جاري تحميل ... مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

**موقف البلاشفة و لينين من الحركة الصهيونية** د.سمير منصري

 **موقف البلاشفة و لينين من الحركة الصهيونية**

=د.سمير منصري __حزب العمال الشيوعي التونسي *

مقدمة:
شهدت بدايات القرن العشرين بروز الحركة الصهيونية كقوة سياسية تسعى لإقامة وطن قومي لليهود، وهو ما أثار مواقف مختلفة من القوى السياسية والفكرية في أوروبا، ومن بينها البلاشفة بقيادة الرفيق فلاديمير_لينين. انطلاقاً من الأسس الماركسية، اتسم موقف البلاشفة تجاه الصهيونية بالرفض الحاد، واعتبارها حركة برجوازية تتعارض مع مصالح الطبقة العاملة اليهودية والأممية البروليتارية.
✓الأسس الفكرية للموقف البلشفي:
اعتمد البلاشفة على التحليل الطبقي في تفسير الظواهر السياسية، واعتبروا الصهيونية تعبيرًا عن مصالح البرجوازية اليهودية، تهدف إلى صرف العمال اليهود عن النضال الطبقي في بلدانهم، ودفعهم نحو مشروع قومي برجوازي يخدم الإمبريالية. رفض لينين أي شكل من أشكال القومية القومية الانفصالية، معتبراً أن الحل لا يكون بخلق كيانات قومية منعزلة، بل بتحقيق الثورة الاشتراكية العالمية.
✓لينين والصهيونية:
أكد لينين* في أكثر من مناسبة أن الصهيونية تخدم مصالح القوى الاستعمارية، وخصوصاً الإمبريالية البريطانية. وقد رفض الادعاء بأن اليهود يشكلون "أمة" منفصلة، مفضلاً تصنيفهم كجماعة دينية أو إثنية ضمن الدول التي يعيشون فيها. وأشار إلى أن الحل لقضية اليهود يكمن في دمجهم ضمن الحركة العمالية الثورية في بلدانهم الأصلية، لا في الهجرة إلى فلسطين.
✓موقف البلاشفة من اليهود عامة:
رغم رفضهم للصهيونية، ميز البلاشفة بين اليهود كجماعة اجتماعية، وبين الحركة الصهيونية كاتجاه سياسي. دعموا حقوق اليهود كمواطنين متساوين، وعارضوا كل أشكال معاداة السامية، وشجعوا اندماجهم في الحركات العمالية الاشتراكية، لا سيما من خلال تنظيمات مثل "البوند" (الاتحاد العام لليهود في ليتوانيا وبولندا وروسيا).
=خاتمة:
مثّل موقف البلاشفة ولينين من الصهيونية امتدادًا للموقف الماركسي الكلاسيكي المعارض للقوميات الانفصالية، والمُركِّز على وحدة الطبقة العاملة العالمية. ورغم التطورات اللاحقة في السياسة السوفييتية تجاه إسرائيل بعد عام 1948، فإن الموقف البلشفي الأصلي ظل معارضًا للصهيونية باعتبارها مشروعًا برجوازيًا واستعماريًا.>>



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *