رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 14 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
11/08/2022
رسالتي إلى ولدي عمر لليوم 14 من السنة الثالثة من الاعتقال الظالم.
ست سنوات نافذة حكم جائر.
هذه الجملة بسيطة ومضمونها بسيط وواضح ووقعها على النفس جائر وخانق.
ولدي عمر أريدَ له أن يتم إخضاعه لهذه التجربة الأليمة ليجعلوه يستوعب نوعية السلطة التي اخترعت سنوات الرصاص على أنها لم تتغير ولن تسمح لمن صدق بغباء أو بوطنية شعارات خطاب تاسع مارس المشهور بأن يتجاوز الخطوط الحمراء التي تم وضعها منذ عقود.
وهي رسالة واضحة ومضمونها واضح لكل من تعلم ودرس ووقف عند الخطوط الحمراء استعدادا لتجاوزها التزاما وتصديقا لما تضمنه دستور 2011 في باب الحريات ووعود خطاب تاسع مارس.
ولقد وصلت الرسالة واقتنع الجميع أن كل تلك الجمل البليغة والحماسية لم تحتفظ بمعانيها وخانت مضامينها الديمقراطية و لَوَت عائدة إلى عادتها خلف الخطوط الحمراء التي تمنع وتحجب عنا أفق الانتقال الديمقراطي.
عادت فرق الأمن لزياراتها واستدعاءاتها وعادت المحاكم تشتغل بكامل طواقمها وعادت الأحكام الطويلة والجائرة وهجرت العدالة قاعات المحاكم وعدنا نسمع عن الإضرابات الطعامية: عادت سنوات الجمر وانعدمت آمالنا في مفهوم جديد للسلطة.
كان أملنا ألا ندمن تكرار القمع والفساد والاستبداد، وأن نغادر هذه المرحلة التي مازالت جروحها لم تلتئم رغم جلسات الاستماع المرعبة وهيئة الإنصاف والمصالحة.
ماذا ربحت السلطوية من إسكات كل الأصوات المعارضة؟
لم تربح شيئا، بل خسرت نخبا واعية ووطنية وشجاعة وخسرت صورتها وطنيا ودوليا ومكنت طبقة من المفترسين من المال العام وكل المؤسسات.
أصبحت المرحلة عصية على الحل والأزمة اشتدت وتفاقمت على يد هذا التحالف الطبقي الذي يعيش على الريع والفساد وقمع الحريات.
حصيلة هذه الردة سلبية وكارثية على السلطة وعلى الدولة بكل ما فيها.
كم نحتاج لقرار سياسي مستعجل لانتشال البلد من هذا المستنقع.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق