جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

إعلان الرئيسية

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

في الذكرى ال80 للإنتصار على النازية والفاشية *اللقاء اليساري العربي

 في الذكرى ال80 للإنتصار على النازية والفاشية

اللقاء اليساري العربي يؤكد على أهمية تشكيل جبهة يسارية عربية وأممية ثورية لمواجهة خطر الفاشية الجديدة
سمير دياب*
التاسع من أيار 1945، يوم تاريخي عظيم لإنتصار الشعوب المضطهدة المقاومة والصامدة وفي طليعتها الشعب السوفياتي والجيش الأحمر الشيوعي ودوره المتقدم في سحق النازية والفاشية.
تأتي المناسبة العظيمة اليوم بعد ثمانين عاماً، والوضع العالمي يتسم باندلاع سلسلة كاملة من الصراعات الدموية المتنقلة في الشرق والغرب. فالفاشية الجديدة تطل برأسها في عصر الإمبريالية الاستعمارية التي تُغرق البشرية في بحور من الحروب والصراعات والدمار والخراب بصفتها استمرار لسياساتها الاحتكارية بوسائل أخرى. الحروب قائمة، والاسواق العالمية متوترة، والطبقة الرأسمالية تدفع الاقتصاد العالمي نحو الهاوية والشعوب إلى الفقر والعوز والموت. وكلما تعمقت أزمتها تلجأ الامبريالية الاميركية لخطة الهروب منها، وتوسيع دائرة الحروب العدوانية وتهديد كل من يقف ضد سياساتها وهيمنتها،مستخدمة لغة القوة الآمرة بخلق الصراعات وفرض الحصارات والعقوبات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية، وتوليد مجموعات فاشية وإرهابية متطرفة وعنصرية لإحداث المزيد من التوترات والفوضى لإحكام سيطرتها الاستعمارية وتفردها في قيادة العالم.
في الوقت الراهن، يعيش العالم بأسره مرحلة تفلت وحوش الرأسمالية الاستعمارية وتجلياتها الفاشية والنازية الجديدة. وحيث، أننا نعيش في منطقة عربية متفجرة منذ نكبة فلسطين عام 1948 بفعل الإحتلال الصهيوني الاستيطاني العنصري والتوسعي. فإن مشاهد القتل والإبادة الجماعية والدمار والخراب والتهجير تشتد أكثر مع إشتداد حًدة الصراع واالمواجهة. وقد تكشفت فاشية المشهد ووحشيته أكثر فأكثر إبان العدوان الصهيوني- الإمبريالي الإميركي- الأطلسي في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي على شعب غزة والضفة منذ السابع من اكتوبر عام 2003، ثم العدوان الصهيوني الفاشي على لبنان، وبعده على سوريا واليمن.. وهو عدوان ممنهج يجري بتواطؤ من الرجعية العربية بهدف فرض الإستسلام على المنطقة بعد القضاء على كافة مقوامات الصمود الشعبي الأسطوري والمقاومة الوطنية الباسلة في غزة ولبنان والمنطقة، تمهيداً لتصفية القضية، وشطب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وتنفيذ عملية "الترانسفير". وفرض "إتفاقيات ابراهام" بالقوة على سائر دول المنطقة لإحكام السيطرة الاستعمارية الإمبريالية - الصهيونية عليها وفق المشروع الاستعماري التقسيمي للشرق الأوسط الجديد.
ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض تحت شعار " أميركا العظيمة أولاً، وقراراته العجائبية بحل وربط مصير الدول والعالم بيده. فإن منسوب الخطر بات يشكل تهديداً مصيرياً للبشرية. وبالتالي، لن يتوقف هذا الطور الجديد من الإمبريالية عن عدوانيته وحروبه وخلق سماته الفاشية والنازية الجديدة، إلا بتشكيل حصن ثوري منيع لمقاومته من القوى الشيوعية واليسارية والتقدمية والعمالية العالمية، لبلورة إطار عربي وإممي ثوري لتعزيز النضال ضد الفاشية والنازية الجديدة لمواجهة خطر الهجوم الإمبريالي الأميركي- الصهيوني المتصاعد، ووقف "النزعة الترامبية" المتطرفة، ووقف عمليات الضم والفرز للدول،وفرض العقوبات والضرائب، وإجراء الصفقات التجارية، بشكل لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لذلك. وهذا بدوره يضع القوى الشيوعية واليسارية وقوى التحرر العربية أمام مسؤولياتها التاريخية الثورية لتوحيد الصفوف والإنخراط بكل أشكال النضال والمقاومة الوطنية لمواجهة هذا الخطر الداهم،ولبلورة مشروع ثوري لحركة التحرر الوطني العربية، يشكل جزءا من المشروع التحرري الثوري الأممي. ويهدف إلى:
1- وقف العدوان الصهيوني الاميركي على غزة والضفة الغربية، ووقف حرب الإبادة الجماعية، وفك الحصار عن غزة، وتأمين كافة المستلزمات الاجتماعية والحياتية .
2- أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني تقوم على أسس وحدة النضال والمقاومة لتحرير التراب الوطني الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وضمان حق العودة وإقامة الدولة الوطنية الديمقراطية الفلسطينية وعاصمتها القدس.
3- وقف العدوان الصهيوني على لبنان والزامه بتنفيذ كامل اتفاق 1701 وإنسحابه من النقاط الخمس المحتلة دون قيد أو شرط إلى الحدود الدولية وفقا لإتفاق الهدنة لعام 1949. مع وجوب الحق في المقاومة الوطنية المشروعة لتحرير ما تبقى من إراضي لبنانية محتلة.
4- وقف العدوان الصهيوني على سوريا، والزامه الإنسحاب الكامل دون قيد أو شرط من كافة المناطق السورية المحتلة. مع وجوب الحق في المقاومة لتحرير الجولان السوري المحتل.
5- إن قيام إطار لمشروع حركة التحرر الوطني العربية الجذري والشامل يتطلب أولاً :
تشكيل جبهة مقاومة وطنية عربية لمواجهة الاحتلال الصهيوني والتدخل العسكري الإمبريالي الاميركي والأطلسي. وثانياً: تشكيل جبهة وطنية سياسية وشعبية لمواجهة نظم الرجعية والتبعية والاستبداد والإرهاب.. ومقاومة التطبيع مع العدو الاسرائيلي بكل أشكاله، ومحاربة الفساد وكل أشكال التفتيت والتقسيم والمشاريع الطائفية والمذهبية والعرقية من أجل التحرير والتغيير الديمقراطي.
6- ربط النضال التحرري العربي بالنضال الأممي لمواجهة خطر" الفاشية الجديدة " ومشاريعها الاستعمارية التوسعية المدمرة للبشرية جمعاء.
وهو الخطر النازي والفاشي ذاته الذي كلف قبل ثمانين عاماً عشرات ملايين الشهداء والضحايا للقضاء عليه وتحقيق الانتصار الإشتراكي.هذا الخطر الفاشي المنتامي اليوم يجب إستئصاله قبل إنتشاره وزحفه المرعب بحشد الطاقات الفكرية والسياسية وإستنهاض الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية المفقرة وتنظيمها وتعبئتها وتزويدها بالمعرفة والوعي على أهمية خوض معركة انتصار المشروع الاشتراكي الثوري البديل.
في الذكرى الثمانين للإنتصار على الفاشية في 9 أيار 1945 ، فإننا كقوى يسارية عربية نتمسك أكثر بخيار المقاومة الوطنية كضمان للإنتصار على الامبريالية والصهيونية الفاشية ، وإرهابها، لإنهاء رعب الاستعمار الإمبريالي الجديد. ومن أجل بناء السلام والأمن والاستقرار والتقدم الاجتماعي والإزدهار والسعادة في نظام الاشتراكية الإنسانية الثورية.
*المنسق العام للقاء اليساري العربي
8/5/2025


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *