جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

دعوة للتبصّر والتعقّل لا تنساقوا للعنصرية فهي جريمة*الرفيق شكري لطيف

 دعوة للتبصّر والتعقّل

لا تنساقوا للعنصرية فهي جريمة
هي دعوة صادقة أتوجّهُ بها لكل من يتابع و/أو ينخرط في الحملة الهوجاء التي تحمل عنوان:
"طرد الأفارقة من تونس، من بنزرت إلى بن قردان"
- ألفتُ النظر إلى أنّني وأنّنا أفارقة، أبناء هذه القارة واخوة لسكّان هذه القارة، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا مشترك، قاومنا في الماضي مع بعض نفس العدو، ونقاوم اليوم وغدا نفس العدو ونعاني مع بعض من مُخلّفات احتلاله ونهبه وهيمنته، ومن قوانينه الجائرة المنافية لحقوق البشر والشعوب وأولها حقّهم في التنقل.
-ألفتُ النظر إلى انّنا لسنا أصحاب شعر أشقر وأعين زرقاء : لسنا أخوة ميلوني Giorgia Meloni ومارين لوبان Marine Le Pen وايريك زمور Eric Zemmour ، ولسنا أبناء موسوليني وهتلر وأوربان.
-ألفتُ النظر إلى أن لنا أخوة في أوروبا من تونس والجزائر والمغرب وسوريا وبقية أفريقيا، يتعرّضون لنفس حملة الكراهية والعنصرية من الفاشيست الايطاليين والفرنسيين والالمان الذين يدفعون ملايين الاوروات للسلطة في تونس، ثمنا لتغذيتها وتنفيذها .
-ألفتُ النظر إلى أن وجهة غالبية المهاجرين الذين حلّوا بتونس هي "الجنة" الأوروبية المزعومة التي يحلمون بالعبور لها ، وليس الإقامة والاستقرار بتونس، والى ان غلق الحدود ومنع السلط الأوروبية للحقّ في التنقل هو أهم سبب في بقاءهم على الأراضي التونسية.
- ألفتُ النظر إلى أن السلطة الجزائرية تتحمل منذ سنوات المسؤولية الأولى في دخول الالاف المؤلّفة من المهاجرين عبر الحدود المشتركة مع تونس،حيث تجمعهم وترمي بهم فيها، وهي وسيلة ضغط وابتزاز من حكومة "الشقيقة الكبرى" الجزائر ، تجبن السلط التونسية عن ذكرها والتنديد بها.
- ألفتُ النظر إلى أن اغلب المهاجرين هم فارين من الحروب والنزاعات الأهلية والقبيلة، ومن الفقر والمجاعات نتيجة النهب الاستعماري القديم والجديد وتسلّط الأنظمة الحاكمة في بلدانهم.
- ألفتُ النظر إلى أن تحميل "الأجنبي" المهاجر مسؤولية الفقر والبطالة والأزمات هي الحجة التقليدية السهلة المتداولة في كل مكان، وخاصة في أوروبا ضدّ اخوتنا المهاجرين المغاربة لتلهية الرأي العام وتضليله وصرف نظره عن الأسباب الحقيقية للازمات الهيكلية التي تشق المجتمعات الرأسمالية الأوروبية.
- الفتُ النظر إلى أن الأزمة العامة اقتصاديا واجتماعيا في تونس تتحمّل مسؤوليتها الحكومات المتعاقبة لا المهاجرين ، وحتى لو لم يكن هناك مهاجرين، وحتى لو تمّ ترحيل كل المهاجرين، فإن الأزمة قائمة... فلا تنساقوا في حملة كراهية وعنصرية يكون وقودها فقراء تونس ضدّ المهاجرين من فقراء أفريقيا.
- ألفتُ النظر إلى أن موقعنا وعمقنا هو أفريقيا وليس أوروبا، وذلك يفترض ويفرض التعامل مع المهاجرين من جنوب الصحراء تعاملا اخويا إنسانيا، لا تعاملا أمنيا يُجليهم من داخل المدن إلى خارجها للعيش في الخلاء في ظروف لاانسانية كما حصل في العامرة، ثم يُحمّلهمْ مسؤولية ذلك.
- ألفتُ النظر إلى أن حلّ مشكل توافد آلاف العابرين من تونس للهجرة نحو أوروبا، يمرُّ أولا وبالأساس بوضع حدّ له من السلطات الجزائرية، وثانيا بضمان طرق عودة وعبور آمنة لمن وفدوا لتونس، وليس بتجميعهم في "محتشدات" تنفيذا لما يطلبه الأوروبيون، أو بالتعامل العنصري والقمعي الذي ستكون له مستقبلا تداعيات كارثية وخطيرة على مستوى علاقاتنا الأفريقية.
- ألفت النظر إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والفقر والبطالة والتهميش تتحمل مسؤوليتها السلط الحاكمة وليس المهاجرين ،وهي تستدعي حلولا عاجلة وآجلة وعدم التهرب منها بتوجيه الغضب الشعبي نحو "عدو" خارجي مختلق.
- ألفت النظر وأحذّرُ إلى أن السقوط في فخ العدوانية العنصرية نحو "الأجنبي المهاجر"، تفتح الباب مستقبلا بنفس المنطق، إلى السقوط في فخّ تأليب التونسيين بعضهم ضدّ البعض على اساس جهوي وقبلي ومذهبي... وهي الأداة المثلى لاصحاب السلطة للحفاظ على استحواذهم عليها.
ادعو كل من اكتشف في نفسه بذرة عنصرية راسخة إلى أن ينسحب من هذه الصفحة، فانا كتونسي عربي أفريقي وأممي لا اعتبر العنصرية وجهة نظر ولايُشرّفني ان يكون فيها من يعتنقها.


Chokri Latif





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *