رسالتي الى ولدي عمر لليوم 33 من السنة الثالثة من الحكم الظالم.
30/08/2022
رسالتي الى ولدي عمر لليوم 33 من السنة الثالثة من الحكم الظالم.
لن نتوقف ياولدي عن تدوين الظلم الذي طالك وطالنا مهما طال اعتقالك.
سنبعث معاناتنا ومعاناتك إلى كل الضمائر الحية لنقول لهم إن هذا الوضع اشتدّت وطأته علينا وعليك وتجاوز كل الحدود وصار تعذيباً ممنهجاً.
ما هي جريمة ولدي عمر لكي يتم دفنه لمدة ست سنوات بعدة تهم لم يصدقها أحد حتى الذين صنعوها ، من التجسس إلى تهديد الأمن الداخلي والخارجي والإضرار بالوضع الديبلوماسي للمغرب والإساءة إلى سمعته خارجياً .
وزادها محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إبداعاً حيث كتبوا " وبالتالي فإن الأفعال الإجرامية المسطرة تبقى ثابتة في حق الماثل أمامكم" سبحان الله .
ومع ذلك فإن كل القصة بدأت شبهةً وصارت بقدرة قادر مزورٍ جريمةً ثابتةً.
وبعد أكثر من شهر من تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وما أدراك ما هذه الفرقة، انتهت إلى ما انتهت إليه: لم يجدوا لا تجسس ولا هم يحزنون ولم يجدوا في محضر سمين مكون من 500 صفحة تقريباً ولو دليلاً يتيماً على هذه التهم.
ويستمر النصب وصنع التهم والتجنيد، فظهر من يصنع لعمر تهمة تليق بضرب قامته ورمزيته وتعزله عن محيطه الصحافي وتسفه عمله: الاغتصاب .
لكن السحر انقلب على الساحر وصرتَ ياولدي رمزاً للصمود وعنواناً لمظلومي العهد الجديد والمقاربة الأمنية.
جريمتك ياولدي أنك صحافي بالمعنى المهني للصحافة وباحترام أخلاق المهنة وشجاعته أمام مظاهر الفساد والإفساد.
وانتصر الفساد والمفسدون رغماً عن دولة المؤسسات.
وماذا ربحت الجهة التي صنعت لك هذه التهم ودفنتك في السجن لعدة سنوات ؟
وهل تحقق الأمن الداخلي والخارجي للمغرب؟
وهل سلمت ديبلوماسية المغرب وتحسن آداؤها وحققت للبلد إشعاعاً دولياً ؟ الجواب في ما نعيشه هذه الأيام.
وماذا ربحت الدولة وصورتها عالمياً من اعتقالك ومحاكمتك بشكل تعطلت فيه كل قوانين البلد وحتى دستورها؟
الجواب عند تقارير المنظمات الحقوقية الدولية .
ونحن نصدقها ولا نتهمها، بل كان علينا أن نتواصل معها وأن ننصتَ لها ونقدم لها ملاحظاتنا عوض اللجوء إلى نظرية المؤامرة الدولية ضد المغرب ومصالحه.
والتعامل مع هذه المنظمات يزيد من احترام وهيبة الدولة وحرصها على احترام التزاماتها الدولية.
والهروب إلى نظرية المؤامرة يفضح عجز الدولة على احترام التزاماتها الدولية ويجعل منها دولة الانتهاكات الحقوقية.
كانت التهم التي صُنِعت لك باطلة.
وكانت خسارة الدولة من محاكمتك جسيمة شعبياً ودولياً.
حان الوقت لتعديل عقارب البلد نحو الانتقال الديموقراطي والحسم مع مقاربة الانتقام من الأصوات الحرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق