مقالات من غزة من تحت الحصار***غازي الصوراني _ كيف أفهم النضال الوطني التحرري ؟
غازي الصوراني _ كيف أفهم النضال الوطني التحرري ؟
لابد لي من أن أؤكد بوضوح شديد على أن النضال الوطني التحرري هو اليوم في ظروفنا العربية المحكومة الى حد كبير في مصر والسودان والعراق والمغرب وتونس والسعودية والخليج وفلسطين ..الخ لشروط التبعية لنظام العولمة الامبريالي ، هو جزء من النضال الطبقي للكادحين والفقراء والمضطهدين، وهو نضال لا يتميز عن النضالات التاريخية السابقة شدة واتساعا فحسب، بل يتميز أيضاً، بتطوره ، نوعيا وكيفيا شرط توفر التنظيم الماركسي الطليعي الكفيل بإدخال الوعي الطبقي الثوري في صفوف الفقراء بما يمكنهم من التحول الى حالة نوعية في النضال التحرري والديمقراطي الاجتماعي والاقتصادي ضمن منظورهم ومصالحهم الطبقية واهدافهم الوطنية .وفي هذا الجانب من المفيد أن نستذكر معاً قول المفكر اللبناني الشيوعي الشهيد مهدي عامل[9] حول حركة التحرر الوطني : "من داخل، أعني بآليتها الداخلية ، وبمنطق سيرورتها كحركة عداء للامبريالية، هي بالضرورة حركة عداء للرأسمالية، تتحدد حركة التحرر الوطني كجزء من الثورة الاشتراكية". إذن ، يمكن القول إن العداء للإمبريالية لا يكون بالفعل متسقا الا بما هو عداء للرأسمالية ، ومن حيث هو هذا العداء بالذات ، ففي حقل علاقتها العضوية بأزمة الامبريالية، من حيث هي، بالدرجة الأولى ازمة نمط الانتاج الرأسمالي نفسه ، تتمدد حركة التحرر الوطني في ذلك الشكل التاريخي الذي يجعل منها جزءاً من العملية الثورية العالمية .
وبإيجاز كلي نقول -كما يضيف مهدي عامل- "أن عملية التحرير الوطني هي، في مفهومها النظري، عملية تحويل ثوري لعلاقات الانتاج الرأسمالية القائمة بعلاقة تبعيتها البنيوية بالإمبريالية، فالقطع مع الامبريالية والاستقلال عنها يقضيان بضرورة تحويل هذه العلاقات من الانتاج التي هي في البلد المستعمر، القاعدة المادية لديمومة السيطرة الامبريالية ، فلا سبيل إلى تحرر وطني فعلي من الامبريالية الا بقطع لعلاقة التبعية البنيوية بها هو بالضرورة تحويل لعلاقات الانتاج الرأسمالية القائمة في ارتباطها التبعي بنظام الانتاج الرأسمالي العالمي" .
بهذا المعنى وجب القول أن سيرورة التحرر الوطني في المجتمعات التي كانت مستعمرة، اعني في المجتمعات الكولونيالية ، هي سيرورة الانتقال الثوري إلى الاشتراكية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق