احمد الحنفاوي ، التونسي صاحب المقولة الشهيرة : هرمنا من اجل هذه اللحظة التاريخية يرحل
فيديو
فيديو
مرأة تونس - توفي اليوم الأحد 11 ديسمبر 2022 احمد الحفناوي صاحب المقولة الشهيرة "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية " إثر تعرضه لأزمة صحية حادة
واشتهر أحمد الحفناوي في فيديو له إبان الثورة، والذي لاقى صدى وانتشار كبير على معظم منصات التواصل، ووسائل الإعلام العربية والدولية، ما صنفه البعض بأنه أحد أيقونات النضال.
ولمن لا يعرف سياق المقولة الشهيرة للناشط التونسي الراحل “أحمد الحفناوي”، يشار أن الفقيد كان قد أوضح كل تفاصيلها، خلال حضوره في أحد حلقات برنامج “شاهد عل الثورة” في قناة الجزيرة.
حيث استضاف الإعلامي المصري بقناة الجزيرة أحمد منصور المواطن والناشط التونسي “أحمد الحفناوي”، المشهور بعبارته التاريخية “هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية”، في حلقة من برنامج شاهد على الثورة تم بثها في 2012.
يقول فقيد ساحة النضال من أجل الحرية في تونس “أحمد الحفناوي”، في إطار حديثه عن سياق مقولته الشهيرة، أنه كان يتجول في “شارع الحبيب بورقيبة”،الشارع الرئيسي في العاصمة تونس، والذي شهد المظاهرات الحاشدة التي أطاحت بالدكتاتور بن علي.
كان الحفناوي يتجول في شارع الحبيب بورقيبة، في خضم زخم ثورة الياسمين، لتلتقطه كاميرا قناة الجزيرة بإخراج رائع لشوارع تونس المكتظة بشعب يهتف لظالمه : “ارحل..ارحل”.
عندها قال الناشط التونسي الراحل “أحمد الحفناوي” مقولته الشهيرة: “هرمنا .. هرمنا .. من أجل هذه اللحظة التاريخية”.
الفقيد كان قد دعا الشباب التونسي حينها إلى استغلال الفرصة بعد سقوط النظام الديكتاتوري، لتتحول مقولته إلى رمز من رموز الثورة، تناقلتها القنوات والصحف الوطنية و العالمية.
رحيل أحمد الحفناوي صاحب صرخة "هرمنا" قبل تحقيق حلمه
في عام 2011 كنا أنا وحسين عودات وميشيل كيلو مدعوين لندوة دعا إليها خير الدين حسيب حول الربيع العربي: والتقيت هناك بصاحب الصرخة التونسية الشهيرة (لقد هرمنا) بعد أن انتصرت الساحة على القصر، المواطن التونسي أحمد الحفناوي .وكان فرحاناً بمقالي سراق الزمن الذي الذي نشرته انذاك في السفير ويحتفظ به ،حيث بنيت مقالي على صيحته الشهيرة(لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة) .
اليوم رحل أحمد الحفناوي وسرّاق الزمن مازالوا يسرقون زماننا.
أحزنني رحيله.والعزاء لكل محبيه.
صورتنا معاً ومقالي .
السفير.
سرّاق الزمن.
احمد برقاوي *
23/4/2011
دعوني من تصورات الزمن التي يقدمها العلم والعلماء، فالأمر أخطر من قول العلم بكثير، إنه أمر زماني المعيش، أمر زماننا المحدود، أمر عمرنا على قيد الحياة. ولعمري أن أكبر عملية لصوصية في التاريخ البشري قد تمت حتى الآن، إنما هي عملية السطو المسلح التي قام بها الطغاة العرب على عمرنا. أجل لقد سرقوا زماننا، وسرقة الزمن لا تستعاد.
في شارع من شوارع تونس يصرخ رجل أشيب بالمرة مشيداً بالشباب ويردد والحزن يقطر من صوته ممسداً بيده شيب رأسه «لقد هرمنا، لقد هرمنا». لاشك أنه كان فرحاً بسقوط الطاغية الذي حكم تونس ثلاثة عقود من الزمن، ثلاثة عقود من الظلم
والفقر والفساد وموت الأحلام والإهانة وتحكم عائلة من اللصوص بمصير العباد والبلاد سارقين من هذا الرجل معنى الحياة، سرقوا منه عمره ثلاثين سنة .
ثلاثين عاماً من ذروة زمنه المعيش. يالها من صرخة مأسوية، صرخة الإحساس بالفجيعة: «لقد هرمنا، لقد هرمنا».
لم يكن هذا الشخص، الذي حبس عبراته، محتجاً على هرمه الشخصي بفعل منطق الحياة «فكل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول» مع أنه ما من أحدٍ إلا ويحتج على منطق الحياة سراً أو علانية.
قالها الشخص محزوناً بصيغة الجمع «لقد هرمنا، ثم رددها مرة أخرى، لقد هرمنا» لقد سرق المجرم وكلاب حراسته منه ومن أبناء جيله كله العمر الذي أحبوا أن يكونوه على النحو الذي أرادوا سرقوا منهم الزمن الذي لا أحد بمقدوره أن يعيده إليهم.
«لقد هرمنا» جملة تختصر ألم كائن عاش أربعين عاماً ينظر إلى صورة جلاده منتصبة في الشوارع والساحات ومداخل المدن. عقود من الزمن وهو يلعب دور المحب وهو الكاره. عقود من الزمن وهو يعيش حال انتظار الخلاص، والخلاص لا يجيء، ففقد حتى لذة الانتظار واستسلم لخيبة أمله.
«لقد هرمنا» سرقوا منه الزمن صانع الذكريات .
كائن بلا ذكريات لأنه لاحياة تتجدد. سرقوا لذة الذكريات والحنين إلى زمن يبعث تذكره الفرح.
يطل سُرّاق الزمن، سرّاق الحياة، سرّاق الذكريات، سرّاق الأمل، سرّاق الفجر، بعد أن بلغوا من العمر عتيا متوسلين البقاء زمناً قصيراً: يردد كهل تونس: «لا رئاسة مدى الحياة، ولن أترشح لفترة رئاسية جديدة» يتوسل كهل مصر، «لم أكن أنوي الترشح لفترة رئاسية جديدة» ويعلن أزعر اليمن، بعد أن غير الدستور ليسمح له الدستور بفترة رئاسية جديدة، إلغاء التغيير، ويعد بأنه لن يرشح نفسه للرئاسة الجديدة، وهكذا...
لسان حالهم يقول: سنمن عليكم في مقبل الأيام بغيابنا ، ولكن ما الذي تبقى من زمنهم الذي ملئ بالمليارات.
وأرواح الناس التي زهقت حية وميتة بالزمن الذي سرقوه من حياة البشر.
«لقد هرمنا» جملةٌ ـ حرةٌ نفثها من صدره أشيب ليقول للشباب: لابأس عيشوا زمنكم ولكن الحدث تأخر. فرحنا، لكن الفرحة جاءت متأخرة جداً، لم يبق فينا إلا بقية من زمن مسروق. وقد لا يمتد بنا العمر لرؤية المستقبل الذي انتظرنا، فالخراب الذي راكمه سرّاق الزمن يحتاج إلى وقت طويل كي يكُنس من الحياة. لن أقول لكم إذا بت ظمآن فلا نزل القطر، كما أعلن أبو فراس الحمداني، بل هنيئاً لكم ثورتكم، الثورة التي أودت بسراق الحياة، بسراق الزمن.
«لقد هرمنا» جملة تبعث الأمل أيضاً، فمهما تقادم الزمن ورقص لسراق الحياة والزمان فإنهم لا محال راحلون.
قد لا يشهد هذا المقهور زوال «إسرائيل» ولكن وقت زوالها لابد قادم، حتى لو هرمنا وهرم شبابنا اليوم. إسرائيل هي أيضاً سارق الزمن اللص الذي يحتفظ بكل ما سرق ويرتب على كتفيه سراق زماننا. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق