في الذّكرى 38 لاستشهاد نبيل البركاتي: "هيّا نمحق الظلام...نُحطّم القيود!"
في الذّكرى 38 لاستشهاد نبيل البركاتي:
"هيّا نمحق الظلام...نُحطّم القيود!"
تمرّ اليوم الذّكرى 38 لاستشهاد الرّفيق نبيل البركاتي، مناضل حزب العمّال الذي عُذِّبَ حتّى الموت بمركز شرطة قعفور (ولاية سليانة). لقد أوقف الشّهيد يوم 28 أفريل/نيسان 1987 على خلفيّة توزيع الحزب بيانا، في خضمّ المواجهة بين نظام بورقيبة وحركة الاتجاه الإسلامي، بعنوان "الصّراع الدّستوري الخوانجي لا مصلحة للشّعب فيه". وتعرّض نبيل خلال ما لا يقلّ عن عشرة أيّام لتعذيب وحشيّ من رئيس المركز ومساعِدَيْه بهدف إجباره على الإبلاغ عن رفاقه بالجهة. لكنّه قرّر ألّا يختار الّسلامة الشّخصيّة والخلاص الفرديّ وصَمَدَ حتّى النّهاية. لقد لقّن البطل الشّابّ جلّاديه درسا في الّصمود وعزّة النّفس واستشهد واقِفا، شامخا، أبيّا، ولم ينْبسْ بكلمة تسبِّب الأذى لحزبه ورفاقه ورفيقاته. وإمعانا في إجرام الدّولة الفاشيّة لم يكتف جلّادو نبيل بتعذيبه حتّى الموت بل أخذوا جثّته بعيدا عن المركز وألقوا بها قرب سكّة القطار، تحت قنطرة، بعد أن أطلقوا رصاصة في رأسِه وعقلِه مكرّسين التّناقض الأزلي بين عقل المناضل الحرّ وهمجيّة الجلّاد، الجبان والخسيس.
لقد ظلّ نبيل البركاتي رمزا للصّمود والتّضحية من أجل الحرّيّة مُكرّسا مبدأً من مبادئ حزبه: "لا يُسْأَلُ المُواطِن/المواطِنَة الحرّ/الحرّة عن ممارسة حقّه". وقد تحوّل يوم 8 ماي منذ ذلك الوقت، بالنّسبة إلى الحركة الدّيمقراطيّة، إلى يوم وطنيّ لمناهضة التّعذيب الذي استعمله نظام الاستبداد والدّكتاتوريّة، حتّى ساعة سقوطه إثر ثورة 2010-2011، أسلوب حكم لتكميم الأفواه وترويع المجتمع وإخضاعه للاستغلال الفاحش والقهر. إنّ حزب العمّال إذ يُحيي ذكرى استشهاد الرّفيق الرّمز نبيل البركاتي، بطل الحرّية بحقّ الذي فداها بحياته، وإذ يُعاهده مجدّدا على الوفاء لنهج الثّبات على المبادئ الثوريّة التي استشهد من أجلها وعدم الانزياح عنها أو المساومة عليها في كل الظّروف فإنّه:
- يعتبر أنّ آفة التّعذيب مازالت مستوطنة بعمق في ذهنيّة وممارسة المؤسّسة الأمنية ببلادنا لأنّها بقيت على حالها ولم تخضع بعد الثّورة لإعادة تنظيم شاملة على أسس ديمقراطيّة تجعل منها مؤسّسة جمهوريّة في خدمة الشّعب لا في خدمة أقليّة استغلاليّة نهّابة وعميلة.
- يجدّد قناعته بأنّ التّعذيب هو أسلوبُ حكمِ كلّ نظام استبداديّ، دكتاتوريّ وفاشستيّ، يهدف من خلاله إلى السّيطرة على الطبقات والفئات الشّعبيّة وفرض الصّمت عليها عبر التخويف والتّرويع حّتى تُجرّد من كافّة وسائل الدّفاع عن مصالحها المنتهكة. وهو ما تتّجه إليه اليوم منظومة قيس سعيد الاستبدادية، الفاشلة، التي لا ترى لنفسها حاضرا ولا مستقبلا دون قمع ودون توظيف ممنهج لجهازي الأمن والقضاء. وليس أدلّ على ذلك من تقارير المنظّمات الحقوقيّة الوطنيّة التي تُؤَكّد استمرار ظاهرة ممارسة التعذيب وسوء المعاملة سواء في المراكز الأمنية أو في السّجون أو في الشّارع.
- #نبيل_البركاتي #اليوم_الوطني_لمناهضة_التعذيب يدعو القوى الدّيمقراطيّة التقدميّة أحزابا ومنظّمات وشخصيّات إلى مواصلة النّضال من أجل فرض يوم 8 ماي يوما وطنيّا رسميّا لمناهضة التّعذيب. كما يدعوها إلى توحيد الجهود من أجل التصدّي لاستمرار ظاهرة التّعذيب ووقف سعي سلطة الانقلاب المحموم إلى مصادرة مكسب الحريات مصادرة تامّة والمطالبة بإطلاق سراح كافة معتقلي/معتقلات الرّأي واحترام شروط المحاكمة العادلة واستقلالية القضاء وتنظيم التعبئة وتقويتها من أجل التخلّص من منظومة الاستبداد وإقامة جمهورية ديمقراطية شعبية بحق تضمن الحرية والحقوق الأساسية والكرامة لكافة أبناء الوطن وبناته.
* عاش بطل الحرّية وشهيدها نبيل البركاتي
* من أجل فرض 8 ماي يوما وطنيّا لمناهضة التعذيب
* من أجل الكشف عن كافة جرائم التعذيب وضحاياها وإعادة الاعتبار إليهم
* تسقط الدكتاتوريّة
حزب العمال
تونس، في 8 ماي 2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق