كلمة الحزب الشيوعي الأردني في مهرجان اللجنة الشعبية الأردنية لإسناد الشعب العربي في لبنان وفلسطين
كلمة الحزب الشيوعي الأردني في مهرجان اللجنة الشعبية الأردنية لإسناد الشعب العربي في لبنان وفلسطين في مقر حزب الوحدة الشعبية مساء 3/12/2024 القاها الرفيق فهمي الكتوت
الرفيقات والرفاق الاعزاء
بكل فخر واعتزاز؛ نستطيع القول إن حركة المقاومة اللبنانية نجحت في إرغام العدو الصهيوني على وقف إطلاق النار، بعد استنزافها لقدراته العسكرية والمعنوية. كان الأحد الأسود يوما فارقا باستهداف مواقع نوعية للعدو؛ بعد اعلان حزب الله (بيروت يقابلها تل ابيب)، حيث قصفت المقاومة اللبنانية تل ابيب وحيفا ومناطق حيوية هامة، كان حصيلتها خسائر فادحة واثمان باهظة للعدو الصهيوني، جاء هذا الرد بعد ادعاء العدو ان حزب الله؛ فقد قدراته القتالية ليفاجئ ان المخفي اعظم.
لقد نجحت المقاومة اللبنانية، بعد ان فقدت اعز وأغلى الرجال من قيادات وكوادر حزب الله، وفي مقدمتهم سيد المقاومة وقائدها السيد حسن نصرالله، شهيدا على طريق القدس. في تسديد ضربات قوية للعدو الصهيوني ليفيق من غيبوبته ويكتشف ان قبته الحديدية عاجزة عن منع صواريخ حزب الله في الوصول إلى أهدافها، وقدرته القتالية تحتاج إلى اعادة تأهيل بعد ان نجحت حركة المقاومة من استنزافها.
إننا في الحزب الشيوعي الأردني إذ نحيي حركة المقاومة اللبنانية على مواقفها الشجاعة في وجه العدو الصهيوني ودورها في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية نتقدم بأحر العزاء لأسر الشهداء، وخالص الأمنيات بشفاء الجرحى من الشعب اللبناني الشقيق، ولم ننسى أبدا وقفة الشعب اللبناني واحتضانه للمقاومة والروح الكفاحية العالية التي عبّر عنها ابناء الجنوب، في عودتهم الى قراهم ومدنهم مع الدقائق الأولى من وقف اطلاق النار، حين تقاطرت عشرات الالاف من السيارات بإتجاه الجنوب، وهي ترفع رايات النصر واعلام المقاومة، وشعاراتها وصور سيد المقاومة كرمز للتحدي للعدو الصهيوني واصرار على استمرار المقاومة وتعبيرا عن اعتزازهم بكرامتهم الوطنية وتمسكهم بارضهم.
نحن على ثقة ان محور المقاومة كان وسيبقى ملتزما بمواقفه الوطنية التاريخية وان مبررات وجود المقاومة هو استمرار استنزاف العدو الصهيوني، وستبقى المعركة مفتوحة لن تتوقف الا بعد التحرير، رغم محاولات التشكيك من قبل اعداء الأمة، ومحاولات التقليل من دور المقاومة، فإننا نحيل هؤلاء المشككين الى تصريحات نيتن ياهو الذي اعلن فيها إن اهداف توسيع عدوانه في الشمال؛ تدمير حزب الله وإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط، ليعترف لاحقا بأن مستودعاته العسكرية شبه فارغة، وهو يحتاج للوقت، لتشغيل مصانع الاسلحة وتأمين الذخائر، وترميم جهازه العسكري المستنزف، ورفع معنويات جنوده وضباطه، رغم الجسر الجوي الذي لم ينقطع من الولايات المتحدة ودول الناتو، لتزويد العدو ليس فقط بالسلاح والعتاد، بل بالخبراء العسكريين والمرتزقة لمواجهة التحدي والصمود الاسطوري للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، رغم اختلال موازين القوى، نجحت المقاومة في تسديد الضربات المؤلمة للعدو الصهيوني.
إن موافقة المقاومة اللبنانية على الهدنة المؤقتة لا يعني تخليها عن مساندة الشعب الفلسطيني في غزة ولا يعني التنازل عن وحدة الساحات اننا نشيد بالدور المحوري لحزب الله في إسناد المقاومة الفلسطينية والتضحيات التي تفوق كل التقديرات ونثمن صمود الشعب اللبناني الشقيق والتصاقه بالمقاومة. كما نشيد بالمقاومة اليمنية والعراقية والدعم الإيراني للمقاومة.
الحضور الكريم
يأتي اعتراف العدو باستزاف جيشه الذي لا يقهر والذي خاض حروبا مع انظمة عربية لم يتعرض للهزيمة النكراء التي تعرض لها من ضربات المقاومة، رغم ارتكابه أبشع الجرائم في التاريخ، بتدميرالبيوت على رؤوس الاطفال والنساء وكبار السن، وتدمير البنية التحتية والقضاء المبرم على وسائل الحياة، فمن لم يُستهدف بالقصف الوحشي المباشر، تعرض للموت بسبب عدم توفر الغذاء والدواء وانتشار الامراض، ما يكشف عن الوجه الحقيقي للفاشيين الجدد الذين نفذوا مجازر جماعية سقط ضحيتها نحو مائة واربعون الف شهيد وجريح. في قطاع غزة وحدها في حين تميز موقف الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة بالصمود الاسطوري، والتي قدمت خيرة قادتها وشبابها شهداء للوطن. الأمر الذي يستدعي مضاعفة الجهود لاجبار كيان الاحتلال على وقف اطلاق النار وحرب الابادة في قطاع غزة.
ومن المفارقات الغريبة؛ في الوقت الذي تتسع حملة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وحالة الغضب التي عبرت عنها الجماهير الشعبية التي انطلقت من مختلف الميادين في ارجاء المعمورة، وتمحورت حول شعارات اساسية مفادها وقف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، وفضح الكيان الصهيوني الفاشي، والمطالبة بإنهاء كيانه الذي يمثل مصالح الإحتكارات الرأسمالية، وتصفية المشروع الاستعماري وضمان حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وتقرير المصيرعلى كامل ترابه الوطني.
في هذا المناخ السياسي جاء اصدار المحكمة الجنائية الدولية؛ مذكرات الاعتقال بحق رئيس وزراء العدو ووزير دفاعه السابق جالانت، وقد عبرت معظم الدول عن استعدادها لاحترام قرارات المحكمة الدولية، الا الولايات المتحدة التي رفضت قرار المحكمة، كما تخلي النظام العربي والاسلامي عن واجباته تجاه الشعب الفلسطيني، حيث وقفت بعض الأنظمة العربية الى جانب العدو الصهيوني بلا خجل، كما وقفت اخرى موقف اللا مبالاة تجاه العدوان الامبريالي الصهيوني، الذي يمارس ابشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، مما يكشف عن حالة الانهيار السياسي والاخلاقي التي وصل اليها النظام العربي امام الغطرسة الصهيونية ، هذا الانهيار لا يشكل خطرا على فلسطين وحدها بل على معظم العواصم العربية، فالمقاومة تشكل خط الدفاع الاول في مواجهة المحتلين الصهاينة، فالتصدي للمعتدين الغزاة واجب وطني قبل ان يكون واجبا قوميا.
لذلك؛ ليس من قبيل الصدف، تزامن استنزاف العدو وبدء بوقف اطلاق النار في الجنوب اللبناني، بإطلاق القوى الظلامية المرتزقة، بتعليمات من الولايات المتحدة والعدو الصهيوني وبتنسيق مع قوى الغدر في تركيا، لشن هجوم واسع تم الاعداد له مسبقا للتآمر على الشقيقة سوريا، ولتحقيق اهداف الناتو التي لم تنجح في تحقيقها، رغم استخدام كل الوسائل من تجنيد وتسليح المرتزقة والقوى الظلامية واشعال الحرب الأهلية في سوريا، الى سياسات التهجير والتآمر والمقاطعة الاقتصادية؛ بسبب رفضها الخضوع لمشيئة الامبريالية الاميركية والدخول في نفق التسويات والاستسلام مع العدو الصهيوني، ومن جهة اخرى جاء الهجوم الإجرامي لقطع الطريق على الامدادات الضرورية لتعزيز قدرات حزب الله بعد معركة طويلة. مما يكشف عن خيوط المؤامرة والتحالف الاستراتيجي بين الامبريالية بقيادة الولاليات المتحدة والعدو الصهيوني والرجعية؛ التي تتكفل بالانفاق والتمويل والتسليح لعصابات القوى الظلامية، بهدف إستنزاف محور المقاومة وإشغاله في معارك جانبية.
فالمواقف الاميركية المعادية للوطن العربي عامة؛ هي جزء من معركة الاحتكارات الرأسمالية الاميركية التي تخوضها في الشرق الاوسط مع محور المقاومة وفي مواجهة روسيا في اوروبا بهدف الدفاع عن بقاء امبرطورية الدولار والاحادية القطبية التي تهتز نتيجة تفاقم الازمة الرأسمالية، وتراجع دور الدولار في التجارة العالمية وكإحتياطي للعملات الاجنبية، فقد أطلق الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا، دونالد ترامب، تحذيرات لمجموعة بريكس من أي إجراء قد يؤدي إلى إضعاف الدولار وهيمنته العالمية.
تأتي هذه الهجمة الشرسة على وطننا العربي كتعبير عن المصالح المشتركة والعلاقة العضوية بين الكيان الصهيوني والامبريالية الاميركية، فإن تصريحات ترامب بأن "مساحة الكيان الصهيوني تبدو صغيرة على الخارطة، ولطالما فكّرت كيف يمكن توسيعها". هو تعبير عن موقف عدائي وقح ضد فلسطين والأردن، وقد جاءت هذه التصريحات بعد قرار العدو بضم غور الأردن والمستوطنات وتوسيع هجماته على الضفة الغربية. ينبغي التوقف امام هذه التهديدات بجدية، واتخاذ الاجراءات الكفيلة في التصدي للعدوان المحتمل على الأردن، بإعداد البلاد للمواجهة عبر سلسلة من الإجراءات منها تحصين الجبهة الداخلية وانشاء الجيش الشعبي تحت قيادة الجيش والتدريب على اجراءات الدفاع المدني، وانهاء اتفاقية وادي عربة وما تمخض عنها من اتفاقيات امنية وسياسية واقتصادية واتباع سياسات تعزز الجبهة الداخلية.
عاش النضال الأردني الفلسطيني المشترك.
عاشت حركة المقاومة ضد الامبريالية والصهيونية والقوى الظلامية.
المجد والخلود للشهداء الابرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق