وداعاً وليد عبد الرحيم ... للوفاء مكانة*علي سعيد بدوان
وداعاً وليد عبد الرحيم ... للوفاء مكانة
علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
رَحَلَ صباح اليوم الإثنين الثاني عشر من شباط/فبراير 2024، صديقي، إبن المخيم، المخيم، أو المدينة، أو التجمع الفلسطيني الذي تفتحت بصيرتنا تحت سمائه ... أطفال، وفتيان، وشباب، ورجال، وحتى المشيب...
مخيم اليرموك الذي جمعنا معاً، والكم الكبير من لاجئ شعبنا في سوريا. فكانت عائلة وليد عبد الرحيم من بلدة (نحف) قضاء عكا، في الجليل الغربي من وطننا فلسطين...
تَعرّفتُ منذ سنوات الفتوة الأولى على شقيق وليد الأستاذ سمير، وابناء عمه، أبناء المرحوم مطر عبد الرحيم (ابو حسين)، فكانوا خير الناس والأصدقاء في مخيمنا العابق برائحة فلسطين، رائحة بحر عكا وحيفا... ورائحة الميرمية، والفرفحينة، والزعتر، وأوراق الزيتون...
كان وليد جزءاً من هذا العراك الحياتي اليومي، في حياة المخيم والشعب اللاجىء قسراً من وطن أجداده. فزاده الأمر إيماناً وتماسكاً في انتمائه الوطني، ليصبح في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. كاتباً، وأديباً، ومثقفاً عضوياً يُدرك أهمية الدور الثقافي في النشاط العملي، ويعمل من أجل ذلك...
أنجز في رحلة ومشوار إبداعه العديد من الأعمال، كان منها ماصدر مؤخراً قبل اقل من عامٍ مضى عن وزارة الثقافة في رام الله روايته (زريف الطول)، وقبلها رواية (لست حيواناً)...
كان صريحاً وشفافاً للغاية، ومُنفتحاً على النقد البناء، وقابلاً للنقاش بكل المواضيع بروحٍ ايجابية... ولكن الى حد "المجازفة" أو "التهور" إن جاز التعبير، وطالما إعتذر لي عن واقعة مُعينة "غير مقصودة وقعت بيننا منذ زمنٍ مضى"...
عَمِلَ بكلِ جهده من أجل المساهمة مع الجميع لإعادة الوحدة لإتحاد الكتاب الفلسطينيين في السنوات الأخيرة، وكلفته تلك الجهود المزيد من الأعباء والحوارات المُتعبة، والشاقة، ومازال مسعاه قائماً على يد من يريد إعادة وحدة الإتحاد بالوطن والشتات...
قبل أربعة أيام كنت في عيادته في المشفى الإيطالي بدمشق، فتحدثنا بصوت خافت، وبالإيماءات والإشارات، ليرحل بعدها بأيام، رحمه الله واسكنه فسيح جناته. وتبقى ذكراه طيبة وحية في نفوس المخلصين ومتابعي حملة راية الوطن والثقافة...
الجبهة الشعبية تنعي رفيقها المناضل الكاتب والمخرج وليد حمد عبد الرحيم تنعى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم أمينها العام ونائبه ومكتبها السياسي ولجنتها المركزية، رفيقها الكاتب الفلسطيني الرفيق وليد حمد عبد الرحيم مواليد مخيم اليرموك والبلد الاصلي ، نحف - قضاء - عكا. عضو اكاديمية دار الثقافة والمكتب الاعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومركز الهدف في سوريا ، وعضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين فرع دمشق. احد أعلام الفكر والثقافة والفن الفلسطيني و العربي، وافته المنية بعد صراع مع المرض. وتتقدم الجبهة من ذوي الفقيد بخالص العزاء والمواساة، على فقدانه الذي يُشكّل خسارة للمشهد الثقافي والسياسي الفلسطيني وعزاؤنا بما تركه لنا من ارث ثري من كتب ومقالات وروايات وقصائد شكلت رافعة للأجيال. وما تميّز به من عمق الانتماء الوطني والعطاء لأجل قضية فلسطين وشعبها. نجدد العهد بمواصلة النضال، وإكمال مسيرته النضالية حتى التحرير وانتزاع حقوق شعبنا المشروعة كافه. المجد للشهداء والنصر لنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ١٢ فبرلير / شباط ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق