حول بيان حزب يساري "بيان الوطنية المغربية: الفريق الوطني يشعل شمعة الأمل" - 8 ديسمبر 22 * أوهام اليسار-عبد الغني القباج
حول بيان حزب يساري "بيان الوطنية المغربية: الفريق الوطني يشعل شمعة الأمل" - 8 ديسمبر 22
*
أوهام اليسار
*
أحب كرة القدم..مارستها وأنا في السادسة من عمري ..وكنت متميزا .. كنا نلعب في باب الجديد بمراكش في ملاعب صنعها مواطنون .. وأصبحت بعض أراضيها فنادق 5 نجوم و مول باذخ لزوجة أخنوش ..
واليوم رغم اني انتقد هيستيريا "فرح عفوي زائل" ... أتمنى للاعبي الفريق المغربي ومدربه استمرار انتصاراتهم….
لكن ..لنكن واقعيين في التعامل مع كرة القدم اليوم في السوق الرأسمالية العالمية ….
كرة القدم أصبحت تجارة واقتصاد ريع .. وسيطرة رأسمالية إمبريالية أروبية وبيترو دولار "قبيلة قطر" خصوصا .. وأصبحت كرة القدم العالمية اليوم أكثر من مجرد أفيون للشعب .. إنها إدمان، كحبوب مخدرة، تروجه وسائل الإعلام" والشركات الرأسمالية التجارية الكبيرة الامبريالية. وأصبح اللاعب بضاعة يباع ويشترى في سوق "المركاتو" الذي يتوفر على سماسرة من العيار الثقيل.
إن الدول والناس الذين ابتلوا بفيروس "كرة القدم المركنتيلية" يدفعون ثمنا باهظا لحقوق البث ويمكنون الشركات الرأسمالية المحتكرة من جني أموال تقدر بتريليونات الدولارات .. شركات رأسمالية تسيطر، خصوصا في أروبا (بريطانيا فرنسا إسبانيا إيطاليا..) على فرق كرة القدم وعلى سوق نخاسة اللاعبين من أمريكا الجنوبية وإفريا وعلى إنتاج ملابس وأكسيسوارات الرياضة وعلى الإعلانات التجارية وتجني أرباحا بتريليونات الدولارات سنويا ..
استطاعت هذه الشركات أن تهمش ألعاب الرسلضات الأولمبية .. التي حافضت على قيم التنافس والتباري الرياضي والرقي الإنساني بالعلاقات بين شعوب العالم...
استطاعت هذه الشركات الرأسمالية العالمية أن تجعل من كرة القدم في التلفزيونات "العالم الثالث" والمغرب تنهيدة المخلوق المضطهد وبلدانا بلا روح وبلا قلب وسياسات حكام تفرض على شعوبها المضطهدة ظروف التخلف الاجتماعي والاستلاب السياسي .. حين تدري مثلا مقابلة بين ريال مادريد و البارصا .. كل مقاهي المغرب مكتضة بمتفرجين يصل بعضهم إلى تشجيع هيستيري .. وحولت هذه الشركات الرأسمالية الإمبريالية كرة القدم من رياضة شعبية يتمتع بها الناس في الأزقة والملاعب البسيطة إلى آلة رأسمالية عظيمة تهيمن على عقول البشر في جميع مناطق العالم ...
ومن بؤس الزمن المغربي أن تزامن خروج جماهير تعد بالملايين في جميع مناطق المغرب لتحتفل بفرح بكرة القدم وهو فرح زائل كدخان "سْحُورْ" رمضان ، مع خروج فقط عدة آلاف من المواطنين والمواطنات من أجل في مسيرة الكرامة والعيش الكريم ضد غلاء الاسعار مواد الحياة .. ومن أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و الضحفيين والمدونات والمدونين.
إن حركة جماهير كرة القدم باسم الوطنية كذبة على الوعي الإنساني النبيه والعلمي .. إنها حركة بالنظر لواقع الطبقات والفئات الشعبية الكادحة والغير واعية بمصالحها الاقتصادية والاجتماعية والمناصلة من اجل تحقيقها، تـتحول إلى مجرد "أفيون" وشوفينية، نظرا لأن كرة القدم حولتها الرأسمالية إلى مورد مالي ضخم وإلى مجرد تفريغ الجماهير لألمها الغير واعي وللتعايش مع واقع سياسي واجتماعي مليء بالإحباط والكبت والقهر، وإلى استلاب لتخفيف ألم أجساد وعقول معذبة ..
هل هذه هي وطنية كرة القدم المسطرة في البيان وفي وطن لم يرق بعد لوطنية بمفهومها العلمي النظري والسياسي والثقافي... الذي يعلو بالمواطن وكرامته فوق القوانين والدساتير والمصالح الضيقة ...؟
هل خروج جماهير للاحتفال بإنجاز فريق كرة القدم الوطني يعبر عن وطنية هذا المفهوم العلمي؟
كرة القدم التجارية التي يعيشها العالم اليوم ليست مجرد أفيون للناس ، بل هي أكثر من ذلك "مادة تسبب الإدمان على وسائل إعلام تصنع ثقافتك التلفزيونية الاستهلاكية المبتذلة ..
هل نشرت وسائل الإعلام التي تسمى "وطنية" في المغرب مجرد إخبار بمسيرة وطنية بوطنية واعية للمشاركين وللمشاركات فيها يوم الاحد 4 ديسمبر 2022 ضد الغلاء وضد استمرار الاعتقال السياسي واعتقال التعبير عن الرأي ؟؟؟
إن كل هذه البهرجة الكروية باسم الوطنية في المغرب تخدم فقط النظام السياسي السائد ومصالح طبقة البرجوازية الكمبرادورية .. وتستلب وعي الشعب الكادح والمحروم ...
الإنسان الواعي الغير مستلب يتعامل مع كرة القدم كرياضة كما يمارسها شبابنا في الأحياء و المدارس ويتمتع بها الكهول والذين شابوا في تمتين علاقاتهم الاجتماعية و الرقي إنسانيتها الاجتماعية وهم يمارسون كرة القدم في فضاءات طبيعية وملاعب متربة وبوسائل بسيطة .. هذا هو الفرح الحقيقي .. المناقض للوطنية الغير واعية الزائلة بانتهاء المباراة والخاضعة للإحساس الذي يلغي العقل العلمي التقدمي ...
*******
**
"ميسى" في حائط المبكى يدعم الاحتلال فى الذكرى 70 للنكسة.. التقى سابقا مع نتانياهو وبيريز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق