كثيراً من مَكمَنِه ومصنعه ولم تكتف بالإشارة فقط، بل وضعت أصبعك على منبعه بكل المهنية الصحافية والعلم.
ست سنوات بعيداً عنا يقضمها سجنك من عمرنا.
ترى ! هل تسعفنا الحياة كل هذه المدة لنحتفل بعودتك لنا سالماً وحراً؟
ورغم ذلك سنحتفظ بكل الآمال وبكل الصمود وسنقاوم كل هذه السنوات وننتظرك كما انتظرنا ولادتك بكل الفرح الغامر بالحب والتفاؤل.
سنقاوم الإرهاق والأمراض ونصر على المقاومة ما استطعنا حتى ينبلج فجر الحرية وتُطل علينا مخترقاً ظلام هذه المرحلة التي نتمنى مرورها بسرعة .
غداً ، سيتجدد لقاؤنا و سنراك وكلنا شوق لرؤيتك والحديث معك.
سنحمل لك سلام الأحرار والأصدقاء من المغرب ومن خارجه و سنُخبِرُك بموجة التضامن العارم وطنياً ودولياً.
وسنخبرك عن أفول شياطين و أعداء الحرية و أباليس التشهير والتسخير وإعلام الرصيف مع اقتراب نهاية مهمتهم البئيسة.
أنت الآن لست وحدك، معك في معاناتك عدد كبير من المعتقلين والمعتقلات الذين طالهم الظلم والتغييب القسري لأنهم تكلموا بصوت مسموع كما تكلمت.
والأهم أنه معك ومعهم تضامن الأحرار الذي لا يتوقف.
أنتم غير قابلين للنسيان بل اسماؤكم تعبر الأجواء وتجعلكم في حضن الوطن والعالم مهما طالت سنوات الجمر والرصاص في نسختها الثانية.
عاشت الحرية ولا عاش من أعدمها.
.jpg)
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق