جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

غازي الصوراني _ باختصار عن الفيلسوف الفرنسي ديني ديدرو(1713_1784)فلسفته المادية وآراؤه الثورية:

 غازي الصوراني _ باختصار عن الفيلسوف الفرنسي ديني ديدرو(1713_1784)فلسفته المادية وآراؤه الثورية:

"أضفى ديدرو على آرائه الطبيعية بعض الملامح الديالكتيكية، فمن خلال آرائه الطبيعية العضوية تلوح فكرة التطور والترابط بين العمليات، التي تجري في الطبيعة، كما تمكن ديدرو في عدد من القضايا، من الانفلات من أسر الميتافيزيقا الميكانيكية الضيقة، كل شيء، عنده، يتغير، يختفي ويزول، ولا يبقى الا الكُلِّي، وعالمنا الذي نعيش فيه، يُولَدُ ويفنى باستمرار في كل لحظة، إنه عالم وحيد، لم يكن ولا يمكن أن يكون، عالم آخر سواه".
يرى ديدرو، أن الطريق إلى الخلاص من عيوب أشكال الحكم القائم لا يمر عبر الثورة بل من خلال إشاعة التنوير في المجتمع، وبسبب آراؤه تعرض للسجن في "الباستيل".
كان "ديدرو" الزعيم الحقيقي للاتجاه المادي، وقد آمن دوماً بحتمية الانتصار النهائي للحقيقة والتنوير، وقد برز دوره الكبير لتحقيق هذا الهدف في مشروعه العظيم "الإنسكلوبيديا" الذي شاركه فيه (دالامبير وفولتير وروسو)، وقد انسحب الجميع من المشروع وبقي "ديدرو" ثابتاً حتى أنجز الموسوعة المكونة من سبعة عشر مجلًداً، ظهر أولها في عام 1751، وآخرها في 1772 .
كان الهدف العظيم وراء إنجاز "الأنسكلوبيديا" يكمن في أن تصبح هذه الموسوعة أداة هامة لترويج الأفكار المادية الفلسفية والتنوير؛ كما تضمنت الحديث عن كل جوانب المعرفة الإنسانية في ميادين العلم والأدب والفن.. بل وفي التكنيك والإنتاج الصناعي والحرفي؛ وإلى جانب ذلك نشر الأفكار التقدمية. كان على الموسوعة أن تحارب الآراء الروتينية والأباطيل والخرافات والأوهام والعقائد المسيطرة.
في سنى الشيخوخة –يقول ديورانت- "تُعَلَّقَ ديدرو بشيوعية فوضوية، مثلاً أعلى له فيقول: "إنى مقتنع بأنه لن يتيسر للجنس البشري أية سعادة حقيقية إلا في دولة اشتراكية ليس فيها مَلِكْ ولا قاضي ولا قسيس ولا قوانين، ولا يكون فيها هذا لك، وهذا لي، وليس فيها حق تملك، وليس فيها رذائل أو فضائل، ولكنه اعترف بان هذه النظرية "مثالية إلى حد شيطاني"، وأدرك ديدرو في ساعات العسرة أن عدم المساواة في التملك سيبقى ببقاء عدم المساواة أو التكافؤ في القدرات، وطرح فكرة الاشتراكية لأنها غير عملية، حيث لم يوجد آنذاك إلا بروليتاريا صغيرة غير منظمة لاتكاد تكون واعية، ولما انتهى الأمر إلى الإصلاحات العملية، أيد ديدروالفيزيوقراطيين ووقف إلى جانب الرأسمالية الناشئة وأعلن أن حق التملك يجب أن يكون مقدساً مطلقاً، واستنكر أي اعتداء على هذا الحق من جانب الدولة. وانضم إلى كنى وترجو وفولتير في الدعوة إلى تحرير الصناعة والتجارة من أية قيود حكومية".
قالوا عنه:
- "إن ديدرو أُتون (فرن) شديد الحرارة إلى درجة يحترق معها كل ما يُخْبَزْ فيه، ومع ذلك خرجت منه أشياء كثيرة لم يكتمل نضجها ولا خبزها، وكان شديد الحساسية مثل روسو رقيق العاطفة مثله، وربما كانت صداقته مع روسو قائمة على التماثل في المشاعر ونفس قوة الوجدان، ونفس حب الطبيعة ونفس المفهوم الرومانتيكي للعبقرية على أنها غريزة وانفعال وخيال (فولتير).
- وافتتن جيته وشيللر ولسنج بكتابات ديدرو وشارك ستندال وبلزاك ودلا كروا في الإعجاب به واعتبره كومت أسمى عبقرية في ذاك العصر المثير وأسماه ميشيليه "برومثيوس الحقيقي (في الأساطير اليونانية هو الشيطان المعبود الذي سرق النار من السماء وعملها لأهل الأرض"- "إن الزمان والمكان ممتدان أمامه كما أمام الله : وهو يعتقد أنه في كل مكان وأنه أزلي". (الأباتي غالياني) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *