تدهور الأوضاع في الكونغو الديمقراطية
منذ أمس، تتدهور الأوضاع في الكونغو الديمقراطية بسرعة نحو الهاوية. يستمر نزوح الآلاف من السكان، وتسقط المدن الواحدة تلو الأخرى في يد المتمردين، مع هروب قوات الجيش من مواقعها. يعيش الشعب في حالة من الفوضى والموت، حيث تفتقر الكثير من المناطق إلى الأمن والموارد الأساسية من مسكن، غذاء، ودواء. الشعب الكونغولي، الذي عانى طويلاً من ويلات الحروب والنزاعات الدموية، قد يجد نفسه عائداً إلى مرحلة أشد قتامة، في غياب أفق حقيقي للسلام أو الاستقرار.
لا توجد تغطية إعلامية حول ما يحدث في الكونغو الديمقراطية مقارنة بالأزمات والصراعات الأخرى، وهو ما يعكس بوضوح اللامبالاة العالمية تجاه هذه المأساة. هذه اللامبالاة تعكس الطبيعة العنصرية واللاإنسانية للمجتمع الدولي، حيث تُقاس قيمة حياة الإنسان بناءً على موقعه في النظام الاقتصادي والسياسي. يُعامل الشعب الكونغولي كأنه مجرد رقم في إحصاءات النزوح والضحايا، بينما تُختزل مأساته في تقارير عابرة. ذلك لأن حياته لا تُعتبر ذات قيمة، لأن استمرار هذه المأساة تخدم مصالح قوى إقليمية ودولية تنهب موارد الكونغو دون رحمة.
الاهتمام بالأخبار المتعلقة بالكونغو الديمقراطية ليس فقط واجباً إنسانياً، بل هو ضرورة لفهم الديناميكيات الحقيقية للنظام العالمي وآثاره المدمرة على الشعوب المستضعفة. الكونغو ليست ضحية لأقتتال أهلي عشوائي، بل ضحية لعملية تاريخية مستمرة من الاستغلال الممنهج، حيث تدير القوى الكبرى وحلفائها في العالم الثالث شؤونها عبر توظيف العنف والفوضى والحروب بالوكالة لتعزيز مصالحها الاقتصادية فوق جثث الكونغوليين وشعوب أخري داخل القارة الأفريقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق