رسالتي الى ولدي عمر لليوم 276 من الحكم الجائر ولليوم 630 من الاعتقال التعسفي.
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 276 من الحكم الجائر ولليوم 630 من الاعتقال التعسفي.
تحية الصمود ياولدي.
ها هو حجم الفساد الأكبر الذي بدأ ينكشف ويُنشر على صفحات الإعلام الرسمي ينتصر لك ويضع الحق معك في ما ذهبتَ إليه في تحقيقاتك حول فساد الطبقة الحاكمة ورجالها.
أما أنت فتُعاقبُكَ هذه الطبقة وتنتقم منك وتجند كل المؤسسات من أمن وقضاء وإعلام مأجور.
لو كانت نية السلطة في محاربة الفساد صادقةً لكانت تحقيقاتك قاعدة معلومات قوية تعتمد عليها هذه السلطة عوض تسليط القمع والتشهير بك ودفنك في السجن لست سنوات في محاكمة دامت جلساتها قرابة السنتين، غابت فيها كل شروط المحاكمة العادلة وانفضحت الدوافع الحقيقية لطحنك بتهم ذات طبيعة جنائية سيئة الصنع.
أنت الآن تستحق البراءة والاعتذار من طرف من اعتدى عليك وعلى حريتك نظراً لمصداقية عملك بكل نكران الذات وبكل وطنية خالصة.
ليس هناك تعارض بين الخطاب الرسمي وتحقيقاتك، خصوصاً مع السؤال الإشكالي " أين الثروة؟"
لم تفعل غير انخراطك في تقديم الجواب الصريح على هذا السؤال.
آن لهذه المرحلة التي تحققت على أرض الواقع بإخراس أصوات الصحافيين المستقلين، أن تتوقف ، والبداية بإطلاق سراح المعتقلين .
أكيد أن المدى الذي بلغته هذه المقاربة الأمنية بتَغوُّل فئة مفترسة صارت سلطتها فوق السلط وصار كبحها صعباً على جميع المؤسسات .
وأصبح رموزها يجمعون بين التغول السياسي والاقتصادي مما مكنهم من الدوس على القانون والدستور.
والدليل على ذلك، غياب الاستناد على نصوص الدستور في خطاب الحكومة وكأننا دولة بدون دستور ولا قانون.
من يريد محاربة الفساد، فالفساد أمامكم وخلفكم وبينكم و جنبكم، فلتصوبوا اتجاهه ولا تصوبوا نحو المناضلين و فاضِحي فساد الدولة.
أنت على حق وبريء وسجنك عقاب وانتقام .
الحرية لجميع المعتقلين والمعتقلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق