بيان حزب العمال الشيوعي في روسيا حول الهجمة الفاشستية في سوريا
بيان حزب العمال الشيوعي في روسيا حول الهجمة الفاشستية في سوريا
--------
إن الإنقلاب الذي جرى في سوريا يوم 8 كانون الأول 2025 أوصل إلى السلطة قوى ظلامية متطرفة. وهؤلاء الرجعيون، والذين وصفهم الشيوعيون السوريون بأنهم قوى الاستبداد الظلامي، يجري تحفيزهم بشكل صريح من قبل قوى إمبريالية خارجية. فهم يستندون، بالدرجة الأولى، إلى دعم دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي العدواني وحلفائها الإقليميين. فقد باشرت الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وكذلك اسرائيل الصهيونية التحضير إلى تقسيم الأراضي السورية. ولا تقاوم السلطة الجديدة، عملياً، هذا الأمر، بل هي تقمع أية بوادر لإبداء الشعور الوطني وإمكانية تعبئة قدرات المجتمع من أجل النضال في سبيل السيادة الوطنية للبلاد ووحدة أراضيها. فقد جرى إلغاء دستور الدولة، ويجري تسريح الآلاف من العاملين في الدولة. وتشتد المعاملة التمييزية للمواطنين على أساس معتقداتهم وانتماءاتهم، إلى جانب الإجراءات التي تحط من حقوق النساء ومكانتهن. وفي نهاية شهر كانون الثاني جرت إقامة حكم الديكتاتورية الفردية المباشرة للرئيس وللقوى التي يمثلها. كما أعلن عن حظر نشاط عدة أحزاب وطنية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي السوري. إن حزب العمال الشيوعي في روسيا ينظر إلى هذه الإجراءات، ليس فقط بصفتها مؤشرات على الديكتاتورية، بل وأيضاً كمؤشر على الفاشستية القادمة، والتي تحمل، وبتحفيز من الخارج، إجراءات غاية في الرجعية، والتي ليس بامكان إمبرياليي الولايات المتحدة وتركيا أن يطبقوها حالياً في بلدانهم. ولكن تسعى الإمبريالية الأميركية إلى أن تطبق هذه التوجهات بواسطة عملائها في سوريا وأوكرانيا وعلى أرض فلسطين، وكذلك في مناطق أخرى حيث يجري التحضير لإشعال بؤر حروب جديدة. ومما لا شك فيه أن هذه الإجراءات المتخذة ستتبعها خطوات لاحقة في قمع جميع القوى الوطنية والديمقراطية الحقة في هذه الجمهورية التي كانت تتصف، لغاية ماض قريب، بصفات علمانية واضحة. فقد تكرر سوريا مصير يوغوسلافيا وليبيا- فهي سوف تفقد سيادتها الوطنية، وليس هذا فقط، بل يجري التحضير إلى تجزيئها من قبل قطيع من الجوارح المفترسة. ونحن لا يواردنا أي ريب بأن النظام الرجعي الظلامي العميل، سيستمر ليس فقط بتنفيذ إرادة المستعمرين الأمريكان والأتراك، بل ومن المرجح أيضاً أنه سيعقد صفقة مع اسرائيل الصهيونية، رامياً تحت أقدام المعتدين سيادة سوريا وكرامتها الوطنية.
إن هذه الأحداث التي تشهدها سوريا تدل، مرة أخرى، على أن الحرب من أجل السيطرة على العالم التي تشنها قوى حلف شمال الأطلسي الإمبريالية تجري بنطاق واسع، بجبهةعريضة، وباستعمال أكثر الوسائل رجعية. وتتزايد مخاطر توسع رقعة الفاشستية واندلاع حرب عالمية. ويعبّر حزب العمال الشيوعي في روسيا عن تضامنه مع الشيوعيين السوريين الصامدين في مواجهة الملاحقات والقمع، والمستمرين في نضالهم ضد الاستبداد الظلامي. فنحن مع الشيوعيين السوريين في صف طبقي واحد.
إن حزب العمال الشيوعي في روسيا يكرر دعوته إلى كل الأحزاب الشيوعية في العالم حول ضرورة رص الصفوف في مواجهة الخطر الرئيسي والمتمثل في السياسة العدوانية لإمبريالية الولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي، الساعيين إلى الحفاظ على السيطرة العالمية، وحاملي خطر السيطرة الفاشستية على العالم أجمع.
في عام الذكرى الثمانين للانتصار على الفاشية الألمانية وحلفائها، نحن نؤكد على ثبات موقف الشيوعيين بأن القضاء على خطري الفاشية والحروب العالمية، ممكن فقط، من خلال القضاء على الرأسمالية. نحن نكرس جلّ نشاطنا وحياتنا للنضال المقدس في سبيل تحقيق مصالح الطبقة العاملة وسائر الكادحين. لن نحيد عن الطريق الذي اخترناه.
يا عمال العالم اتحدوا!
٣ شباط 2025 حزب العمال الشيوعي في روسيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق