جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

الرفيقة الشيوعيّة العمانيّة "وردة"

 الرفيقة الشيوعيّة العمانيّة "وردة"

هي إحدى الرفيقات اللواتي شاركن في ثوره ظفار في عمان عام ١٩٦٥م حيث امتدت الثورة الى سنة ١٩٧٥م استمر القتال ١٠ سنوات كاملة كانت بداية الثورة في عهد السلطان تيمور حاكم عمان وقتها وكان الهدف الاساسي منها هو طرد الاستعمار البريطاني المسيطر على الخليج بدأت شرارة الثورة من ظفار معقل الحزب الشيوعي في الخليج و امتدّت إلى باقي مناطق دولة عمان حيث سيطر الثوار خلالها على ٨٠% من أراضي عمان ووصل الثوار الى حدود السعوديّة بسرعة فائقة بعد قتال شرس ضد أنصار السلطان تيمور و الجيش البريطاني وفي عام ١٩٧٠م قاد السلطان قابوس انقلابًا على حكم ابيه تيمور و اجبره على التنازل وكان قابوس مقربًا جدًا من امريكا و ايران مما قلب موازين المعركة بعد ان استنجد قابوس بالجيش الايراني والأمريكي لمساعدته في قمع الثوار وكذلك تدخل الجيش الاردني بسبب العلاقة الجيدة بين الملك حسين و قابوس دخلت هذه الدول رسميًا الى الاراضي العمانية في سنة ١٩٧١م وبدأت بفك الحصار عن العاصمة مسقط ومدينة صلالة، الطيران الامريكي لعب دور كبير في قمع الثورة والقوات الخاصة الايرانيّة كانت بمثابة الحل السحري الذي استعان به قابوس استمرت المعارك حتى عام ١٩٧٥م وفي يوم ١٨-١١ من نفس العام اعلنت امريكا و ايران انتصار قواتهم ضد الشيوعيين و حصر ما تبقى منهم في سلسه جبال (صرفيت) استمر الشيوعيين بالقتال في تلك الجبال حتى استطاعت القوات الامريكية الخاصة من القيام بانزال جوي و اسر الرفيقة وردة ومعها ٨٠ رفيق آخر في ٢٦-٢ من عام ١٩٧٦م عرض الامريكان على الرفيقه وردة ان تظهر في التلفزيون العماني الرسمي و تسب الحزب و قيادته مقابل اطلاق سراحها الى أنّها رفضت ذلك وتم تنفيذ عليها حكم الاعدام في ٢٥-٧ من عام ١٩٧٦م أي بعد ٥ أشهر فقط بتهمة قتل ١١ جندي امريكي في اثناء الحرب، تحية لروح الرفيقة وردة ومن رحل بدربها وهنيئًا لها هذا الصمود الكبير
المجد والخلود لشهداء الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي والعالم.


رواية «وردة» لصنع الله إبراهيم: الأوطان العربية في زمن الشيوعية

كم هي لئيمة هذه «الوردة»، إنها تشبه لحد كبير كميناً نصب بمكر بالغ، لا يمكن أن يفلت منه أحد، وإن استطاع الإفلات فالمؤكد أن شيئاً ما بتر منه وسيظل يتذكر كلما نظر لطرفه المبتور جراء الخديعة، فخلف الوردة يكمن اللغم اللعين.

هذه رواية لا يمكن أن تستوعبها بمجرد قراءة لأحداثها ويومياتها المبعثرة والتي تظل أجزاؤها ناقصة دائماً، لكنك تؤخذ بتلك الفترة الزمنية المتناقضة بدءاً من العام 1960 لغاية 1970 ثم لحين كتابتها وتكشفها لبقية الأحداث العام 1993.

تلك الفترة التي كانت تنشأ فيها الأحزاب (الشيوعية، الرأسمالية، الاشتراكية، القومية...) في الدول النامية وكيف كانت الدول العظمى مثل روسيا والصين تحرك أصابعها فتتحرك مجموعات في عدن وعمان والبحرين والأردن ومصر والسودان وكثير من الدول العربية المستهدفة بالفكر ووهج الثورة، ولأن الأبطال في هذه الرواية من عُمان والثوار من اليمنيين والعمانيين «الجبهة الشعبية الديمقراطية العمانية» التي قاتلت في جبال ظفار حتى الرمق الأخير وكان سبب إخفاقها في تحقيق إسقاط نظام قابوس تتمثل في: «الإخفاق العسكري، انهيار المعسكر الاشتراكي، سياسة التحديث الواسعة التي قام بها قابوس وسحب كثير من الكوادر، والسياسة الواقعية التي سار عليها في السنوات الأخيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، مرونة التعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع الدول العربية التي رفضت الغزو الأميركي في أزمة الخليج كاليمن والأردن وأخيراً السياسة التدريجية في مجال المشاركة الشعبية وتمثلت في تحويل المجلس الاستشاري العماني إلى مجلس للشورى...» (ص 32).

الرواية جاءت بالأساس لتسرد يوميات وردة العمانية الأصل التي تتحول لرئيسة جبهة التحرير في ظفار وتؤمن بالمنهج الشيوعي وتحمل أفكار «الماركسية اللينينية» «لين بياو» و «ماو» وتعيش المعاناة بصبر وتجلد وعلى رغم كل الظروف التي تحيط بها كامرأة تتمرد وتثبت للجميع أنها قادرة على أن تمثل قيادة سياسية حزبية متزنة، تظل نهايتها مبهمة لتظهر ابنتها «وعد» في محاولة لإكمال المشهد المفقود بعد القضاء على الثوار بفضل التدخل الإيراني في مسقط.

«30 ديسمبر... يتتابع وصول القوات الإيرانية. وضعت في جزيرة حلانيا الخالية من السكان. حظر أفرادها الظهور في شوارع صلالة ومسقط. قدرت الدفعات الأولى بثلاثة آلاف ضابط وجندي. عهد إليها بإعادة فتح الخط الأحمر...» ص (304).

«15 مارس... نص الرسالة التي بعث بها القذافي إلى قابوس. تضمنت سطور ظريفة...»... واستغربنا يا أخي كيف تسمح لنفسك وكرامة شعبك وشرف أمتك أن تحمق إلى درجة السماح لجيوش أجنبية نظامية باحتلال مسقط أولاً ثم ظفار ثانياً. إننا نهيب بك لآخر مرة أن تطلب سحب الجيوش الأجنبية فوراً وإذا رفضت طلبك فبلغنا برفضها لنقاتلها معك جنباً إلى جنب وإذا لم تفعل فننذرك بحرب قد تكون أنت فيها في صف الأجانب الغزاة ونحن في صف شعبنا العربي هناك... أرجو أن تعود إلى رشدك... وإلى حظيرة أمتك قبل أن تجد نفسك مذموماً مدحوراً...» ص (141).

اتفاق قائد دولة عربية مع الثوار في دولة أخرى بالمساندة في مقابل تغيير اسم الجبهة من «الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي» إلى «الجبهة الشعبية لتحرير عمان» فقط، كان ذلك شرط القذافي في دعم الثورة في ظفار، ويتضح مدى التخبط الواضح سواء على صعيد القيادات الثورية ومصالحها السياسية والشخصية أيضاً وكذلك اعتماد القادة العرب أمثال عبد الناصر والقذافي على الاستعانة بالأحزاب وضمها بصور ما لجانبهم غير مكترثين لباقي الجوانب المترتب على ذلك.

في ختام الرواية نجد أغلب الثوار قد تقلّدوا مناصب رفيعة في الدولة العمانية الحديثة في إشارة واضحة لتغلّب النزعة الشخصية وتغيير المبادئ والأفكار بحسب المقتضيات وإن الفكر الحزبي في تلك الفترة قائم على غسل العقول، فكيف لشخص لا يقرأ ولا يكتب يتقلد مناصب عليا في قيادة حزب ما، ثم الأفكار المطلقة جداً والتي تخالف تجذر الأخلاق في الهوية العربية. أثبتت هذه الرواية أن من الصعب جداً تمثيل ولعب دور الرجل المنفتح على كل شيء. اليوم بعد سقوط الكثير من الأحزاب والأفكار التي كانت تعتبر تقدمية واتضح زيف الدول المساندة لهذه التكتلات، ماذا سيقول كل الذين آمنوا بقضيتهم التي اختلقها الآخر في عقولهم لو أنهم يعودون من قبورهم، وينتزعون رصاصاتهم من صدورهم وجماجمهم التي لوثتها أفكار غربية لا أفكار شخصية تنتمي لبيئتها.

لذلك لاتزال الأوطان العربية تثور منذ أمد، كلما توهم النصر تبيّن أن ثمّة خديعة وغش وتزييف، لذا ينهض الشعب العربي وسينهض دائماً إنها لعنة متوارثة إلى أبد الآبدين.

ما يميز هذه الرواية بحق ويبرع فيها صنع الله إبراهيم هو الاشتغال على المكان والاستعانة بالكثير من المراجع لرسم صورة حيّة عن عمان سواء مدنها وأعراقها أو فلكلورها التراثي والكثير من المشاهد التي لا تمر سريعة أبداً.

يبقى على المتلقي أن يرجع لأصل بدء تكوين الأحزاب وتحديداً الحزب الشيوعي الذي كان مسيطراً في تلك الحقبة ليستوعب الرواية بشكلها السياسي والإنساني أيضاً، فهي تبدأ بمجموعة من الطلبة في لبنان ينتمون لأحزاب متعددة، لكن السؤال الذي يظل يطارد القارئ كيف كان يتم تجنيد كل أولئك الشباب وابتعاثهم وتدريبهم ومدّهم بالسلاح والأهم إقناعهم بفكر الحزب.

العدد 4333 - الجمعة 18 يوليو 2014م الموافق 20 رمضان 1435هـ

عن موقع

الوسط

هناك تعليقان (2):

  1. حول رواية وردة لصنع الله ابراهيم
    صنع الله ابراهيم يراوغ بين حاضر وماضى سلطنة عمان
    بقلم: المحرر - في: السبت 1 سبتمبر 2001

    عن بيان الثقافة- 12 أغسطس 2000

    »عندما أزمعت السفر كفت عن المجيء الى أحلامي.. وكانت تتردد علي بصفة مستمرة في الأونة الأخيرة.. ودوما ألقاها وسط حشد من الناس مضطجعين فوق الأرائك كما في الصور الرومانية أو الجنة.. أحيانا في قاعة ممتدة وأحيانا أخرى فوق ظهر سفينة.. وفي كل مرة تلتفت نحوي وفي عينيها نظرة غامضة تجمع بين التساؤل والتواطؤ والاغواء«.

    مقطع من الرواية الجديدة للاديب الكبير صنع الله ابراهيم يصف فيه امرأة الحلم والماضي بطلة رواية »وردة« التي صدرت مؤخرا عن دار المستقبل العربي القاهرية شخصية تنتمي الى زمان ومكان أخرين »ظفار الستينيات والسبعينيات« لتصبح الرواية رحلة في الجغرافيا والتاريخ العربيين يسافر من أجلها الراوي الى موقع الأحداث العاصفة التي عرفتها المنطقة خلال هذه الفترة حقبة ومكانا تتواطأ الذاكرةالعربية على نسيانهما. فما الذي جرى ليصعد الان الى السطح الروائي العربي في عمل من أنضج أعمال الروايةالعربية.. يقول الروائي صنع الله ابراهيم كنت عام 1992 بالصدفة في عمان ولمست عمليات التحديث التي تجري على قدم وساق بالسلطنة وتذكرت حركة ظفار.. وفكرت في العلاقة بين أهدافها وماتم تنفيذه فأحسست بأن الفكرة يمكن أن تجر الى مناقشة تيار القوميين العرب والتحولات التي مروا بها حيث بدأوا معادين للشيوعية مع المزايدة على عبدالناصر والبعثيين والشيوعيين لينتهوا الى خندق الشيوعية. ويضيف.. هناك مجموعة تجارب يمكن مناقشتهااليوم من أجل المستقبل منها آلية السلطة والصراع عليها والسؤال الرئيسي عن امكانية تخطي مراحل معينة في النمو الاقتصادي الاجتماعي والموضوع يمتد الى ماهو أشمل من تجربة ظفار الى التحالفات والصراعات بين القوى الوطنية من اجل السلطة. ويقول صنع الله ابراهيم.. لكن رواية »وردة« ليست عودة الى الماضي واستغراقا فيه بل هي مراوحة بين الماضي والراهن في جغرافيا واحدة »سلطنةعمان« من خلال البحث عن مصير البطلة »وردة« احدى مقاتلات حركة تحرير ظفار في الستينيات والسبعينيات. و»وردة« امرأة أسطورية فاتنة من لحم ودم.. ممتلئة بالأحلام والطموحات والأوهام والرغبات المحبطة والارادة.. مثلها الأعلى »تشي جيفارا« الذي تقتدي به حتى في كتابة يومياتها السياسية والشخصية التسجيلية.. التي تشكل »روائيا« ذاكرةالرواية وبعدها الزمني. يوضح صنع الله ابراهيم انها شخصية مخترعة.. لكن الحركة الثورية »خاصة في ظفار« كانت تضم مجموعة نساء في القيادة من بينهن واحدة من البحرين.. وهناك سناء محيدلي وليلى خالد في الحركة الفلسطينية. وتميزت هذه الفترة بظهور نماذج سياسية لمثقفات قاتلن الى جانب الرجل وقدمن كل ماهو ضروري لذلك وقد حاولت تخيل مايمكن أن تكون عليه مثل هذه الشخصية كأفكارها والمثل التي تسعى اليها وتكوينها النفسي. والزمنان »بشخصيات كل زمن« يضيء كل منهما الأخر كمرايا عاكسة تكشف التحولات والمصائر والأفكار والرموز والأوهام.. رغم وحدة الجغرافيا.. والخيط الرابط بينهما هو الراوي الذي كان على علاقة ببطلة الماضي بالاضافة الى شقيقها الذي بدأ معها في نفس الحركة السياسية لنكتشف »في نهاية الرواية« أنه أحد كبار مسئولي الدولة. ويفسر صنع الله ابراهيم نعم الزمنان قائمان.. فأثناء الزيارة الاخيرة لسلطنة عمان شاهدت طرقا ومستشفيات وجامعة حديثة..وهو ما كانت تطالب به جبهة تحرير ظفار. ولا يفلت من التحولات السلبية في الرواية سوى »وردة« التي تلقى مصيرا غامضا نتيجة تمسكها بالطريق الذي اختارته..أما بقية الشخصيات فتزلزلها الأحداث والتحولات التاريخية لتجد نفسها في النهاية في صف العدو القديم..هو التحول من اليسار الى اليمين.. من المعارضة الى كراسي السلطة مع توظيف الأفكار القديمة لصالح الموقع الجديد.

    ردحذف
  2. حول رواية وردة لصنع الله ابراهيم

    حول رواية وردة لصنع الله ابراهيم
    صنع الله ابراهيم يراوغ بين حاضر وماضى سلطنة عمان
    بقلم: المحرر - في: السبت 1 سبتمبر 2001
    المقطع-2-

    عن بيان الثقافة- 12 أغسطس 2000


    يؤكد صنع الله ابراهيم هذه الحقيقة ذلك مارأيناه بالفعل في اماكن عديدة بالعالم.. انتقال بعض النماذج من اليسار الى اليمين بدافع تحقيق مصلحة شخصية هي التواجد في السلطة عندما يكون ذلك ممكنا.. فعندماأراد نميري كسر الحزب الشيوعي عين بعض أعضائه وزراء في حكومته وانتهى باعدام رموزه.. حتى روجيه دوبريه أحد منظري التيار الجيفاري في اليسار العالمي كان محكوما عليه بالاعدام فأفرج عنه ليعين مستشارا للرئيس الفرنسي السابق ميتران. ويضيف.. المسألة عادية وليست مأساوية..المشكلة أننا نطالب المثقف بأكثر ممايجب.. فنحن نتصوره شخصية قيادية واعية ومضحية الى النهاية ومتفانية في تغليب الصالح العام.. وهي صورة رومانسية 0. لأنه شخص عادي بلا هالة خاصة ولا معجزات خارقة. وتتقلص النزعة الوثائقية في الرواية الى الحدود الضرورية في شكل رصد أهم الأحداث والتحولات العربية والعالمية من خلال يوميات البطلة بلافصل لها عن تأملاتها وتحولاتها الشخصية المواكبة في تبادل مع خط السرد الروائي المألوف على لسان الرواي. يسارع صنع الله ابراهيم الى الرد.. كأنه ينفي اتهاما لا أوافق على تسمية »الوثائقية« والفصل بين الخطين فالوثائق مشتركة وكذلك التخييل..فالسرد يتضمن قراءة في بعض جرائد 1992التي ترصد بعض الوقائع الجارية.. فالوثائقية كلمة غامضة بلامدلول محدد والفكرة تكمن في استخدام المادة الصحفية باعتبارها جزءا من حياتنااليومية والفيصل هو درجة الاستخدام. وأشار الى انه سبق لغالب هلسا أن استخدمها في رواية »الضحك« وما فعلته هو أنني كبرت دور هذاالجانب فصعدت به من الخلفية الى المقدمة ليصبح عنصرا رئيسيا في رواياتي ذات وشرف وبيروت الى »وردة« لكني لاأظن أنه اتجاه وثائقي. لكن السؤال عن مصير وردة »امرأة الحلم والماضى« لن يجد اجابة يقينية.. ليظل المصير مجرد احتمال يواجه به الراوى فى الصفحة الأخيرة شقيقهاالمسئول الكبير فى الدولة دون نفى أو تأكيد..احتمال أقرب الى الحدوث من خلال تسلسل الوقائع لكنه بلايقين.. ليظل السؤال معلقا بلا اجابة نهائية.

    ردحذف

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *