المهدي بن بركة يدين المجازر المرتكبة في 23مارس 1965
المهدي بن بركة، الزعيم المغربي المعارض والقيادي البارز في الحركة اليسارية، كان من أشد المنتقدين للسلطة في المغرب، خاصة فيما يتعلق بالقمع السياسي والتفاوت الاجتماعي. أحداث 23 مارس 1965، التي شهدت قمعًا عنيفًا لاحتجاجات الطلاب والتلاميذ في الدار البيضاء، كانت نقطة تحول في الصراع بين المعارضة والنظام المغربي.
في تلك الأحداث، خرج آلاف الطلاب والشباب إلى الشوارع احتجاجًا على سياسات التعليم والتهميش الاجتماعي، فقابلتهم قوات الأمن والجيش بعنف شديد، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى. المهدي بن بركة، الذي كان آنذاك في المنفى، أدان هذه المجازر بشدة، معتبراً أنها تعكس طبيعة القمع السلطوي الذي يمارسه النظام المغربي ضد شعبه.
بن بركة لم يكن فقط معارضًا سياسيًا، بل كان أيضًا مفكرًا ثوريًا يؤمن بضرورة النضال الشعبي ضد الأنظمة الاستبدادية. وكان موقفه من أحداث 23 مارس جزءًا من رؤيته الأوسع لتحرير المغرب سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وهو ما جعله هدفًا للمخابرات المغربية وحلفائها الدوليين، مما أدى في النهاية إلى اختطافه واغتياله في أكتوبر 1965 في باريس.
الدار البيضاء – 23 مارس 1965
مهدي بن بركة:
« كان خطاب العرش يوم 3 مارس 1965 في مراكش أول اعتراف بفشل تام، اتخذ نبرة عظة حزينة، دون أن يصل إلى حد الإدانة الذاتية الصارمة. إن الاعتراف بالفشل وإلقاء اللوم على الطبيعة البشرية وتعاقب الفصول كان طريقة غريبة لفهم المسؤولية.
لقد استلزمت انفجار الغضب الشعبي في 23 مارس لكي يدرك الملك، في خطابه يوم 7 يونيو، قبل أن يعلن حالة الاستثناء، خطورة الوضع دون أن يجرؤ على تحديد مصدره. لقد تجاوز هذا اللعب كل حدود اللياقة إلى درجة أن سكان المدن الكبرى، وعلى رأسها الدار البيضاء، نزلوا إلى الشوارع للتشكيك في النظام، وكتبوا بدمائهم إفلاسه وعجزه.
إذا كانت الانتخابات مزورة، وحرية الاجتماع منكرة، والصحافة مكبلة، وإذا كان الوطنيون الذين يمثلون صوت الجماهير مطاردين، محكوم عليهم بالإعدام أو السجن أو ببساطة مُصفّين، فكيف يمكن أن نستغرب – كما تجرأ رئيس الدولة على فعل ذلك – أن الشعب سيلجأ إلى وسائل أكثر مباشرة لإسماع صوته؟
إذا كانت الدولة والإدارة والسياسة أصبحت شيئًا تتحكم فيه أقلية متميزة – يتناقص عددها كلما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية – فكيف نستغرب أن يحتج الشعب ضد هذه الامتيازات والمحسوبيات؟
إذا كانت غالبية السكان تعيش في البؤس والجهل، وفوق ذلك تُغلَق أمامهم أبواب الأمل، فكيف نستغرب أن تأخذ نفاد الصبر قناع اليأس؟
المسؤولية المباشرة؟ يجب البحث عنها في الخداع الذي، منذ عام 1960، يشكل أساس السياسة الرسمية في المغرب.»
مهدي بن بركة
(من كتاب "الاختيار الثوري في المغرب")
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق