جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

النسيان العادل هو أساس الذاكرة السعيدة..بوعلي بلمزيان

 النسيان العادل هو أساس الذاكرة السعيدة..بوعلي بلمزيان

وحتى في حياة الفرد اليومية وفي علاقاته وتوتراته إذا لم تكن ذاكرته مهيئة بشكل جيد لتأمل الاشكالات والقضايا بوعي تام لا يمكن بالحصيلة أن تكون له قابلية للنسيان، مما يجعله يعيش في حياة التعاسة، والاعتقاد دائما أن الاساءة تأتيه من الآخر ولا مسؤولية له على ما حل به من مصائب وكوارث لأنه قادم من كوكب آخر !
نحن في الريف نمتاز بهذا العقلية: عدم النسيان، وهي سمة على اية حال لكل المجتمعات الانتمائية حيث تكون فيها ثقافة المشاعر عالية جدا ( تفريغ الطاقة الزائدة )، بل هناك من جعل من العواطف اختيارا في النضال، بسبب اليأس أو العجز عن القيام بعمل سياسي كبير مؤسس على العقل والمنطق ولغة الواقع والنظريات العلمية، لأن المشاعر والعواطف تشكل سلاحا يجذب الناس بسهولة، هذه المشاعر أو " عواطف الروح " بلغة ديكارت. لسوء حظ هؤلاء، تنسى بسرعة قياسية، ولا يتبقى منها سوى الأحقاد والضغائن.
مخطئ من يعتقد أن الحياة العامة على الطريقة العاطفية يمكن ان تشكل سلاحا للتنديد السياسي والاجتماعي أو قل من جعلوا من المشاعر وسيلتهم في النضال ، هي سمة المجتمع القبلي والهوياتي ، إننا نعيش عصر تصاعد المشاعر الجياشة، العواطف التي لا تقاوم وهي سمة تحيى في كنفها كل المجتمعات العالمية، على قدر متفاوت، في مقابل خمول العقل.
والريف الذي يهمنا في المقام الأول، نزلت فيه المعنويات إلى مستويات مخيفة ، ومخبول و مجنون من لا يقر بذلك أو يعتقد أن الرأي العام لا زال على نفس الانطباع الذي كان له إبان تصاعد المشاعر الجياشة.
لقد سعينا رفقة مجموعة من المناضلين المخلصين، والتاريخ شاهد على ءلك، من أجل تغيير المسار لتجنب الأسوأ، لكن اتضح أن الريف يحتاج إلى توليفة معينة لم تنضج ملامحها بعد، ومما يؤجل هذه التوليفية هو وجود نوع من البشر شكلهم بريء لكنهم حقيرين، هؤلاء من كثرة الجهل الذي ضرب مخيلتهم وأتلف أنسجة مخهم يظنون بنضالهم العاطفي أنهم ينشرون ثقافة الفوز والانتصار، ناسين انهم ينشرون نزعو عدوانية ووجودية على الحياة، لا يريدون الخير لأنفسهم ولا لغيرهم، ولذلك يفضلون أن يعيشوا في ذاكرة الشقاء التي وجد الريف نفسه ضحية في مسرحية هزلية شخوصها ورقيون ، لا ندري لماذا تتكرر دورة التاريخ وتجرف معه كل مآسيه وتعلي من شأن أشخاص لا ندري أية جدارة حملتهم للتخطيط العشوائي في زمن انتشار المعلومة عبر الانترنيت، متجاهلين أو جاهلين أن الانتقال من المعلومة إلى المعرفة تحتاج إلى مجهود يجب أن يبذل، ولو أن التاريخ لا يعيد نفسه، لكن تُستعاد دروسه بشكل شبقي دون امتحان الفرضيات القبلية والخلفيات الصامتة التي تؤسس لعلاقة الانسان بالماضي الثقيل لحل إشكالية عميقة لسؤال النسيان بين واجب العدالة والغفران الصعب؟ هذه الدروس التي كانت صالحة في الماضي لا يمكن أن تظل دائما صالحة لكل زمان ومكان في واقع جديد كل الجدة ولا علاقة له بالبات والمطلق بما نحتفي به، الناس العقلاء يتصارعون من أجل المستقبل وليس من أجل الماضي، على عكس واقعنا تماما، فهل هو مكر التاريخ أم مكر البشر!؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *