فرحة هاشم بزيارة والده*الرفيقة خلود مختاري
فرحة هاشم بزيارة والده لا توصف، عندما يتأخر خروج سليمان إلى زيارتنا، يغضب طفلي، "ابن المحن"، ويحتج أيما احتجاج إلى حين لقائه.
كأم كانت لدي صعوبة كبيرة في تقبل إخضاع ابني للتفتيش داخل المؤسسات السجنية، خصوصا عندما كان يبلغ من العمر تسعة أشهر، فضلا عن أنني كنت متخوفة مما قد يعلق في عقله من مشاهد مرتبطة بهذه المأساة، شكل ذلك لدي تمزقا داخليا، وضغطا من المقربين، بحيث أن عددا منهم كانوا رافضين لفكرة أن يرافقني ابني إلى السجن، حتى بعض الحرس، كانوا يتألمون وهو يخطو بجانبي خطوات غير متوازنة في اتجاه مستشفى سجن عكاشة، كان يسقط أرضا ويعاود الوقوف، كانت تستغرق رحلة المشي نحو قاعة الزيارة عشر دقائق في جل أحوال الطقس، في الوقت الذي كانت ستتقلص مدتها لو أن إدارة السجن لم تمنع دخول "الپوسيت"، لكني اتخذت قرارا أعتقد في صحته، وأنه مع مرور الوقت سنقاتل من أجل أن نشفى منه جميعا كأسرة، وهو أن يعيش معنا طفلنا ما نمر به، وأن يوطد علاقته بوالده، وليعرف أن هذا البعد بعدا مؤقتا ، وسنعود لحياتنا الطبيعية ذات يوم .
هاشم عاش على إيقاع مزاج الانتقام:
عندما كنت أصرح وأتكلم عن قضية زوجي في الإعلام، كان ينال المسكين حصته من التنكيل. أذكر أن إدارة سجن عكاشة منعت ما من مرة محفظة كنت أضع فيها حليبه و"مشاوير" وقنينة ماء، والسبب لحد الآن ليس معروفا، عاش ابني أكثر اللحظات قسوة، تلك التي كان سليمان مضربا فيها عن الطعام، وهي من أكثر العذابات التي عشتها دموية كأم وزوجة، حضرها هاشم الصغير بشجاعة كبيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق