صحافة أم سخافة*الدرازي المختار، عضو اللجنة الإدارية للجامعة الوطنية للتعليم FNE
صحافة أم سخافة
اعترف أنني لست إعلاميا ولا يحق لي أن أتطاول لا على الإعلام ولا على الإعلاميين؛ لكنه وفي ظل هذا الحراك التعليمي الذي تقوده الشغيلة التعليمية من أجل الكرامة، تستغل بعض الصحف والمنابر الإعلامية هذا الوضع متخذة موقفا معاكسا للحراك وللكرامة من أجل "إنا عكسنا" أو بغية مرضاة أولي الأمر منهم. فوجد بعضهم التربة جد خصبة للتعبير عن حقده تجاه الآخر، واستغل بعض آخر الظرفية لرفع عدد المشاهدات وبيع الجرائد، وظهرت أصوات تستنكر رفع شعارات تخص العدالة الأجرية والعدالة الضريبية وتندد بالحديث عن المدرسة العمومية والتعليم العمومي. متهمة نساء ورجال التعليم بتسييس مطالبهم ورفع سقفها.
وفي هذا السياق تفتقت قريحة الفهم و"الفهامة" عند أحد الـ "صوحوفيين" في إنشاء بعنوان "إنا عكسنا" ضمن عمود "شوف تشوف" بجريدة الأخبار.
يستهل صاحب العمود إنشاءه بالحديث عن مسيرة الأقطاب التي دعا إليها التنسيق الوطني يوم الأربعاء 6 دجنبر 2023 وشاركت فيها "التنسيقية الموحدة لهيئة التدريس" حفاظا على الوحدة النضالية للشغيلة التعليمية. لكن الصحافي القدير تبنى مضمون عنوان إنشائه "إنا عكسنا" وتعمد الخوض في مكان انطلاق المسيرة بمراكش كما تعمد غض الطرف والأذن واللسان عن الشعارات الموحدة المرفوعة من طرف جميع نساء ورجال التعليم بأقطاب مراكش وفاس وطنجة وأكادير من أجل الكرامة والعدالة الأجرية والضريبية. والحقيقة تقال، إن هذه الدخلة لم تكن موفقة كي تكون مقدِّمة لنص الموضوع. وبه يكون المقال- حسب شبكة تصحيح الإنشاء- فاقدا للانسجام مما يفقد صاحبه ثلاث نقط؛ ويحصل على 0/3.
ومن الطيارة إلى الحمارة واعتماد أسلوب "سقطت الطائرة في الحديقة وبالحديقة أشجار كثيرة..." يقول صاحب الإنشاء " الفرق بين التنسيقيتين، واللتين تضمان معا كل الفئات التعليمية أو أغلبها من الناحية العددية، هو أن إحداهما متحالفة مع نقابة FNE، وهي النقابة التابعة لحزب النهج، وتحتضن أيضا جماعة العدل والإحسان وبعض فلول اليسار السائر نحو الانقراض".
لا تسخروا من المقال أيها المنتمون للعدل والإحسان؟ فصاحبه لم يعد يهتم بما جاء في ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة، فمن خالته في العرس، كلامه صحيح عند تجار الأخبار.
ثم يسترسل الصحافي فيقول " والحقيقة التي لا يعرفها كثيرون، داخل أوساط الأساتذة، هي أن هذه النقابة شاركت طيلة سنة ونصف في كل محطات الحوار وكانت مساهمة في بلورة مضامين النظام الأساسي، بل وفي صياغة كل مواده، بدءا من الديباجة والمادة الأولى، وصولا إلى المادة 92. لكن عندما وصلت الوزارة والنقابات إلى محطة المصادقة النهائية على «النظام الأساسي»"
لنعد إلى شبكة التصحيح ونصحح ما ورد من مغالطات بلغت حد الكذب في حقل له نبل رسالته وأخلاقيات مهنته. أولا إن الجامعة الوطنية للتعليم FNE لم تكن يوما نقابة لأي حزب سياسي؛ وإذا كان وجود منتمين لحزب النهج بالنقابة يعني أنها لهم، فFNE بهذا المنطق اللامنطقي هي نقابة لمجموعة من الأحزاب وهذه إساءة كبيرة لقاعدة كبيرة من نساء ورجال التعليم المنخرطين/ات في مختلف النقابات، المنتمين لأحزاب سياسية مختلفة والمستقلين غير المنتمين لأي واحد منها؛ وبنفس المنطق النينيني، يمكن اعتبار الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل نقابيتين للنهج لأن بهما منتمين للحزب. وأما أهل العدل والإحسان فلا يربطهم بالـ FNE سوى الخير والإحسان وهي العلاقة نفسها التي تربط نيني بمهنة الصحافة وأخلاقياتها.
إن مشكل التعليم هو تحويله إلى مقاولة وهذا المشكل هو نفسه مشكل الصحافة؛ وحينما تكون الأولوية للمداخيل، كما ينص على ذلك دستور الرأسمالية والليبيرالية المتوحشة، يصير استغلال الانسان والفكر والاعلام والإشاعة وكل شيء، مباحا من أجل الربح والاغتناء وارتقاء السلم الاجتماعي؛ بل يصل الحد أحيانا بشخص ما إلى بيع نفسه وضميره وكرامته من أجل كسب المزيد من المال والجاه. يحكي الطنطاوي أن أحد الأدباء ذائع الصيت، مشهورا بكتاباته الصحفية صادف ذات مرة شخصا عرض عليه مقابلا ماديا أَجْرَ مقالٍ يكتبهُ لَهُ في إحدى الصحف. غضب الأديب لهزالة المبلغ وبدأ يساومه ليزيد فيه فصرخ صاحب المال في وجه الأديب؛ هل هي قضية بيع وشراء؟ فأجابه بكل صراحته: نعم إننا نبيعك ضمائرنا. هكذا أصبحت أغلب المقالات الصحفية في ظل استعمال الأنظمة السياسية للأقلام المأجورة من أجل الدفاع عن مخططاتها.
لنعد ثانية إلى حديقة نيني حيث سقطت طائرته المحملة بـ "كذوب الدنيا والدين" على الجامعة الوطنية للتعليم FNE، ليتبين فعلا أن هذا "الصحافي" الذي ينتظر منه المجتمع المغربي أن يكون صادقا في خبره، يصدق عليه المثل القائل "الفقيه لي تسنينا براكتو عرا على..." وليتبين كذلك أن الذين سموه بـ "حاكِي الصدى لجهات خفية" خلال صيف 2021، وهم الأقرب والأعلم منا بالجهات الخفية، خبروا به قبلنا وعلموا مهمته في جهل منا. وإذا كان حبل الكذب قصير كما يقال، فهو جد طويل عند نيني، يكفي القارئ نقر بعضة أزرار ليعرف كمَّ اللعنات التي تلقاها على كذبه في جل إنشاءاته الخيالية. كأنه قرر أن يستثمر في الكذب ويجعل منه مورد رزق.
نتابع حبل الكذب ونرى افتراءات نيني حول FNE " ما الذي يعني أن تشارك هذه النقابة في كل محطات الحوار، وطيلة سنة ونصف، وتقدم مقترحات تم اعتمادها لكي يغلق ممثلوها هواتفهم في اللحظة الأخيرة؟ هل من المسؤولية الأخلاقية أن توافق سرا على كل شيء، وأمام ممثلي كل النقابات وممثلي القطاعات الحكومية، وعندما تصل مرحلة التوقيع تكتفي بالانسحاب دون تقديم أي تبرير؟"
بعد قراءتي لهذا المقطع تأسفت لأمرين، أولهما أننا سمعنا هذا الادعاء من طرف من نحسبُهم من الرفاق والأصدقاء؛ وتم تفنيد هذا الادعاء بالحجة والدليل والمنطق، في برامج إعلامية مباشرة بحضورهم أحيانا؛ وثانيهما هو أن نيني، الذي يجب أن يتحرى الخبر ويتأكد منه، يستقي أخباره من صفحات السوق، عفوا الفايسبوك. فهل هي بداية صحافة جديدة يؤسس لها رشيد نيني؟ أم هذه هي المسؤولية الأخلاقية التي يتحدث عنها "الصحافي الجريء والقدير"!!؟
قبل أن أخبر صاحب "إنا عكسنا" بالحقيقة التي يؤكدها هذا الحراك التعليمي الساخط على السياسة التعليمية والمشوشين على نضالاتهم في مختلف الجرائد والمنابر الإعلامية الورقية والرقمية، لا بد أن أذكر نيني بنصائح الصحفي ديفيد بروير. يقول مؤسس موقع المساعدة الإعلامية Media Helping Media "أن تكون غير منحاز، يعني ذلك ألا تكون لديك أفكاراً مسبقة، مؤيدة أو مناهضة لأي جهة معينة، ... لذلك، ولتوفير تغطية شاملة وموثوق بها من الأخبار والشؤون الجارية، عليهم الترفّع عن وجهة نظرهم الشخصية. يمكنهم ذلك فقط من خلال ابراز التنوع في الرأي بإنصاف وبدقة، حينها يمكن أن نأمل بتقديم صورة حقيقية لما يحدث حقاً"... يحتاج الصحفيون لأن يكونوا دقيقين وغير منحازين، وأن يحتفظوا بآرائهم الخاصة بحزم طيّ الكتمان".
لست أدري كيف لم يستفد نيني من دروس الدعم والتقوية التي قدمها مناضلو/ات الجامعة الوطنية للتعليم FNE خلال شرح ما حدث قبل تاريخ 14 يناير 2023 وما بعده؛ لنكرر ما قلناه؛ فبالتكرار يتعلم بعض المتعثرين. وسأبدأ حيث كان "التنسيق النقابي الخماسي"- المشكل من النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية- متشبثون برفضهم مقترحات وزارة التربية الوطنية لأنها لا تستجيب لمطالب فئات الشغيلة التعليمية، أقصد لقاء اللجنة التقنية بتاريخ 25 شتنبر 2022 الذي انتهي بإحالة مجموعة من النقط الخلافية على اللجنة العليا التي كان يترأسها وزير التربية الوطنية؛ وانعقد اجتماع هذه اللجنة بتاريخ 29 شتنبر 2022 دون أن يفضي إلى نتائج مرضية. بتعبير أبسط أتمنى من الله العلي القدير أن يلهم نيني الفهم لا الفهامة ويستوعب ما أقول، جميع النقابات لحدود لهذا التاريخ كانت رافضة لمقترحات الوزارة؛ ثم ما بين 2و4 نونبر 2022 كانت هناك زيارة للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وهذه الزيارة لا يمكن نيني أن يستوعب فحواها ومدى تأثيرها على اللقاءات اللاحقة بتموقعه الطبقي الجديد. استمرت لقاءات النقابات الخمسة مع الوزارة إلى حدود 5 دجنبر 2022 ثم توقفت إلى أن استُأنفت بتاريخ 12 يناير 2023؛ هذا اللقاء الذي لم يتغير فيه أي شيء. يوم 13 يناير2023 عقد التنسيق النقابي الخماسي اجتماعا لمناقشة وتداول بعض التعديلات؛ مساء هذا اليوم نفسه تفاجأ مناضلو/ات الجامعة بالدعوة لتوقيع المحضر. أي محضر؟ ماذا تغير في هذا المحضر الذي رفضت النقابات توقيعه في شتنبر 2022؟ لماذا لم ترفض النقابات الأخرى توقيع المحضر بدل محاولة توريط الجامعة والافتراء عليها؟ لنفترض جدلا أن FNE وقعت المحضر، أليست للنقابات الأخرى هذه المسؤولية الأخلاقية تجاه قواعدها والشغيلة التعليمية لتقول لا لمحضر عام ومُبهَم؟ أليس حريا بالنقابة المسؤولة أن توقع على محضر نهائي واضح متفق عليه من الطرفين؟ هل صارت الصحافة عند نيني لا تهمها الديمقراطية الداخلية للأحزاب والنقابات والجمعيات؟ أم يحلو الحديث عن هذه الديمقراطية من طرف نيني فقط حينما يتعلق الأمر بالهجوم على هيئة أو حزب أو نقابة؟
لقد أضاع رشيد نيني على نفسه فرصة الاستفادة من دورة تدريبية إقليمية لفائدة الإعلاميين والصحفيين حول احترام حرية التعبير ومناهضة خطاب الكراهية في التغطية الصحفية الذي نظم بعمان- الأردن أيام 8و9و10 ماي 2023. (1)
لنستمر مع حبل الكذب: "السيناريو في تفاصيله يكشف حقيقة واحدة، وهي هيمنة نظام التعليمات الفوقية في هذه النقابة، حيث إن جهة ما لا نعرف من تكون، لا تريد أن يتم التوصل إلى حل، ... وإلا ماذا يعني أن تتحول وقفات احتجاجية قطاعية خالصة إلى وقفات ترفع فيها شعارات ضد الدولة ورموزها ككل؟ ما علاقة بعض العلامات التجارية العالمية بقطاع التعليم حتى تنظم أمام مقراتها وقفات احتجاجية؟ وهل المسيرات الاحتجاجية مكان مناسب لتوزيع منشور «المناضلة» الذي يصدره الحزب؟
نيني يخلص إلى "حقيقة وحيدة" سبقه إليها بن كيران عندما تحدث عن التماسيح والعفاريت (جهة ما لا نعرف من تكون) وهو بهذه الحقيقة ينطبق عليه مضمون فقرة من كتاب للدكتور فؤاد زكريا: "وإنا لنلاحظ في تجربتنا العادية أن أكثر الناس يقينا «هم عادة أكثرهم جهلا؛ فالشخص محدود الثقافة "موقن " بصحة الخبر الذي يقرأه في الجريدة، وبصحة الإشاعة التي سمعها من صديقه، وبصحة الخرافة التي كانت تردد له في طفولته. وهو لا يقبل أي مناقشة في هذه الموضوعات لأنها في نظره واضحة يقينية". وفي الواقع فإن نظام التفاهة لا يثبت فعاليته القصوى إلا مع مثل هؤلاء الناس من الكتاب والإعلاميين...
يَمْزِج نيني بين التنسيقية الموحدة وتنسيقية الثانوي التأهيلي كما يمزج الزيت والماء وبين الجامعة والتيار السياسي للمناضل(ة) والنهج؛ ولا نستطيع التنبؤ بنتيجة هذا الخلطة العجيبة!!! يبدو فعلا أن نيني متتبع جدا للشأن التعليمي والسياسي ويفهم في كل شيء؛ ولكي نوضح للقارئ أكثر "الفهامة الزايدة" عند نيني حول ملف المبرزين، يقول "فقبل عشرين سنة تقريبا، حاول عبد الله ساعف حل ملف الأساتذة المبرزين، ... انتهى آخر اجتماع ... وبحضور عبد الله ساعف شخصيا، بالاتفاق النهائي، ونظم ما يشبه حفلا مصغرا ... ولكن، وبعد مرور خمس ساعات فقط، أصدرت هذه النقابة بيانا ناريا ضد الوزير هكذا وبدون سابق إنذار، ليقرر ساعف إقبار الملف "
بالحديث عن ملف التبريز نكون قد وصلنا إلى "السطاج لخر" مع نيني. هل من المعقول أن يحتاج المبرزون لمن يفتي عليهم حقوقهم ويوضح لهم مصالحهم؟ أم نيني يتعمد استغباء كافة الفئات التعليمية ويقلل من نضاليتهن وقدرتهن على تدبير مشاكلهن؟ عد إلى التاريخ لتعرف حقيقة توقف ملف التبريز مع الوزير السابق عبد الله ساعف. أو اختصر الطريق واجلس مع أحد المبرزين/ات لتفهم ماذا حدث؛ لا أظن أن أحدا سيقبل بالجلوس معك، لأن نقلك للأخبار يشبه ترجمة كوكل للغات. فالمناضل عند كوكل يعني متشدد.
ومع الأسف الشديد أن الكذب تجاوز الأحياء ليطال الأموات ويصل عند محمد الوفا وزير التربية الوطنية الذي صرح خلال كلمته بمجلس النواب يونيو 2012، بأن هاته الفئة التعليمية تطالب الوزارة المعنية فقط بـ 8 ساعات كحصة أسبوعية للتدريس، في الوقت الذي اتهم فيها هاته الفئة التعليمية بتوزيع النقط على تلاميذ المؤسسات الخصوصية التي يدرّسون فيها بعد قيامهم بمقاطعة التحضير للامتحانات الوطنية. ولم يذكر لا النقابة الوطنية للمبرزين ولا FNE ولا "ستة حمص".
ولعل رشيد نيني يضع نظارات من الزجاج الممنوع (fumé)يحجب عنه رؤية "من يجازف بالمطالب العادلة لنساء ورجال التعليم"؛ وهو بهذه "الحداكة الفهمية" يستغبي نساء ورجال التعليم مرة أخرى ويجعل منهم قطيعا يسهل جره من طرف أية نقابة.
إن نساء ورجال التعليم الذين يعرفون قولا وفعلا أوضاعهم، هم الذين يحتجون من أجل مطالبهم. وبالتأكيد فهم ليسوا بحاجة لأي شخص يضع وصايته عليهم؛ وليعلم نيني أن "الجامع" الذي درس به، كان المُدرِّسُون فيه هو نساء ورجال التعليم.
كتب الصحفي عزيز لعويسي "لا نستغرب احتضان جانب من الصحافة للسخافة والترويج للتفاهة والإقدام على أخبار أحيانا يتم اقتناصها من منصات التواصل الاجتماعي، وتقدم إلى الجمهور بدون تدقيق أو تمحيص، أو المجازفة بنشر فيديوهات أو مقالات تافهة مثيرة للجدل أو الخوض في تفاصيل الحياة الخاصة بدون حياء أو خجل، في واقع لا يعترف إلا بـ ”البوز” والرغبة الجامحة في الحصول على أكبر نسب المشاهدة والمتابعة، وهي تجليات، تعطي “مفهوما” منحطا للصحافة التي أصبحت في حالات كثيرة “مهنة من لا مهنة له”، خاصة في ظل الطفرة الرقمية التي غيرت مورفولوجية المشهد الإعلامي بظهور “الصحافة الإلكترونية”."
إن الحديث عن علاقة الصحافة التافهة والارتقاء يعيد إحياء « Bel-Ami » رواية الكاتب المقتدر Guy de Maupassant، التي يحكي فيها المؤلف كيف تسلق العسكري السابق في الجيش الفرنسي بالجزائر Georges Du Roy السُّلم الاجتماعي بعدما كان فاقدا للعمل يجول شوارع مدينة الإليزيه؛ وتمكن Georges Du Roy الكادح أن يصبح Georges Duroy البورجوازي بفضل الصحافة عليه، لمجرد مصادفته لزميل له في الجيش يعمل بجريدة " La Vie Française" واستغل Georges Du Roy جميع الفرص بعيدا عن القيم والأخلاق ليصل إلى قمة المسؤولية على الجريدة" على طريقة "كيف تتعلم اللغة الفرنسية في ثلاثة أيام بدون معلم" مستغلا جميع الوسائل.
وبالعودة بالوقت إلى الوراء وبالضبط مارس 2012، نظمت اللجنة الوطنية للتضامن مع الصحافي المغربي رشيد نيني والدفاع عن الصحافة وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالرباط، وعبرت الجماهير التي حضرت الوقفة عن رفضها لكل أشكال المحاكمة السياسية التي طبعت ملف “رشيد نيني” حيث أضحت الصحافة الحرة؟؟؟-تقول لجنة الدعم- ضحيةً للعقوبات السالبة لحرية الرأي والتعبير. إنه التاريخ يبكي فقط. أما التضامن فسيظل إلى الأبد مبدأً عند المُهتمين المتَّهَمين بالدفاع عن التقدمية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
إنه زمن التفاهة، ومسك الختام ما قاله ألان دونو في كتاب "نظام التفاهة"
"ما هو جوهر كفاءة الشخص التافه؟ إنه القدرة على التعرّف على شخص تافه آخر معاً، يدعم التافهون بعضهم بعضاً، فيرفع كل منهم الآخر، لتقع السلطة بيد جماعةٍ تكبر باستمرار، لأن الطيور على أشكالها تقع. ما يهم هنا لا يتعلق بتجنّب الغباء، وإنما بالحرص على إحاطته بصور السلطة ... كُن مرتاحاً في إخفاء أوجه قُصورك في سلوكك المعتاد، ادّع دائماً أنك شخص براغماتي، وكن مستعداً للتطوير من نفسك؛ فالتفاهة لا تعاني من نقص لا بالقدرة ولا بالكفاءة."
ومع الأسف، يتحمل الإعلام والإعلاميون الصادقون في كل مرة، خرجات نيني اللاصحفية واللامهنية التافهة، ويستمر حبل كذبه إلى ما لا نهاية ابتغاء الرضى والرضوان، لا يعير لشرف المهنة اعتبارا؛ وهمه الوحيد هو تسجيل رقم أعلى في محفظة المبيعات حتى لو كان الضحية 40 مليون مغربي ومغربية.
الدرازي المختار، عضو اللجنة الإدارية للجامعة الوطنية للتعليم FNE
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق