ما خفي أعظم.. الطوفان...طوفان الاقصى 7-اكتوبر2023
ما خفي أعظم.. الطوفان
من أول ما شفتها، حسيت بشيء يمسّ الوجدان في هذه الصورة. شيء أبعد من الدلالة السياسية، لكن ما قدرتش أحدده. بصيت تاني وتخيلته بدون الجعبة العسكرية، وأنا بعيد سماعه وهو بيردد بيت من قصيدة شهيرة لشاعر مصري. فلقيتها ملامحه.. دي ملامح تحمل كثير من ملامح الفلاحين المصريين العجائز، ومتأكد إن كلنا قابلنا في حياتنا اليومية على الأقل خمسة أشخاص بملامح شبيهة.
ثم انتبهت للكوفية / الحطّة اللي لابسها، واللي تبدو أغمق من الكوفية المعتادة (البيضاء)، وحسيت إني شوفتها قبل كده -في سياق مصري- بس مش فاكر فين. لحد ما افتكرت.. عبد الله غيث في مسلسل "قرية الرعب"، وشخصيته اللي دايماً بتظهر وهي رابطة نفس 'الحطّة' على رأسها كجزء من زيها الفلاحي، وفي صورة شخصية ليه برضو ما اعرفش ملابساتها -وهو ذو الأصول الريفية المصرية تمامًا من الشرقية- كان لابس الكوفية الأفتح لونًا، البيضاء.
كثيرة هي الأشياء التي تجمعنا في مصر بفلسطين، من وحدة المصير والعدو المشترك. ولكن الرابطة الأوثق والأطول عمرًا، أننا منهم وهم منّا، وأشبه غير المصريين بنا هم أهل غزة، وهم أشبه الفلسطينيين بنا. مهما استطالت الأيام الظالمة والحدود الباطشة، وتطاول الطغاة وجنودهم، ومهما أرغى وأزبد وجعجع الرعاع الانعزاليون.
كتب الصديق المصري أحمد البلتاجي
اليوم، الجمعة، ٢٤ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٥.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق