جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

في الذكرى 14 لإسقاط الدكتاتورية: الثّورة المضادّة تنتقم من الشّعب

 في الذكرى 14 لإسقاط الدكتاتورية:

الثّورة المضادّة تنتقم من الشّعب
يمرّ اليوم أربعة عشر عاما على انتصار الشّعب التونسيّ على الدّكتاتوريّة بعد ثمانية وعشرين يوما من اندلاع ثورة الحرّيّة والكرامة بسيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010. ثورة تصدّى فيها شعبنا بعزيمة فولاذيّة لرصاص النّظام الاستبداديّ إلى أن اضطرّ بن علي يوم 14 جانفي 2011 إلى الفرار بجلده إلى السّعوديّة. لقد فتح هذا الانتصار صفحة جديدة لا في تاريخ تونس فحسب وإنّما في تاريخ المنطقة والعالم فألهم العديد من الشّعوب لكي تنتفض وتطالب بحقّها في العيش بكرامة بعد أن توهّمت الرّأسماليّة المتوحّشة وعملاؤها وتوابعها في كلّ مكان أنّهم ركّعوا إلى الأبد عمّال العالم وشعوبه وقضوا على حلمهم في الثّورة والتّغيير.
14عاما مرّت على انتصار الثورة التونسيّة وإسقاط الدكتاتوريّة، لكنّ المسار اللاحق تعثّر وعرف تراجعات وانتكاسات. لقد تمكّنت الثّورة المضادّة الممثّلة في النّظام القديم "المُرَسْكَل" وفي التيّارات الرجعيّة الوافدة على الحكم بقيادة حركة النّهضة من إحكام قبضتها على البلاد لحصر الثّورة في تغيير شكل الحكم ليحافظ بذلك التّحالف الطبقيّ الرّأسماليّ التّابع على مصالحه ولتتواصل معاناة الشّعب المادّية والمعنويّة. وقد ازدادت الأوضاع سوء مع انقلاب 25 جويلية 2021 الشّعبوي اليميني المتطرّف الذي أنتجه فشل العشر سنوات السّابقة والتفاف الحكومات المتعاقبة على مطالب الشّعب وطموحاته. لقد استهدفت سلطة الانقلاب المكسب الديمقراطي للثورة، مكسب الحريات، وعملت وما تزال على إرساء حكم فردي مطلق استبدادي.
إنّ حزب العمّال، إذ يحيي ذكرى انتصار الثورة على الدكتاتوريّة، وإذ يجدّد إدانته محاولة قيس سعيد خلق تنافر وهميّ بين تاريخَيْ 17 ديسمبر و14جانفي المرتبطين بمسار ثوري واحد لا علاقة لقيس سعيّد به وهو الذي كان مرتبطا بنظام بن علي ومن داعميه، فإنّه:
- ينحني أمام ذكرى شهداء الثّورة الذين قضوا من أجل الشّغل والحرّيّة والكرامة الوطنيّة كما ينحني أمام ذكرى شهداء تونس الذين هيّأوا لتلك الثورة على مرّ الأجيال وكذلك الذين فدوها بدمائهم لاحقا برصاص الغدر والإرهاب.
- يجدّد قناعته بأنّ المسار الثّوري التّونسيّ تعرّض للضّربة الأخطر حين توقّف في حدود إسقاط رأس النظام دون إسقاط مجمل المنظومة طبقات وخيارات وأجهزة ومؤسّسات، ممّا سهّل الالتفاف على إرادة الشعب منذ لحظة هروب بن علي لتستمرّ نفس الطبقات والفئات الرجعية ودولتها العميقة في التحكّم والسيطرة والنهب.
- يعتبر ألاّ نصر للثورة دون تغيير جذري لطبيعة الدولة وتحويلها من التعبير عن مصالح المستغِلين والعملاء إلى دولة الشعب من الكادحين والمفقّرين وهو ما يتطلّب طول النفس والجرأة على استئناف النضال الواعي والمنظّم دفاعا عن المطالب والمصالح المشروعة للشعب التي تتعرّض مع نظام قيس سعيد لهجوم مريع.
- يجدّد بهذه المناسبة دعمه المطلق للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه حرب الإبادة الصهيو-أمريكية كما يجدّد وقوفه إلى جانب شعوب المنطقة ومنها الشعب السّوري في حقّه في إقامة النظام المدني، الوطني والديمقراطي، الذي يحقّق في ظلّه حريته ونهضته وكرامته ويدعو الشعب التونسي إلى تحمّل مسؤوليّته في إسناد الشعب الفلسطيني وفرض تجريم التطبيع مع الكيان الغاصب.
- يحذّر من خطورة الأوضاع الدولية الجديدة واشتداد الصراع بين مختلف الدول الامبريالية حول إعادة اقتسام مناطق النفوذ في العالم وينبّه إلى الموجة الفاشية الصاعدة بقيادة الإدارة الأمريكية الجديدة المفرطة في العدوانية والنزعة التوسعية بما يهدد السلم العالمي ويضع الإنسانية أمام خطر حرب كونية.
* المجد للشهداء
* الحرية لمعتقلي الرأي
* الشغل والكرامة لكافة بنات الشعب وأبنائه
حزب العمال
تونس، في 14 جانفي 2025






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *