أَيْنَ زَرَعْتُمْ كَبِدِي ... !!؟؟حكيمة الشاوي
أَيْنَ زَرَعْتُمْ كَبِدِي ... !!؟؟
إلى أم ، وأب المختطف : الحسين المانوزي
" حَيٌّ أراهُ ، مَيِّتٌ أراهُ .."
طًال العذابُ .. أيها الغيابُ ..
أن ينتصبَ الموتُ
أو الرفاتُ
أو تزغردَ الحياةُ ..
" حَيٌّ أراهُ ، مَيِّتٌ أَرَاهُ .."
اِنْتَفِظْ أيها الجوابُ ..
وانْقَشِعْ أيها الضبابُ ..
***
في الذكرى الأربعين ..
يحضرُ "الحسين"
لِيُكَرِّمَ أُمَّهُ ، وأَباهُ ..
وتزحفُ السنين ..
لتخاطب الدمعَ اليتيم ..
" حَيٌّ أراهُ ، مَيِّتٌ أراهُ .."
فهل نَتْبَعْ خُطاهُ ؟
***
أيتها الذاكرةُ الجريحةُ
أربعون عاما
وأنت تحملين ، رعبَ السؤال ..
وجمرَ العصيان ..
ورصاصَ ستةِ رجال ..
وثلاثةِ أجيال ..
أربعون عاما
وجمرُ القلب
يزيدك اشتعالا ..
ورصاصُ السؤال ..
في كل ذكرى
يمزق الجسدَ :
أين خبئتم كبدي ؟
أين زرعتم وردي ؟
"حيٌّ أراهُ ، ميتٌ أراهُ ..
***
أيها الموت ، تَمَهَّلْ ..
ولا تحزنْ ..
مازالت في القلبِ
جذوة الجمرِ
مشتعلةٌ طول العمرِ
وسؤال دفين ..
بين المد والجزرِ
وحقيقةٌ ، هناك في الأفقِ
تشرقُ ، وتحرقُ ،
شهودَ العِيَان ..
***
هذا الشهيدُ ، يعودُ
من رحلة الأنين ..
بعد الكهولةِ ، والشيخوخةِ
وشبابِ الجمرِ ،
يعانق العشرين ..
ويُكَرِّمُ أمَّهُ ، وأباهُ
لم يعدْ يهابُ
أن ينتصبَ الجوابُ
***
ستنفجر العلبة السوداءُ
أيها العذابُ
ويأتي الغيابُ
يوم تشرقُ شمس هذا الشعبِ
من القلبِ
ولا تغربُ
"حيُّ تراهُ ، ميت تراهُ .. "
وينتفظ الجوابُ
يومها ، سيرى الشهيدُ ، أباهُ ..
حكيمة الشاوي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق