جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

واقع الحراك التعليمي وآفاقه. حسن الحيموتي

 واقع الحراك التعليمي وآفاقه.

حسن الحيموتي

كما قلت في مقال سابق فان نهاية شهر نونبر وبداية شهر دجنبر 2023 ستشكل منعطفا في الحراك التعليمي بالمغرب. إما بالمزيد من صمود ووحدة وكفاحية وتضامن نساء ورجال التعليم أو بداية تراجع الحراك التعليمي. إن المعركة التي نخوضها تفرض علينا أولا وقبل كل شيء معرفة النقيض الذي نواجهه (مكوناته، أهدافه، خططه، تناقضاته...) وكدلك معرفة الطرف المواجه (أي نحن) (وضعنا الذاتي، حلفاءنا، قدراتنا...).

هذا الحراك التعليمي عرف مرحلتين:

- المرحلة الأولى:

- بالنسبة للطرف النقيض (المكون من الدولة وحكومة الرأسمال ووزارتها الوصية على القطاع) مع بداية الحراك التعليمي شهد عدة ضربات جعلته يفقد هيبته وسيطرته. فلم تدم مدة انتشاءه بالفوز مع حلفاءه من القيادات النقابية الأربع إثر المصادقة على النظام الأساسي إلا فترة قصيرة. فملحمة 5 أكتوبر 2023 وما تلاها من معارك جعلت هدا التحالف يفقد توازنه بسرعة حيث، قيادات النقابات الأربع تنصلت من الاتفاق بعدما كانت تدافع عنه، وتركت وزير التعليم لوحده، تم سحب الملف منه من طرف رئيس الحكومة وتعيين محاورين آخرين من الوزراء، استقالة أعضاء من وزارة التعليم وإعفاء بعضهم أهمهم مدير الموارد البشرية مهندس هدا النظام الأساسي، آباء وأمهات التلاميذ متضامنين مع الحراك التعليمي، جزء كبير من الاعلام لم يشيطن الحراك بل يدافع عن مطالب نساء ورجال التعليم.... 

- بالنسبة للطرف المواجه: نساء ورجال التعليم بمختلف فئاتهم والمؤطر أساسا بالتنسيق الوطني لقطاع التعليم والتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم وتنسيقية الثانوي التأهيلي فرغم التناقضات التي تفعل بين هذه المكونات الثلاثة، إلا أنها نجحت في تدبير المرحلة بحكمة. فبعد أن كان كل مكون يخطط لوحده بدأ التفكير في التنسيق الميداني وجسد بطريقة ما في ملحمة 7 نونبر 2023 تم عرف تطورا في الأقاليم والجهات بضغط من القواعد، تلاه لقاء الرباط 19 نونبر 2023 بين التنسيق الوطني لقطاع التعليم والتنسيقية الموحدة لهيئة التدريس وأطر الدعم. هذا الطرف المواجه رغم أن كل مكون منه ينادي بالوحدة لكن هذا الشعار لم يجد بعد طريقه الى التنفيذ على أرض الواقع ولكن كل المؤشرات تفرض ذلك. لأن الكل أصبح واع بقوة العدو ومنوراته والتي لا يمكن مواجهتها إلا بالوحدة ليس النضالية فقط ولكن التنظيمية كذلك. ولعل فكرة الحراك في طنجة بصياغة لافتة واحدة مكتوب عليها "التنسيق الميداني..." ربما تكون من بين الحلول لتجسيد هذه الوحدة. 

فهذا الطرف المواجه الذي سطر معارك وملاحم نضالية عرفت نجاحا باهرا، قد تقوى بفعل عدالة قضيته وتضامن المجتمع المغربي وانضمام فئات أخرى للصراع كالمتصرفين التربويين والمفتشين. وحتى بعض قيادات النقابات الأربع أصدرت بيانات تدعو فيها الى الإضرابات والوقفات والمسيرات.

- المرحلة الثانية:

الطرف النقيض بعدما بدأ "يتفكك" وأصبحت موازين القوى تميل الى الطرف المواجه، قام بتغيير خطته، حيث:

- تجاوز تناقضاته الثانوية الداخلية وجدد الثقة في وزير التعليم وجعله على رأس الوفد الثلاثي المحاور.

- استطاع مرة أخرى جر النقابات الأربع الموقعة على اتفاق 14 يناير الى صفه واستدعاهم للحوار والتي قبلته بدون شروط.  

- سلك لغة التهديد والترهيب والعصا الغليظة من خلال تدخلات وزراءه (نموذج وهبي وزير العدل) وقمع مجموعة من المعارك الاحتجاجية (مراكش، القنيطرة، العيون...) وتوقيفات.....

- المناورة في الحوار ومحاولة ايهام الرأي العام بأنه قد استجاب لمطالب الحراك التعليمي قصد تأليبه على نساء ورجال التعليم.

- الهجوم على القوت اليومي لنساء ورجال التعليم من خلال الاقتطاعات (السرقات) من أجورهم وبمبالغ كبيرة.

- دخول وزارة الداخلية في الصراع بشكل مباشر من خلال استدعاء الولاة والعمال في العمالات والأقاليم لمدراء المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء والتلاميذ لتأليبهم ضد الحراك.

 وهنا لابد أن ننوه بموقف مدراء المؤسسات التعليمية الذين رفضوا هذه اللعبة القدرة أي الطعن وخيانة زملائهم من نساء ورجال التعليم ونتمنى صادقين أن ينضموا للحراك التعليمي. 

- بالنسبة للطرف المواجه أي نساء ورجال التعليم بمختلف فئاتهم فقد أصبحوا واعين بقوتهم وتزداد قناعتهم بعدالة قضيتهم. ويوما عن يوم أصبحوا مقتنعين أن بإمكان حسم المعركة لصالحهم وبأن أي تراجع سيكلفهم ذلك سنوات من الخنوع والاستغلال والمزيد من ضرب المكتسبات. 

فمع بداية هذا الشهر دجنبر 2023، سيشهد هذا الحراك التعليمي منعطفا حاسما وكل المؤشرات تدل على تحوله من حركة احتجاجية الى حركة نضالية مقتنعة بقضيتها ومستعدة للتضحية من أجل كسبها. فرغم القمع والتهديد والتوقيفات والاقتطاعات والمناورات من طرف النقيض فالحراك لازال صامدا بل ويتقوى. ولكن للوصول الى هذا المبتغى ضرورة تجسيد هذه المبادئ الثلاثة والخطوات التالية:

- مبدأ الديمقراطية في اتخاد القرارات باشراك نساء ورجال التعليم عبر أجهزتهم القاعدية في التسيير والتقرير والمحاسبة.

- مبدأ التضامن مع كل من تعرض أو سيتعرض لشطط أو قمع أو تهديد أو اقتطاع في الأجرة. وهنا يجب أن نفعل كما طرحت سابقا انشاء صندوق للتضامن من داخل كل مؤسسة تعليمية يسير من طرف العاملين بها ويساعد كل من تضرر بشكل كبير من الاقتطاعات.

- مبدأ الوحدة وهي مفتاح وأساس صمودنا وانتصارنا. فهذا المبدأ لم يجسد بعد بشكل فعلي على أرض الواقع. وأقصد هنا بالوحدة، وحدة المعارك في الزمان والمكان والأشكال (الوحدة الميدانية) في أفق الوحدة التنظيمية لمختلف مكونات الحراك التعليمي أي تكوين قيادة تنظيمية ميدانية بين مختلف مكونات الحراك في أفق الوحدة على مستوى التنظيمات القاعدية. 

- وحدة الملف المطلبي للحراك التعليمي، وهي مسألة مهمة. وعلى راس هذه المطالب: الحريات النقابية بما فيها استرجاع المبالغ المقتطعة، اسقاط نظام المآسي، دمج الأساتذة وأطر الدعم المفرض عليهم التعاقد في الوظيفة العمومية وإلغاء كل اشكال الهشاشة في قطاع التعليم، تنفيذ الاتفاقات السابقة وتلبية المطالب العامة والفئوية لنساء ورجال التعليم مزاولين ومتقاعدين. 

- تغيير مكان الانزالات الوطنية من الرباط الى المدن الكبرى وخصوصا مدينة الدار البيضاء لما لها من بعد شعبي وتاريخ نضالي في ذاكرة الجماهير الشعبية.

- توسيع دائرة الاحتجاج بدل 12 جهة و 82 مديرية، يجب أن ينتقل الى المؤسسات التعليمية والجماعات. لدينا 1503 جماعة و أكثر من 12000 مؤسسة تعليمية. إن توسيع دائرة الاحتجاج الى كل مناطق المغرب سيربك الطرف النقيض وتكسب المعركة بعدا شعبيا.

- فتح قنوات التواصل الدائم مع جمعيات الآباء والتلاميذ والاعلام والقوى الديمقراطية والتقدمية والحقوقية في البلاد لتشكيل جبهة للدفاع عن المدرسة العمومية.

- توسيع دائرة المتضررين/ت من نظام المآسي كالمعطلين/ت والتنظيمات الشبابية حيث، تم إقصاء جزء كبير منهم بفعل تحديد سن اجتياز المباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين في 30 سنة بدل 45 سنة كما ينص عن ذلك قانون الوظيفة العمومية.

إن هده المعركة التي نخوضها سابقة في تاريخ النضالات بالمغرب وتتطلب منا النفس الطويل وتغليب مصلحة نساء ورجال التعليم فبدل التراشق بالكلام ووضح شروط واهية لأي تنسيق علينا التشبت بالوحدة لأن مصيرنا واحد ومعركتنا واحدة فليس من مصلحة أي مكون أن يضعف مكون آخر من الطرف المواجه.


حسن الحيموتي

2 دجنبر 2023



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *