عزيز غالي ينتقد صمت الصحفي ناصر عبد الصمد تجاه طرد الجزيرة له
عزيز غالي ينظر إلى آخر الأحداث الراهنة في المغرب من زاوية حقوق الإنسان
عن أحمد رباص بتصرف
أجرى حميد المهداوي، قبل يومين، مقابلة جديدة أخرى مع عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، سجلها في فيديو منشور على اليوتوب، وخصصها لطرد الصحافي عبد الصمد ناصر.....
اختار المهداوي ان يبدأ اللقاء بطرد الجزيرة للصحافي ناصر "المتألق بشهادة العديد من الناس" وطلب، بالتالي، من ضيفه أن يوضح موقف جمعيته من هذا الطرد.
قال عزيز غالي: لا يمكن إلا إدانة طرد هذا الصحافي، خاصة أن ذلك تم على خلفية تدوينة، وهكذا لم يعد ممكنا الحديث عن حرية الصحافة والتعبير في قناة تدعي أنها ديمقراطية وتتبنى الكثير من المثل.
وشدد غالي على ان حرية التعبير، بالنسبة لجمعيته، شيء مقدس بغض النظر عن انتماء وطبيعة الكاتب الذي عبر عن رأيه. واشار ضيف قناة "بديل" إلى أننا نتحدث عن قناة "الجزيرة" وكانها واحة للحرية والديمقراطية، ولم يكن ينقصها إلا ان تطرد صحافيا من أجل تدوينة، علما أن واقع قطر في مجال حقوق الإنسان تشوبه الكثير من الشوائب وفيه العديد من النقط السوداء، منها اعتقال شاعرين قطريين بسبب كتابتهما لقصيدتين، أما عن هضم حقوق العمال والحقوق السياسية والمدنية فحدث ولا حرج. وإذ يدين رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هذا الطرد فقد سجل مؤاخذات على ناصر نفسه لأنه لم يقدم توضيحات كافية حول ما جرى وكيف تمت الامور بحيث تقبل الأمر كأنه قضاء وقدر.
وفي نفس الموضوع، قال المهداوي: كيف ترى أن قناة "الجزيرة" تديع كل ما يكتب عن المغرب من طرف صحافيين (الدراجي، بن قنا) مع إساءات بليغة جدا تمس المغرب وتدخل في شؤونه ولم تتحرك إدارة القناة لردعهم واستهدفت فقط عبد الصمد ناصر؟ وهل يمكن الحديث عن تغول النظام الجزائري في قطر؟
في جوابه، اعتبر عزيز غالي أن ما قاله المهداوي وهم يحاول البعض تسويقه للمغاربة، ونفى وجود تغول أو تحكم للجزائر في "الجزيرة"، لأن الأمر، في نظره، كان سيتضح أكثر لو خرج ناصر بتوضيحات كافية يجيب فيها عن سؤال واحد: لماذا تم الطرد؟ قد تكون تلك التدوينة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، على حد قوله.
ربما لقناعته بأن الصمت حكمة، بفترض المهداوي، فرد عليه غالي بالنفي على اعتبار أن الصمت والسكوت عن انتهاك حقوق الإنسان يعتبر جبنا. كان عليه، يواصل المتحدث، أن يخرج ويوضح للمغاربة كل الحيثيات، خاصة وأنه الآن حر وفي حل من أي التزام تجاه القناة ومن حقه أن يدافع عن نفسه ويطرح كل المعطيات وكل مسببات القرار الذي قضى بطرده، أما صمته فهو الذي ترك الكثير من الضبابية يلف قضيته. ولهذا السبب لم تتفاعل منظمة "مراسلون بلا حدود" لم تتفاعل مع ملفه، ونفس الشيء يقال عن لجنة حماية الصحافيين بنيويورك التي تتبع إصداراتها الأخيرة ولم يجد شيئا ذا صلة بالقضية. لكن المهداوي استدرك بطرح هذا السؤال: لصالح من امتنعت "مراسلون بلا حدود" عن إبداء موقفها من القضية، علما بأنها ملزمة بالاهتمام بجميع الصحافيين؟ وبكل بساطة، أجاب غالي: خاصها تعرف عليه أشنو هو السبب.. مرة اخرى يتدخل المهداوي بنفس السؤال وإن بصيغة مغايرة: علاش هذا بالضبط ما عطاتش "مراسلون بلا حدود" حتى شي موقف؟ فقال غالي إنها تنتظر أن يوضح الأمور، الآن كل ما يقال لا يعدو تدوينة، في حين تنتظر الناس أن يخرج باعتباره هو الذي وقع عليه الخرق..
ها هنا، يذكر صاحب قناة "بديل" بما قاله ناصر من كونه لا يرغب في أن يبصق في البئر التي شرب منها، ليرد عليه غالي بقوله: هذه لغة غير حقوقية، هذه لغة مستسلم، أظن أنه طبع مع الاستسلام داخل قطر.
قريبا من نفس السياق، التمس المهداوي من ضيفه رأيه بخصوص قضية تتعلق بالفيديو الذي على هامشه كتبت التدوينة، والذي جرى بثه على القناة التلفزية الرسمية الجزائرية متضمنا مسا بأعراض وشرف النساء المغربيات. انتم كحقوقيون كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
يجب على الإعلام، يجيب غالي، أن يحرص على مراعاة أعراض الناس. لكنه لاحظ أن ردود أفعال المغاربة تكون أحيانا متشنجة على بعض البرامج وتكون غير ذلك على برامج أخرى. وهنا تذكر المتحدث كيف أن القناة الإسبانية الخامسة سجلت وأذاعت برنامجا حول دعارة القاصرات في مراكش، ولم نر اي رد فعل، ولم يتكلم اي شخص. والحال أن المغاربة مطالبون بالرد على جميع البرامج، بما تلك التي تتناول وضعية المغربيات في قطر زالتي تسائل ما فعلته السفارة المغربية في هذا البلد للدفاع عن المغربيات.
بعد ذلك، طرح المهداوي على غالي سؤالا يندرج في نفس السياق، راغبا من خلاله في معرفة سبب عدم دفاع الجمعية عن مغربيات قطر ولم تصدر بلاغا للتنديد بما يتعرضن له، مع أنها تتفاعل مع عدة قضايا في دول أخرى. جواب غالي هو انه لم ير شيئا من هذا القبيل. وبشكل عام، أشار الأخير إلى أن هناك الكثير من القنوات التي تسيء للنساء وللفتيات القاصرات المغربيات في المغرب أو خارج المغرب، ولكن الجهة التي يجب عليها أن ترد بقوة، التي هي الحكومة، تصمت عن الأمر. مثلا، لم نر يوما الحكومة المغربية تحتج على أي دولة من دول الخليج حصلت فيها انتهاكات جسيمة لحقوق المغربيات، لدرجة أن بعضهن أقدمن على الانتحار، بسبب سوء المعاملة التي يتعرضن لها في دول الخليج، ولم ردة فعل واحدة من الحكومة المغربية، يلاحظ غالي بأسف.
غير بعيد عن نفس السياق، قال المهداوي: لا أحد يشك في وطنية عبد الصمد ناصر، وهذا يجسب له، لأنه انتصر للقضية الوطنية ودافع عن شرف المرأة المغربية، وهذا واجب وطني، لا يمكننا إلا أن نحييه عليه، لكن بعض الجهات لاحظت أنه شيء إيجابي أن يدافع الصحافيون عن قضايا وطنية، ولكن حينما يتعلق الأمر باعتقال زملائهم لأسباب تافهة لا يتضامنون معهم. هنا، انتبه غالي إلى أن ذلك ينطبق على مضيفه الذي سأل بدوره جليسه: ما كيبانش ليك عبد الصمد ناصر ما خاصوش يهضر فبعض القضايا ويهضر في قضايا أخرى.
جواب غالي: اظن أن هذه نقطة أساسية بالنسبة إلى الصحافي، الذي يعتبر دائما من أول المدافعين عن حقوق الإنسان. لهذا، أعتقد أن صمت عبد الصمد ناصر وهو وجه صحافي معروف عما يقع للصحافيين شيء يحسب عليه ولا يحسب له. في هذه اللحظة، لوحظ ارتباك على المهداوي حيث قال: يحسب له؟؟ هذا ما جعل غالي يردد على مسامعه بلهجة صارمة: يحسب عليه ولا يحسب له.
ربما للخروج من هذه الورطة التي أوقعه فيها جواب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، انتقل مول قناة "بديل" إلى النقطة المتعلقة بالصحافين المعتقلين ليسأل ضيفه عن أوضاعهم الحالية.
عزيز غالي ينتقد صمت الصحفي ناصر عبد الصمد تجاه طرد الجزيرةله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق