جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

رحيل الرفيق إدريس اومحند*عبد الإله بنعبد السلام

  


عزاؤنا واحد، واحر التعازي وأصدق المواساة، لكافة افراد اسرته ،وكل الذين جايلوه ،على امتداد اكثر من اربعة عقود من النضال والتضحيات، من اجل وطن الحرية والكرامة، والعدالة الاجتماعية، والمساواة بين النساء والرجال .

فقد غادرنا صباح هذا اليوم ،صديقنا ورفيقنا العزيز إدريس اومحند، بعد صراع ومقاومة للمرض ، وقد كنت ساهمت بكلمة متواضعة في حفل تكريمي نظمته الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا العنف، وسوء المعاملة، في حقه ، أنشرها عربون وفاء ومحبة، لروحه الطاهرة .

كلمة  للرفيق والصديق العزيز  إدريس اومحند ،بمناسبة حفل التكريم المنظم له، من قبل الجمعية الطبية لاعادة تأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة .

رفيقي ، وعزيزي ، وصديقي إدريس  بماذا عساني اتحدث عنك؟ للصديقات  والأصدقاءالحاضرات والحاضرين لتكريمك، فكلهن وكلهم   عايشوك ويعرفونك حق المعرفة ، الا انه وبالرغم من كل ذلك ساحاول شحذ ذاكرتي ،للوقوف على اللحظات الجميلة والصعبة،  التي جمعتنا بآمالها وآلامها حتى يتعرف عليك جيل الشباب ،المنخرط في سيرورة النضال من اجل تشييد وطن الحرية والديمقراطية والمواطنة بكافة الحقوق . 

    فأول تعرفي ولقاءاتي  بك  وبزوجتك حينها ،الصديقة ام العز،   كانت حيث يوجد مقرللنقابة الوطنية للتعليم، المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل  في كراج أسفل عمارة بزنقة طونكان بالرباط، كنت كما أنت دائم الحضور، والمساهم والمنخرط في كل النضالات والمعارك التي خضناها كنساء ورجال التعليم  من اضرابات كانت اقواها إضراب 10-11  أبريل 1979المشهور، والذي لم يقتصر على قطاع التعليم ،بل شمل كذلك قطاع الصحة وقطاعات اخرى، وووجه بقمع شرس من قبل النظام ،الذي اعتقل المئات من الأساتذة والمعلمين ،وحور عندها  البيت الشعري قم للمعلم وفه التبجيلا ، ليصبح قم للمعلم وفه التنكيلا ،  وطرد أكثر من 2000 إطار تربوي بقطاع التعليم لوحده ، وبرغم القمع والمحاكمات والطرد من العمل تواصل النضال  ويتواصل ولن يتوقف يوما حتى بزوغ غد مشرق . 

وفي معمعان النضال هذا توطدت علاقتنا ،خصوصا واننا كنا نتقاسم نفس الطموحات مع الكثير من شريفات وشرفاء وطننا ،   كما واذكر انك واكبت عملية تاسيس  الصرح الحقوقي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تشبعنا منها جميعا  بالقيم والمبادئ  المثلى لحقوق الإنسان، وكنت تشتغل في كم لجنة حيث كانت الاجتماعات تعقد بمقر اتحاد كتاب المغرب ، قرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية، وكانت من القضايا الرئيسية التي كنا نشتغل عليها المختطفين ،والمعتقلين السياسيين والقضية الفلسطينية .

واذكرك رفيقي العزيز ادريس كذلك   في انتفاضة 20 يونيو1981 المجيدة عقب الإضراب العام للكنفدرالية الديمقراطية للشغل   ،بعد أن تظاهرنا في شوارع الرباط ، وطاردتنا قوات القمع، والتحقنا بمقر كدش بزنقة فاطمة الفهرية بدور الجامع بالرباط، الذي تم تطويقه بجافل من القوات القمعية، التي كانت تحمل الرشاشات وتقف في حالة استعداد ،  وفي لحظة كنا نحاول فيها التجمع بباب المقر المكتظ بالمناضلين والمناضلات، والانطلاق في التظاهر مجددا ، إلا أن احد المناضلين النقابيين العائد من البيضاء ، ارجعنا وأخبرنا باستخدام الرصاص الحي بالبيضاء، وسقوط عدد من الشهداء ، وان الخروج في مظاهرة من المقر مخاطرة كبيرة ، قد يترتب عليها إطلاق الرصاص من طرف القوات المطوقة للمقر. 

وبعدها تم رمي المقر بالقنابل المسيلة للدموع ، وهو ما اضطررنا معه ، من خلال المنازل المحيطة بالمقر، وبمساعدة الجيران،  من مغادرة المقر خلسة عبر الأسطح، وبقيت انت برفقة القيادة النقابية،  حيث هاجم البوليس ليلا  المقر واعتقلت مع كل الذين لم يغادروا المقر،  وحوكمت وصدر في حقك حكم نافذ بالسجن ، قضيته بسجن لعلو بالرباط ، وبعد مغادرة السجن عانيت لسنوات من فقدانك لعملك بسبب  التوقيف الذي طالك ، و انخرطت وساهمت بفعالية في حركة الموقوفين والموقوفات من نساء ورجال التعليم من أجل استعادة عملهم. 

وطبعا الوقت المخصص للكلمة ، لايسمح بتعداد مساهماتك الكثيرة و المستمرة في العديد من المحطات النضالية البارزة  ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

*لجان المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين 

*تاسيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف 

*تاسيس منظمة العفو الدولية فرع المغرب.

*تاسيس الأئتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام 

* تاسيس الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب

وبالطبع من الصعب علي أن أحيط بكل مساهماتك النضالية الغزيرة، إلى جانب من تقاسموا معك سنوات الألم والوجع ، يكفي أن أقول إنك ورغم المرض الذي ألم بك ،فأنت قوي كما عهدناك  ، ولا ادل على ذلك من انك لازلت تقاوم  المرض، ومن الأكيد انك ستهزمه، فانت و كما قال لك طبيبك combattant  

وفي ختام هذه الكلمة باسم الأئتلاف المغربي لهيآت حقوق الإنسان  اعانقك واحييك تحية الحب والتقدير واعتذر منك كثيرا عن تعذر حضوري الجسدي معك في هذا التكريم الذي يستحق كل التنويه والاعتزاز بمنظميه، ودمت مناضلا قويا مساكشا كما أنت، ومدمنا  في حب الوطن و الشعب الذي انجبك وأنجب خيرة المناضلات والمناضلين  .  

رفيقك  :عبد الإله بنعبد السلام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *