جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

8 ماي الحدث والدلالة... إصرار على طريق تحرير العقول.. بقلم عبد الغني حيدان

 8 ماي الحدث والدلالة...

إصرار على طريق تحرير العقول..
بقلم عبد الغني حيدان
للتاريخ أسلوبه الخاص في الكشف عن التناقضات الرئيسية والثانوية. إنه تاريخ الصراع الطبقي للمجتمعات،ومهما احتجبت حقيقته،فإن واقعه الطبقي يختار طريق التقدم، للكشف عن خباياه وملابساته، فحتمية التقدم هي من دينامية الصراع الطبقي في تطوره وتعقيداته، حسب ظروفه الخاصة به وطبيعة مستوياته السياسية والإقتصادية والإيديولوجية، وماينتجه من قيم وأفكار، تعكس شكله ومضمونه في تحولاته الكمية والكيفية، مما يعني أن الواقع العنيد هو الذي يحدد أدوات الصراع ويجددها، حسب ماتقتضيه محددات احتدام المصالح الطبقية على أرض الواقع.....
بالرجوع إلى تاريخنا السياسي الحديث، فإنه قد أرخ لمرحلة مهمة من تاريخ الصراع السياسي للحركة الوطنية المغربية،وحركات التحرر الوطني بالمغرب الكبيرعموما،والحركة الإتحادية على وجه الخصوص كقوة نضاليةحقيقية فاعلة في حقل الصراع الوطني، إيمانا منها بحتمية اختيارها الوطني التحرري والديمقراطي، وبحتمية اختيارها الإشتراكي الذي تعبئت من أجله الجماهير، وامنت بضرورته القوات الشعبية، على قاعدة الكفاح والنضال ضد الإستغلال والتبعية والإستبداد والفساد.
هذا الإختيار الثوري بضرورة التحرير والديمقراطية والإشتراكية،كحل لمسألة التناقضات الرأسمالية،ونفي للإختيارات اللاشعبية، من أجلها استشهد المهدي بنبركة ومحمد بنونة وعمر بنجلون، وعلى نفس الدرب والإختيار استشهد العديد من رموز ومناضلي حركة التحرر الوطني المغربية، ومناضلي حركات التحرر الوطني بالمغرب الكبير وفي الوطن العربي، مع ماميز كفاح وتاريخ الحركة الوطنية المغربية، من عمق الإنتماء الوطني للمغرب الكبير،بالخصوصية الامازيغية والعربية والصحراوية في سياق نسيجها الاسلامي، والعيش المشترك مع أنماط ثقافية ودينية أخرى أضحت جزءا من نسيج التركيبة الإجتماعية لمجتمعنا،وكذا عمق النضال المشترك بين حركاتها الوطنية التحررية، من أجل تصفية الإستعمار ونيل الإستقلال والتحرر الوطني، ومجابهة التبعية والتخلف، رغم الضربات المتتالية لذات الحركة.
في سياق هذا الصراع المرير، برزت أحداث شكلت منعطفا تاريخيا لافتا ضمن صيرورة الصراع الوطني، أهمها حدثين ناطقين يختلفان في الزمان والمكان، ويشتركان في الجغرافيا، هي جغرافيا المغرب الكبير، وفي اهدافهما الوطنية التحررية..
الحدث الأول:
انتفاضة 8 ماي 1945 للشعب الجزائري بقيادة حركتها الوطنية، زمنها السياسي وطني تحرري ضد الإستعمار الفرنسي، ومن أجل الإستقلال والتحرير.
الحدث الثاني:
انتفاضة 8 ماي 1983 للخط الوطني الديمقراطي للحركة الإتحادية الأصيلة السياسي وطني تحرري ضد التحريف والإنتهازية والعمالة الطبقية والمؤامرة على نضال وتراث الحركة الإتحادية الوطني والتقدمي وضد الإستبداد والفساد...
الحركة الوطنية الجزائرية
وانتفاضة 8 ماي 1945..
لقد حسمت الحركة الوطنية الجزائرية، خيارها باتباع كافة الأشكال النضالية،ضد الاحتلال الفرنسي وتعديد مطالبها السياسية،من بينها الغاءالحكم العسكري بجنوب الجزائر،وترسيم اللغة العربية،وإلغاء نظام البلديات المختلطةوإطلاق سراح مصالي الحاج،واستقلال الوطن الجزائري.. في8 ماي 1945 خرجت الحركة الوطنية الجزائرية، ومعها كل الشعب الجزائري،في مظاهرات ومسيرات شعبية حاشدة،في كل مدن وبلدات الجزائر، كسطيف وقالمةوعنابة وخراطة وقسطنطينة والجزائر العاصمة ووهران واسكيكدة وباتنة وسيدي بلعباس ومستغانم ومليانة وسوق أهراس وشرشال وسور الغزلان، وغيرها من المدن الجزائرية وبلداتها،وصدحت حناجر الشعب الجزائري في انتفاضة مدوية، بنشيد..من جبالنا طلع صوت الأحرار.. ونشيد نداء الجزائر روحي ومالي..وكله عزم وإصرار على رفع العلم الجزائري، تمت مواجهته بمجزرة رهيبة، دشنتها قوات الإحتلال الفرنسي، بتصفية وقتل الشاب الوطني الجزائري، حامل العلم الجزائري،،بوزيد شعال،، ونالت حاضرة قالمة نصيبها الأكبر من الإعدامات الجماعية وحرق الجثث، حيث أعدم منظموا مسيرتها، وفي مقدمتهم الشهيد..عبدالله بومعزة..والشهداء إسماعيل ورتسي ومبروك ورتسي وإسماعيل عبدة ومسعود شرفي وإسماعيل عزوق وعبد الكريم صويلح ومحمد مزيان وعدد كبير من الشهداء، ودمرت وأحرقت بلدات وقرى، واشتدت شراسة القمع والحصار المضروب على المقاومين في الحركة الوطنية الجزائرية، واعتقل العديد من قادتها، ك..فرحات عباس والبشير الإبراهيمي وسعدان، وغيرهم ونفي مصالي الحاج إلى الكونغو برازفيل، فكان خيار الحركة الوطنية الجزائرية طريق الكفاح والمقاومة المسلحة والفداء، من أجل الإستقلال والتحرير..ولازال كفاح الحركة الوطنية الجزائرية الأصيلة مستمرا على درب التحرير والديمقراطية. والتقدم في بناء المغرب الكبير.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *