مغربيات ضد الاعتقال السياسي" تدين الإجراءات الانتقامية ضد معتقلي الرأي..."
بيـــــــــــــان
تتابع مجموعة "مغربيات ضد الاعتقال السياسي" بقلق واستنكار شديدين ما يتعرض له معتقلا الرأي الصحفيان توفيق بوعشرين بسجن العرجات2، وعمر الراضي بسجن تيفلت2، من انتهاك سافر لحقوقهما في السجن وفي مقدمتها الحق في العلاج بسبب رفض الإدارة السجنية تمكينهما من الاستشفاء خارج السجن دون أصفاد ودون "زي السجن"، ودون حضور الحراس أثناء الفحص من طرف الطبيب بالنسبة لعمر، مما يعتبر مسا بكرامتهما وانتقاما منهما كمعتقلي رأي.
وحسب بلاغات وتصريحات عائلة الصحفي توفيق بوعشرين، فإنه منذ اعتقاله، ذهب للاستشفاء خارج السجن 11 مرة دون ارتداء ما يسمى ب"الزي الجنائي" لما كان في سجن عين برجة بالدار البيضاء، لكن بعد ترحيله الى سجن العرجات2 اشترطت عليه الإدارة ارتداءه ووضع الأصفاد كشرط ليستفيد من حقه في العلاج خارج السجن، مما جعله يحرم من هذا الحق بعد رفضه الشروط المجحفة للإدارة السجنية. وعلى إثر ذلك تعرض لجملة من العقوبات داخل السجن التي لا يعرف سببها، لأنه لم يرتكب أي إخلال بالنظام العام في السجن او مخالفة يعاقب عليها القانون. ومن بين الاجراءات الانتقامية التي مسته :
ــ نقص مدة الزيارة من ساعة الى نصف ساعة؛
ــ حرمانه من الاتصال بأبنائه يوميا والاقتصار على مرتين في الاسبوع خارج السبت والأحد
ــ تقليص مدة المكالمات إلى أقصى حد لا يوفر للعائلة المكونة من الزوجة والابناء والاخوة الثلاث من الحد الأدنى من شروط التواصل الإنساني معه التي تجعل من فترة المكالمة مناسبة لتخفيف المعاناة وليس تكريسها؛
ــ حرمانه من ساعة مشي أوصى بها طبيب السجن لأنه يعاني من مرض مزمن (السكري النوع 2) ومشاكل في الدورة الدموية؛
ــ حرمانه من الخضر نهائيا رغم ضرورتها في نظامه الغذائي؛
وهو ما يعتبره الصحفي توفيق بوعشرين تعذيبا نفسيا ينضاف إلى الخروقات المادية التي مست حقوقه الأساسية من تطبيب وتغذية سليمة وحق في الفسحة وفي ممارسة الرياضة.
وقد تعرض الصحفي عمر الراضي لممارسات انتقامية مماثلة حسب تصريحات أسرته، فبالإضافة إلى حرمانه من العلاج رغم وضعه الصحي الصعب، بعد رفضه وضع الأصفاد وارتداء ما يسمى ب"الزي الجنائي" وحضور الحراس خلال الفحص الطبي، فإنه عرضه لعدة ممارسات تعسفية أخرى من ضمنها:
ــ حرمانه من الكتابة وتفتيش الزنزانة بحثا عن الكتب والمخطوطات، بعد أن تم سلبه كل ما دونه خلال ترحيله من سجن عكاشة إلى سجن تيفلت2؛
ــ منعه من طهي طعامه وحرمانه بالتالي من الأكل الساخن واقتصاره على المعلبات في تغذيته مما يشكل خطرا على صحته ؛
ــ حرمانه من الفسحة مع نفس السجناء الذين يُجاورونه في الجناح، والذين يخرجون جماعةً يمارسون الرياضة ويتبادلون الحديث، حيث تفرض عليه الفسحة وحيداً، مما دفعه إلى مقاطعتها نهائيا احتجاجا على هذا التمييز؛
ــ حرمانه من القراءة ليلا بسبب إطفاء الأضواء، علما أن عمر الراضي يستغل الليل للقراءة بسبب الأرق الذي يلازمه نتيجة ما تعرض له من ترهيب واعتداء نفسي خلال اعتقاله الأول ؛
ــ تعريضه لسلوك مهين وماس بكبريائه عند نقله من سجن تيفلت 2 إلى سجن عكاشة بالبيضاء من أجل اجتياز الاختبار الكتابي لسلك الماستر، حين تم تجريده من طرف أحد الحراس من كل ملابسه والتفتيش في كل جسده بشكل منتهك للكرامة الإنسانية.
إن هذا الجرد لجزء من الممارسات المهينة والماسة بالحقوق الأساسية للصحفيين عمر الراضي وتوفيق بوعشرين يفضح التعامل السادي الذي يتعرضان له، حيث لم تكف أصحابَها الأحكامُ التعسفية الظالمة التي لا تزال غير نهائية بالنسبة لعمر الراضي، والتي هي مدانة دوليا بالنسبة لتوفيق بوعشرين.
وإن "مغربيات ضد الاعتقال السياسي" وهي تؤكد تضامنها مع معتقلي الرأي الصحفيين توفيق بوعشرين وعمر الراضي، ومع عائلتيهما في مواجهتهم لهذه المحن، فإنها :
ــ تجدد مطالبتها بالإفراج الفوري عن الصحفيين معتقلي الرأي توفيق بوعشرين وعمر الراضي وعن كافة معتقلي الرأي ببلادنا؛
ــ تطالب السلطات المعنية بتحمل مسؤوليتها في توفير الرعاية الصحية اللازمة للصحفيين في ظروف إنسانية وكريمة وجعل حد للإجراءات الانتقامية التي تمسهما، وتمكينهما من كافة الحقوق التي تنص عليها القواعد الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد منديلا)، بدءا بحقهما في الكتابة والتوصل بكل مستلزماتها، وإرجاع ما تم حجزه من مخطوطاتهم، وتمكينهم من التوصل بالكتب والمجلات التي تباع في الأسواق والتي يرغبون في التوصل بها.
ــ تدعو كل القوى الوطنية وكل الضمائر الحية بجعل قضية الاعتقال السياسي ببلادنا أولوية في برامجها النضالية، وتوحيد الجهود لفرض إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وجعل حد لاستغلال القضاء في تصفية الحسابات السياسية مع الأصوات المنتقدة والقوى المعارضة والصحافة الحرة.
24 ماي 2023
ملاحظة : والبيان ماثل للنشر، صدمت "مغربيات ضد الاعتقال السياسي" بخبر الحكم التعسفي الجديد ضد معتقلة الرأي المدونة سعيدة العلمي والذي جاء مباشرة بعد الحكم التعسفي الظالم ضد الأستاذة نزهة مجدي ورفاقها وستصدر بيانا خاصا حولهما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق