رسالة اليسار المتعدد الى الرفاق/ت في النهج الديمقراطي 2022
في إطار شفافية العلاقات البينية بين قوى اليسار المناضل، ننشر هذه الرسالة المؤرخة في 13 يونيو 2022، لأهمية اطلاع الرأي العام الديمقراطي عليها.
مع تأكيدنا على أنه بمقدار التزامنا بالعمل من أجل وحدة اليسار الراديكالي، سنعمل كذلك وبنفس الجهد من أجل إعادة بناء الثقة والإحترام المتبادلين بين تشكيلات اليسار المناضل في أفق تأسيس جبهة سياسية على قاعدة برنامج ديمقراطي يستجيب لمتطلبات المرحلة بتفكيك البنية والنظام السياسي المخزني لإقرار الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية...
إلى الرفاق/ت في النهج الديمقراطي
تحية نضالية عالية
بداية نعتز بعلاقاتنا الرفاقية التي توطدت سياسيا في إطار اليسار الجديد ومن خلال الممارسة الميدانية في عدة مجالات الحركة الجماهيرية، وعلى سبيل الذكر لا الحصر حراك 20 فبراير وامتداداته الاجتماعية والمجالية وخاصة الحراك الشعبي بالريف، معركة إسقاط محاولة السطو على المقر المركزي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، دعم فلسطين ومناهضة التطبيع والجبهة الاجتماعية، وكلها مجالات تطلبت مستوى متقدما من الوعي للتعاطي المسؤول مع التناقضات التي تفرزها وإيجاد حلول لها في الإتجاه الصحيح.
وهذه الثقة والإحترام المتبادلين في علاقاتنا، تتأسس على تقارب وجهات النظر فيما بيننا بخصوص الوضع السياسي ومتطلباته، وفي هذا السياق فقد بادرتم باستدعائنا لمائدة مستديرة بالدار البيضاء يوم 14 شتنبر 2019 بحضور مجموعة من الماركسيين، حول موضوع: بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة المغربية ومهام الماركسيين المغاربة، واستمر النقاش في جلسة 16 نوفمبر 2019، وقد كان النقاش غنيا ومفيدا للغاية، وكانت القضايا المثارة واسعة ومتعددة.
وقد تقرر الاستمرار في عقد جلسات المائدة المستديرة، إلا أن تفشي جائحة كورونا ببلادنا وحالة الطواريء الصحية التي واكبتها، حالت دون انعقاد هذه الجلسات ولم نعمل على استمرارها رقميا عن بعد.
ونظرا لتقدمكم في إنجاز أدبيات المؤتمر الوطني الخامس للنهج الديمقراطي، وعزمكم على انعقاده نهاية شهر يوليوز، مما حال دون مساهمتنا في إبداء رأينا حول جملة من القضايا المطروحة على المؤتمر، اعتبرنا من منطلق قيم اليسار وواجباتنا النضالية، رغم هذا التعثر، أن نخبركم ونؤكد لكم على أهمية استمرار علاقاتنا النضالية والعمل على تطويرها، بما يخدم تحقيق أهداف اليسار الراديكالي ببلادنا.
وفي هذا السياق فقد أوضحنا لكم موقفنا بصدد الإعلان في مؤتمركم الخامس عن حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحين، وكيفما كان الأمر فمهما اختلفت الرؤى والمقاربات حول هذا المسعى فيجب أن تسمو العلاقات الرفاقية والإنصات المتبادل بين جميع الرفاق والرفيقات.
وبالنظر لما يعرفه فضاء اليسار المناضل من تفاعلات، ومضي جزء منه أي التوجه الاجتماعي-الديمقراطي للإندماج في حزب سيعلن عن نفسه نهاية السنة الجارية، فقد اصبحت الضرورة الملحة تفرض على اليسار الراديكالي بمختلف مكوناته القائمة أو الكامنة، تدشين سيرورة علاقات وحدوية ميدانية، وإطلاق نقاشات واسعة حول قضايا التغيير الديمقراطي في بلادنا على المستوى الايديولوجي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لتوحيد الفعل النضالي باشكال تنظيمية تفرزها هذه السيرورة، لمواجهة محاولات تنميط اليسار واختزاله في التوجه الاجتماعي-الديمقراطي.
وبطبيعة الحال فإن هذه السيرورة الوحدوية لليسار الراديكالي، تتطلب درجة عالية من الوعي والمسؤولية لكل الطاقات اليسارية تستوعب رصيده الكفاحي، ومجابهة التحديات النظرية والعملية لتعقيدات الواقع محليا وجهويا ودوليا، في إطار مناخ الحرية والديمقراطية والشفافية ومشاركة كل المعنيين بهذه السيرورة.
لكل هذه الاعتبارات، رفاقنا الأعزاء في النهج الديمقراطي، فإننا سنعمل على الاستمرار في توطيد وتعميق علاقاتنا الرفاقية لكي نكون في مستوى المهام التي يفرزها الواقع خدمة لمصالح الشعب المغربي في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
مع تحيات رفاقكم في اليسار المتعدد
13 يونيو 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق