جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

محاكمة الرواندي بول روسيساباجينا

 هذه صورة لمحاكمة الرواندي بول روسيساباجينا، الذي تعرض للاختطاف في عام 2020 من دبي، حيث سمحت الإمارات للمخابرات الرواندية باختطافه بعد أن تم تخديره. واليوم، يُحاكم في كيغالي بتهم سياسية تتعلق بمعارضته لنظام بول كاغامي. يُعتبر روسيساباجينا رمزًا عالميًا للإنسانية والشجاعة، وقد نال شهرة واسعة بعد إصدار فيلم "هوتيل رواندا"، الذي روى قصة نضاله البطولي في إنقاذ مئات الأرواح خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

خلال الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، كان روسيساباجينا مديرًا لفندق "ميل كولين" في كيغالي، حيث استغل منصبه في تهريب وحماية الأشخاص من فظائع القتل التي ارتكبها المتطرفون من عرقية الهوتو ضد التوتسي. استمرت الإبادة الجماعية لما يقارب 100 يوم، وأسفرت عن مقتل أكثر من 800,000 شخص.
لكن رحلة روسيساباجينا بعد الإبادة لم تكن سهلة، انخرط في العمل السياسي ورفض نهج الحكومة الرواندية بقيادة بول كاغامي، معبرًا عن مواقف نقدية تجاه النظام القائم. كانت انتقاداته مركزة على القمع السياسي والاستبداد الذي يمارسه النظام، حيث اتهمه بفرض حكم ديكتاتوري على الشعب الرواندي. كما شدد على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، مثل الاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القضاء، وهي ممارسات تعكس قوى الدولة القمعية التي تسعى إلى الحفاظ على هيمنتها من خلال القمع السياسي والاقتصادي، مع استقطاب عرقي واضح.
اليوم، وقع العديد في شِباك البروبغاندا التي يروج لها حول بول كاغامي، حيث سعت وسائل الإعلام الغربية والمنظمات الدولية إلى تصويره كزعيم ناجح يقود رواندا نحو الاستقرار والأمن الاجتماعي. هذا التصوير اللامع الذي قدمته القوى الإمبريالية وأعوانها يخفي وراءه تناقضات عميقة في الواقع السياسي والاجتماعي في رواندا. على المستوى الداخلي، تركز السلطة في يد قلة وإغلاق المجال العام أمام أي معارضة لثلاثة عقود، بينما على المستوى الخارجي، التوسع الإقليمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية. كجزء من مشروعه التوسعي القومي، سعى كاغامي إلى استغلال الموارد واحتلال أراضي من خلال دعم حركات ميليشيات مسلحة في المناطق الشرقية من الكونغو، تحت ذريعة حماية رواندا من تهديدات الهوتو.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *