بوح في صباح بارد ..الرفيقة وفاء بدري
بوح في صباح بارد ..الرفيقة وفاء بدري
ديسمبر… شهر النهايات… شهر الوداع… شهر إنكشاف الحقائق و زوال الأوهام.. ديسمبر… الشهر الشقي… صاحب المفاجآت…
فاجأتني مبكرا هذه السنة ببداية ما توقعتها البتة… و رغم ذلك لملمت شظايا نفسي و إستقمت منتصبة القامة و لم أعتبر ما فعلته بي خيانة… فأنت كنت دوما هكذا و ستبقى…
شهر النهايات… يا ديسمبر…. لن أوصيك بنفسي خيرا لأنك لن ترأف بي و لن تُعفيني من تقلباتك…و اجواءك التي طالما عمقت من معاناتي مع المرض.. فأنت تهوى إغواء البدايات كي تتحول إلى نهايات على حن غرة… لن أطلب منك الرفق فقد تعودت عليك… حتى أني ما عدت أخشاك كما كنت أفعل… لم أعد أخشاك لأني أصلا لم أعد أهاب النهايات و ما عدت أؤمن بالبدايات… أو ربما لأني أيقنت أن البداية كذبة أما النهاية فهي قدر…
إنتظر و راقصني قليلا فلعلي أظلمك و أتهمك زورا و بهتانا بأنك واضع النهايات التي تكون أحيانا مبكرة جدا… فلعلك تريد لنا بدايات جديدة… بدايات حقيقية عوض تلك البدايات المفتعلة المزيفة… ربما لا تعد النهاية نهاية بقدر ما تعد ولادة جديدة… ديسمبر… حتى إسمك يبدو مختلفاً، مميزا، إستثنائيا… كيف لا يكون كذلك و أنت آخر شهور السنة… يخطر ببالي أحيانا أنك تحمل وزر ما يعيشه الإنسان طوال سنة كاملة فتتحمل ذنب ما نعيشه من خيبات تحملها لنا الأشهر الأخرى… ينتابني شعور غريب… ملتبس تجاهك يا ديسمبر… فأنا لا أريد لك أن تمكث أكثر لأنك تؤلمني و تذكرني بأن الحياة ذكريات و ما تبقى إلى زوال… بيد أنني لا أود لك أن ترحل أيضا… و كأنني أشفق على نفسي التي ستودع معك بضع تفاصيلها و شيئا من فسيفساء أيامها… لكن الوداع لزام علينا يا صديقي اللدود… فوداعا ديسمبر رغم انه لم ينقضي منك الا أيام قلائل…..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق