نائل البرغوثي - كوبر - فلسطين
نائل البرغوثي - كوبر - فلسطين
أمضى ٤٤ عامًا في السجون الإسرائيلية.. وتشرع العنصرية الإسرائيلية في إبعاده عن وطنه
تبدّدت فرحة 'إيمان نافع' بالإفراج عن زوجها 'نائل البرغوثي' من سجن إسرائيلي في إطار اتفاق الهدنة الذي بدأ تطبيقه أمس الأحد (١٩ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٥)، حين علمت أن اسمه مدرج مع الذين سيُبعدون عن الأراضي الفلسطينية.
يوم قرأت اسمه على اللائحة التي نشرتها 'وزارة القضاء الإسرائيلية' وتضمنت مئات أسماء المعتقلين الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأُولى من تنفيذ الاتفاق مقابل ٣٣ إسرائيليًّا احتجزوا في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣ في قطاع غزة، شعرت إيمان نافع «بفرح كبير».
كانت قد أمضت أيامًا وهي تترقب هذا الإعلان فتعيد تزيين المنزل، وتعلّق صورًا لزوجها هنا وهناك، بعضها وهو في الثامنة عشرة من عمره، وأُخرى وهو في الستينيات، وجميعها وهو داخل السجن.
لكن الحماس تبدد حين تبيّن لها أن زوجها سيكون من ضمن المبعدين إلى خارج الأراضي الفلسطينية، وفق القائمة الإسرائيلية.
وتقول : «طبعًا، أُصبت بالحزن الشديد ؛ لأنني كنت أنتظر بفارغ الصبر، ولم أتوقع أن يخضع 'نائل' لعقوبة جديدة بإبعاده عن وطنه وعن أرضه. أعتقد أن هذه هي أقسى عقوبة في التاريخ».
لكنها تضيف أن قرار الإبعاد «مرفوض من جانبنا. أنا متأكدة أن 'نائل' سيرفضه، وسيفضل البقاء في السجن على أن يخرج».
وتتابع : «تخيّل إنسانًا أمضى ٤٤ عامًا في السجن، تُفرض عليه عقوبة جديدة بإبعاده عن أهله وبلده ووطنه ومكانه الذي عاش فيه».
وينصّ 'اتفاق الهدنة' الذي بدأ سريانه، أمس الأحد، بعد أكثر من ١٥ شهرًا على حرب مدمّرة على قطاع غزة، على أن تطلق الدولة العبرية في المرحلة الأُولى من تنفيذ 'الاتفاق' قرابة ١٩٠٠ معتقل فلسطيني من سجونها مقابل المحتجزين الـ٣٣.
واسم 'نائل البرغوثي' وارد على اللائحة، وهو محكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل ضابط إسرائيلي، وتنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية.
وتضمّ اللائحة أسماء أكثر من ٢٣٠ فلسطينيًّا محكومين بالسجن المؤبّد سيطلق سراحهم على أن يتمَّ إبعادهم بصورة دائمة.
ولم تُذكر وجهة الإبعاد. إلا أن مصدريْن في 'حما@س' واكبا المفاوضات حول الهدنة، تحدثا عن 'تركيا' و'قطر'.
☆ خروج ثم سجن
اعتقل 'نائل البرغوثي' في العام ١٩٧٨، وكان ينتمي حينها إلى 'حركة فت@ح".
أُفرج عنه في 'صفقة التبادل' تمت عام ٢٠١١ بين 'حما@س' و'إسرائيل' وشملت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي 'جلعاد شاليط' الذي كان محتجزًا لدى 'حما@س'، مقابل ١٠٢٧ فلسطينيًّا.
وعندما أُعيد اعتقاله في العام ٢٠١٤، استؤنف تطبيق حكم المؤبد السابق عليه، وفق ما تقول زوجته.
وتقول مؤسسات فلسطينية إن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن 'الصفقة' الحالية، ٤٧ كان أُطلق سراحهم فيما عُرف بـ'صفقة شاليط' ٢٠١١، قبل أن يعاد اعتقالهم.
في السجن، انتقل ولاء 'نائل البرغوثي' من 'حركة فت@ح' إلى 'حركة حما@س' التي خاضت في العام ٢٠٠٧ نزاعًا داميًا مع 'فت@ح₪ انتهى بخروج هذه الأخيرة من قطاع غزة وتفرّد 'حما@س' بالسيطرة عليه.
واعتقلت 'إيمان نافع' بدورها، العام الماضي، لمدة ثلاثة أشهر، في إطار حملة اعتقالات في 'الضفة الغربية' على خلفية الحرب في قطاع غزة، ولم تكن هذه المرة الأُولى التي تدخل فيها السجن.
☆ زواج بعد سجن!
وتروي أنها اعتقلت في العام ١٩٨٧ في خضم الانتفاضة الفلسطينية، "بتهمة مقاومة الاحتلال"، كما تقول، وبقيت في السجن عشر سنوات.
يومها شاهدها 'نائل البرغوثي'، من سجنه عبر شاشة تلفزيون إسرائيلي؛ فقرّر الزواج بها عند الإفراج عنه.
وتقول : «لم أكن أعرف بذلك حتى بعد أن أُطلق سراحي في العام ١٩٩٧، أرسل أهله ليطلبني، لكن لظروف خاصة لم يتمّ ذلك».
وتضيف : «لم أكن قد رأيت 'نائل' سابقًا. التقينا حين حُرّر في العام ٢٠١١. بعد شهر من إطلاق سراحه، تمّ الزواج.. لكننا لم نعش مع بعضنا سوى ٣٢ شهرًا، إذ اعتُقل مجددًا».
وتروي إيمان نافع : «يوم زواجنا، كان عرسًا وطنيًّا. الجميع فرحوا بنا. كان تعبيرًا عن أمل في اللقاء والحرية».
بعد الإفراج عنه، فرضت 'إسرائيل' على 'نائل البرغوثي' الإقامة الجبرية في بلدته 'كوبر' في شمال رام الله في الضفة الغربية المحتلة. كان في تلك الفترة يهتم بحديقة منزله التي زرع فيها شجر البرتقال والزيتون.
وتقول نافع إنها تنتظره «ليأكل من ثمر الشجر الذي زرعه».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق