جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أخلاقهم أخلاقنا الكاتب: عمر الراضي*

 أخلاقهم أخلاقنا

الكاتب: عمر الراضي*
كل أولئك الذين يتحدثون عن الضوابط المهنية للصحافة وعن أن هذه الأخيرة في خطر بسبب الأصوات الحرة، يتلقون أجورهم من طرف الحكومة (رسميا) منذ أزمة كورونا.
كلهم يشتغلون في منابر إعلامية تنتهك أبسط قواعد المهنة على أساس يومي، وإن لم يشاركوا في الدعاية للاستبداد، يكتفون فقط بالصمت (في أفضل الحالات)، هذا إن لم يشاركوا شخصيا في التطبيل للفاشية وفي محاربة كل المبادرات والأشخاص الذين يسعون فقط إلى جعل معالجة المعلومة وتحليلها في استقلالية تامة عن بعبع «الوطنية» الخرقاء و الدعوة إلى «احترام المؤسسات» بدل فتح النقاش عن ممارسة هذه «المؤسسات»، متاحا للجميع (الوظيفة الرئيسية للصحافي؛ ويا سبحان الله، دائما نفس المؤسسات.)
كلهم، وبدون استثناء، يقبلون بوجود كل الحالات الشاذة التي لوّثت الجسم الصحافي في المغرب منذ 15 سنة، كلهم يجدون الأعذار للبلطجة، للسب والقذف، للتشهير وللإفلات من العقاب في نفس الوقت الذي يدينون فيه بأشد عبارات الشجب كل القراءات النقدية الموجهة للسلطة.
كلهم يدّعون أن الوضع الحالي طبيعي وأن القضاء (غير المستقل، الذي يحمي الصحافة المتعفنة و«يطحن» الأصوات التي تغرد خارج السرب) هو الفيصل.
كلهم يعتبرون الدولة مصدرا غير قابل للتدقيق وأن كلامها نهائي وليس موضوعا عليه الخضوع للتدقيق (عكس ما تقول قواعد المهنة الأساسية).
كلهم يحتكرون الحديث باسم الصحافة ومؤسساتها، كلهم يمارسون مهنة لا تشبه البتة مهنة الصحافة ولا يخدمون أهدافها. ولهذا فالجهة الوحيدة التي تعترف بكونهم «صحافيين» هي الدولة التي تشغلهم، تدفع ثمن ولائهم، وتحميهم. في أي مكان آخر في العالم، أي شخص سيعتبرهم عملاء لجهة حكومية فقط. تخوينهم وتهميشهم للصحافيين المستقلين عن أموال الدولة وامتيازاتها هو شرف على كل الأصدقاء الحاملين لرسالة الحقيقة الفخر به.
لست صحافيا في نظر الدولة، وهؤلاء البهلوانات يعتبرونني عدوا للوطن فقط لأنني أريد نقل الحقيقة للجمهور. هذا وسام شرف أحمله بكل افتخار، وعلى زملائي وزميلاتي أن يفعلوا بالمثل.
*صحفي مغربي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *