غازي الصوراني - عن اليسار والعلمانية .........
غازي الصوراني - عن اليسار والعلمانية .........
المفارقة، أوالثنائية المتناقضة أوالإشكالية الكبرى تتجلى في مطالبة احزاب وفصائل اليسار العربي عبر شعاراتها التي تنادي بتطبيق الديمقراطية والعلمانية في دولنا ومجتمعاتنا، بدون أن تجسد هذين المفهومين على صعيد الوعي الذاتي بهما سواء لدى الاغلبية الساحقة من كوادر وقيادات هذه الاحزاب، أو على صعيد الممارسة داخل تنظيماتنا وأسرنا ومجتمعاتنا.
ولا أبالغ في القول، ما من حزب أو فصيل يساري عربي هو علماني وديموقراطي بصورة صريحة وواضحة نظرياً أو بالممارسة، بل إن عدوى التخلف الاجتماعي الموروث والراهن الى جانب عدوى الشعار المظهري الانتهازي انتقلت إلى صفوف معظم كوادر وقيادات وقواعد هذه الأحزاب، الأمر الذي عزز من تراجعها وعزلتها وفقدان دورها الطليعي لأسباب عديدة بالطبع، من بينها وربما أهمها غياب الوعي العميق بالرؤية الفلسفية الماركسية ومنهجها المادي الجدلي ، الى جانب تفاقم مؤشرات ومظاهر الارتداد الفكري الانتهازي سواء باتجاه اليمين الليبرالي الرث او باتجاه اليمين الديني وممارسة طقوسهما بما يتناقض جوهرياً مع عنوان أو اسم الحزب أو الفصيل ومضمونه الطبقي الثوري وهويته الفكرية!!..انها بداية نهاية مأساوية اذا لم تتدارك قوى اليسار الماركسي في مغرب ومشرق الوطن العربي اوضاع ومظاهر ارتدادها الفكري والسياسي قبل فوات الاوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق