غازي الصوراني - كيف نفهم أزمة القوى اليسارية وعجزها حتى اللحظة عن قيادة سيرورة التحرر الوطني والديمقراطي وفق المنظور الماركسي ؟
غازي الصوراني - كيف نفهم أزمة القوى اليسارية وعجزها حتى اللحظة عن قيادة سيرورة التحرر الوطني والديمقراطي وفق المنظور الماركسي ؟
ميزة القوى اليسارية في مغرب ومشرق الوطن العربي أنها في ازمة، وازمتها هي في قصورها السياسي وقصور احزابها عن قيادة السيرورة الثورية التحررية والديمقراطية المطلبية الطبقية التغييرية وفق المنظور الماركسي، وازمتها - كما يقول بحق الرفيق المفكر الماركسي الشهيد مهدي عامل -هي السبب الرئيسي في تعثر هذه السيرورة، أن لم نقل في تعطلها، وهي التي تسمح ، بالتالي، بتاييد انظمة التبعية الكومبرادورية التطبيعية العربية، وتؤمّن لأزمة هذه الأنظمة ديمومة التجدد والبقاء، وهنا يتجلى السبب الرئيسي لوجود حركة التحرر الوطني في العالم العربي في ازمة ، وسؤالي هنا : اذا كانت الحركة التحررية او الثورية العربية في أزمة ، فهل ستكون الطبقة العاملة قادرة على تكوين حركة ثورية جديدة تقود السيرورة الثورية في الحركة التحررية الوطنية العربية؟
- أنها قادرة على ذلك، اذا استجابت أحزاب حركة التحرر اليسارية لضرورات هذه السيرورة الثورية، أما اذا استمرت هذه الاحزاب قابعه في قصورها وعجزها السياسي والجماهيري الوطني التحرري والمطلبي، فيصبح توفير عوامل وجود الحركة الثورية الجديدة ضرورة أكثر من ملحة .
خلاصة القول ، ما زالت المهمة الملحة التي تنتظرنا هي تحويل قوى اليسار الماركسي في بلادنا حركة الجماهير الغاضبة إلى حركة تحرر وطنية وقومية تقدمية شاملة ترفد حركة الثورة العالمية ضد الرأسمالية الإمبريالية برمتها. ولا بديل عن الماركسية الثورية المتجددة أبدا بحكم طبيعتها الداخلية مرشدا ومضمونا لهذه السيرورة الثورية ، إذ لا مستقبل لشعوبنا وكل الشعوب الفقيرة في كوكبنا ، إلا من خلال الالتزام الواعي بالرؤية الماركسية ومنهجها وبرامجها من اجل التحرر الوطني والديمقراطي، بقيادة الأحزاب الماركسية الثورية المُعَبِّرَة عن مصالح الجماهير الشعبية وتطلعاتها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق