ننفخ في الماء - كتب ايمن اللبدي
أمريكا هي الطاعون .. والطاعون أمريكا
جانحان معروفين والحيزبون بينهما
------------------------------------------------------------------------
هل سبق أن مرّ مشهد أمس في التاريخ السياسي الإنساني كله ، بحيث يقف حاكم دولة كبيرة مع مجرم حرب صغير يعلن فيه أمام العالم أنه ينوي إكمال مهمة المجرم الصغير والتي لم يفلح فيها رغم أنه كان مدعوما بكل إمكانات دولة هذا الحاكم طيلة عام ونصف ولم ينجزها؟
وما هي المهمة؟
المهمة إبادة وطرد شعب كامل من أرضه، والإعلان عن الرغبة في الاستيلاء على أرض هذا الشعب واستخدامها وأنها لم تعد وطناً لهذا الشعب هكذا وببساطة.
المشهد الذي رآه العالم، أمس، ألغى - باختصار - أي إمكانية لتصديق مقابلة (سياسة الأخلاق أو أخلاق السياسة) عن كياني هذين الأحمقين المتغطرسين الذين ظهرا في هذا المشهد التهريجي الفاقع، بعضهم قال عن هذا المنفوش أنه ألقى قنبلة كبرى، والواقع أنه ألقاها بين أرجله وأرجل مجرمه الصغير.
مثل هذا المشهد إن جرى تمريقه في العالم سيعني بالضرورة انتهاء كل المنظومة التي قامت في هذا العالم عقب الحربين الكونيتين، الأُولى والثانية، وافتتاح الطريق نحو الحرب الكونية الثالثة المدمرة هذه المرة بحق، تدميراً واسعاً، لا طريقة سهلة لاستيعابه فضلاً عن الحد منه أو وقفه، وسيتذكّر العالم أو ما بقي منه بعدها أن هذين الأحمقين المنفوشين هما الذين تسببا فعلاً بهلاك ما كان يعرف باسم العالم سواء أكان قطبياً أم من غير أقطاب.
إن مجرّد وقوف هذا الأحمق الأحمر مع مجرم الحرب الصغير هذا يعتبر إهانة بالغة للحساسية لمنظمة الحقوق الدولية ولمحاكم العدالة الدولية كلها، ويعتبر أيضاً إهانة عريضة لكل ما يعرف باسم منظومة الأُمم سواء بقيت متحدة أم لم يتبق من شظايا قنبلته ضدها أشلاء.
مثل هذه الصورة لم يجرؤ حتى النازي، أدولف هتلر، ولا الفاشي، بنيتو موسوليني ولا حتى الجبار جوزيف ستالين، أن يفعلها هكذا ويقولها هكذا بمثل هذه الوقاحة وهذه السماجة المستخفة بكل الإرث المسمى منظومة الشرائع والأعراف والسياسات الدولية.
وفي ذات الوقت يقوم هذا الديك الأحمر، فاقد العقل، بالانسحاب من المنظمات الدولية الأساسية والتي لا معنى أصلاً لوجود هيئات دولية دونها مثل حقوق الإنسان والصحة العالمية والأونروا التي طالما كانت تحمل الابرة والخيط لتغطي أصلاً على الجريمة التاريخية وترقّع هنا وهناك حتى لا تنفضح أخلاقيات العالم الغربي الذي ركلها هذا الأحمق القادم من أسرة أجادت التجارة بالرقيق الأبيض والمواخير في كندا وها هي اليوم تريد ابتلاع حتى كندا ودولاً أخرى فهي لا تقف عند حدود غزة.
كل هذه الصورة لا تخيفنا نحن، لأننا غدونا محصنين من كل تهريج. فآخر تهريج صهيوني للمجرم الصغير كلفنا مائة وخمسين ألف روح بين ش@هيدة ومصابة وتدميراً شاملاً لكل شيء لكن في اليوم الذي وقفت قنابل الالفي طن الامريكانية وجدنا شعبنا يزحف لأرضه وداره، نحن محصنون حتى لو لم يبق فلسطيني واحد على وجه الأرض، لكن هذا يجب أن يخيف بقية العالم وخاصة من هم حولنا في الإقليم، يجب أن يفهمهم أنهم يستمعون لما بعد النازية والفاشية والستالينية، هؤلاء الآن هم الذين يضعون تعريفات جديدة لصورة العلاقات وطريقتها في العالم المقبل والمسألة ليست فقط في بقعة الزيت التي تقولون عنها غزة أو فلسطين فهذه ستبقى زيتا ولن تغرق أما أنتم فسيغرقكم هؤلاء.
أحسنت حاكمة المكسيك بالرد على هذا الديك الأحمر المنفوش حيث بدا اليوم بعد ردها في طريقه لأن يصبح الديك الأحمر الممعوط وكذا فعلت قبل ذلك فنزويلا وكولومبيا وطبعا كوبا وقريبا ستزداد لائحة الدول التي ستتكفل بمعط ذنبه تماماً.
مهم أنا سمعنا من الدول العربية المعنية جوابا لهذا الديك المنتوش بعد ذهب نفشه قليلا، لكن الأهم أن نسمع من صيغة فلسطينية موحدة تجمد وتبرّد كل أنواع الصورة السابقة وتشتغل وفق تحد واحد، وإذا كان طرف الذين يسيطرون الآن على منظمة التحرير وسلطتها يشكو من تفرّد بالقرار للمقاومة فها قد جاءكم الفتح من عنده، ها هو التحدي أمامكم ماذا أنتم فاعلون؟
أنا شخصيا لن أنتظر حتى أحاسب العالم إن كان سيسمع أو سيسمح لهذه المهازل أن تتم هكذا، بل أنا أحاسب العالم منذ الآن بأي حق يقف معتوه ليقرر مصير بلدي وشعبي في آخر العالم مع مجرم دولي مثله قيد الإدانة ولا يلقى جوابا واضحا منذ اليوم ؟
وبانتظار إجابة الجميع، يهمني أن أقول أن المنتوش هذا سابقه (خايب الرجا) و(المتعوس) وزير خارجيته بوضع كل ما لدى أمريكا شيكا بيكا في خدمة المجرم الصغير نتنياهو خلال عام ونصف لم يفلح إلا أن زرع عند كل فلسطيني آلاف شتلات العزم على القتال، ولإن كان الجواب مطلوب لهذا العالم فببساطة: نحن كفلسطينيين قاتلنا مائة عام لنحيا، وعلى استعداد لنقاتل مائة أخرى لنظل أحياء، ولن نخرج من مليمتر واحد من فلسطين مهما كانت الأثمان، لقد نفخنا في الزبادي قبل ثلاث عقود واليوم ننفخ في الماء....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق