العدوان الصهيوني على إيران.الحزب الشيوعي العراقي القيادة المركزية
العدوان الصهيوني على إيران
لاشك أنّ شعوبَ العالمٍ أجمع أمست منذ مجزرة غزة، على الأقل، تدرك أنّ الكيان الصهيوني كيان عدواني توسعي، لا يتردد في ارتكاب جرائم الحرب، ولاسبيل للسلام معه. وإن الاعتقاد بإمكانية السلام معه إنما هو مجرد وهم خطير، والواهمون هم وحدهم من يعتقدون بامكانية السلام معه. والعالم يشهد الآن العدوان الصهيوني على إيران، ويدرك الذرائع الواهية وغير الواقعية لتبرير الجرائم الصهيونية في المنطقة وما يقوم به هذا الكيان من حروب، وفي الحقيقة ان جرائمه في فلسسطين ولبنان وسوريا وحروبه ضد بلدان المنطقة وعداءه المحكم لإيران، كان من أجل أن يصبح هذا الكيان هو من يفرض سلطته وهيمنته إقليميا بوصفه الكيان الوحيد الذي يمتلك سلاحا نوويا في المنطقة، وهذا بالطبع ضمن المخطط الإمبريالي الذي رسمته أمريكا منذ عام 1936، ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة أمام الوفود العربية بعد مفاوضات لندن المباشرة.
كذلك يعرف العالم بيقين أن الهجوم الصهيوني على إيران هو انتهاك سافر لسيادة إيران على أراضيها وعلى أمنها واستقرار شعبها. ففي الوقت الذي تقوم فيه أمريكا بذر الرماد في عيون العالم بحديثه عن المفاوضات حول البرنامج النووي، يمنح ربيبته التي تقوم باعماله العدوانية في المنطقة، الضوء الأخضر لشن هجماتها العدوانية على ايران، وهو الامر الذي كشف عنه رئيس الكيان الصهيوني العدواني المجرم نتنياهو في خطابه عصر يوم أمس، وجاء بالضبط بعد أن تحدث وزير الخارجيية الامريكي "روبيو" عن عدم معرفة أمريكا بما خطط له وقام به الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران. إن العالم أجمع يعرف الآن أنّ الخروج من الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا وحلفائها عام 2018 جاء نتيجة الضغط الصهيوني، وهي السبب الأساس في نتائج إشتعال المنطقة الآن، ومخاطر هذا الاشتعال على بلدان المنطقة وشعوبها.
وتؤكد العدوانات المتتالية التي نفذها العدو الصهيوني على بلدان المنطقة واستغلالها فرص الاسترخاء المسالمة المتاحة لها، أنّ سياسة هذا الكيان تقوم على العدوان ضد البلدان المستقلة أيضاً. من جهة أخرى أن شعوب العالم أجمع متيقنة اليوم أنّ هذا الكيان لايعرف لغة السلام، وأنه من الأوهام الخطيرة أن تعتقد دول العالم وخصوصا بلدان المنطقة، امكانية السلام مع هذا الكيان العدواني، وهو كيان يعمل بصورة حثيثة وبلا توقف للسيطرة على المنطقة وفق خرافة الرواية التلمودية سائراً على منطق القوة وبطريقة القضم المتتابع الذي لا تفصل بين حلقاته إلاّ فترات استعداد عدوانية متكررة وخطيرة. وقد اثبتت الايام القليلة الماضية سياسته العدوانية والاجرامية هذه.
من جانب آخر يبدو أن الجهل الأمريكي واضح في ان ضرب ايران سوف يعزز ويقوي موقف المفاوض الامريكي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، كالذي أعلنه الرئيس الامريكي "ترامب" على حسابه الشخصي في منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" التي يملكها، حين كتب بوضوح "إن هذه الضربة هي جزء من عملية التفاوض"، وهي لغة الكاوبوي التي تعتمدها بشكل سافر إدراة ترامب منذ بدء رئاسته. وفي الحقيقة أنّ أمريكا لاتهتم بما ينتج عن مثل هذا العدوان على شعوب المنطقة، ولا يعنيها مصير المنطقة واشتعالها اقليمياً أودولياً، وما يمكن أن ينتجه من خراب وتدمير للاستقرار الاقليمي، إنّ السياسة الصهيونية الدولية التي تخطط لها وتقودها أمريكا تأتي من تهافت ملحوظ على تخريب البرنامج النووي الإيراني. فيما يغض المجتمع الدولي بصره عن البرنامج النووي الصهيوني الذي عمل الغرب مجتمعاً، تقوده أمريكا، على إنشائه وتقدمه. ومع أن البرنامج النووي الصهيوني يشكل خرقاً كبيراً وخطيراً للسلم الدولي بسبب عدوانية هذا الكيان، يقوم الكيان بمنع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الكشف عن برنامجه او مراقبته منذ إنشائه حتى هذه الساعة، مع أنّ هذا الكيان العدواني كثيراً ما أعلن، وهدد باستخدام سلاحه النووي ضد بلدان عربية أولها مصر.
ولا يخفى عن أحد أن الفرق بين سلاح إيران والكيان الصهيوني كبير. إذ تقوم إيران بصناعة أسلحتها العالية التطور بقدراتها الخاصة فضلاً عن العمق الستراتيجي وسعة أراضيها. إضافة إلى قدرتها بتزويد اصدقائها وحلفائها بالسلاح. بينما يعتمد الكيان العدواني على قدرات الغير خصوصا أمريكا. ومن المفيد الإشارة إلى أن "أمريكا ترامب" بدأت تتردد في تقديم المساعدات العسكرية للحروب الخارجية كما يحدث في موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تنقلب الأمور على الكيان الصهيوني، وهو أمر متوقع، في ظل السياسة المالية والاقتصادية التي يؤسس لها ترامب، عندها سيجد العدو الصهيوني نفسه لقمة سهلة تحت مرمى السلاح الإيراني المتطور والكثيف. إضافة إلى ذلك ما زال الكيان الصهيوني المجرم يعمل بعقلية العصابات الإجرامية مستهدفاً قتل الأشخاص المؤثرين، تسيطر عليه الذهنية المريضة التي رسمت سياسته منذ إنشائه في التصفيات الجسدية، معقتداً أنّ استهداف وتصفية الإيرانيين المؤثرين من علماء نووين وعسكريين وقادة الحرس بالدرجة الأولى هي الحل الذي سيعجز السياسة النووية الإيرانية أو يعطلها، غير مدرك بغباء وغطرسة فارغة، أنّ إيران بلد كبير وليست حزب أو مليشيا شعبية.
إنّه من الضروري اليوم لأحرار العالم كلهم أن يرفعوا اصواتهم استنكارا للعدوان الصهيوني على أيران وإدانة هذا العدوان بلا تردد، والوقوف بحزم ضد صانعي الحروب في منطقتنا والعالم، الكيان الصهيوني وامريكا وحلفائهم، بلا تردد وبثبات، وهو جوهر موقفنا هنا. وأن يوحّدوا مواقفهم، ضمن مشهد الكفاح الأممي الذي اشعلته شعوب العالم منذ قرابة عامين، ومنذ جرائم الكيان الصهيوني على غزة على الأقل، ضد العدوان والبغي وجرائم الإحتلال والحروب الإمبريالية، وبالأخص ما يجري من جرائم صهيونية في غزة. ومن الضروري التأكيد أنّ تأريخ المنطقة قد أثبت أنّ العدوانات والحروب في المنطقة كان الكيان الصهيوني هو البادئ في إشعالها، بذرائع واهية لمن تكن واقعية ابداً، يدعمها الموقف الأمريكي والغربي الإمبريالي في جوهره، بلا تروي وبتبعية مهينة وبغيضة للمال الصهيوني العالمي.
العار للكيان الصهيوني وداعميه الغربيين، خصوصا أمريكا التي تحميه وتدعمه في كل عدوان من دون مراجعة لأسباب عدواناتها أو إحترام للمواثيق الدولية، آخرُها الموقف الأمريكي الإمبريالي العدواني في مجلس الأمن قبل أسبوع، حينما رفع ممثل أمريكا "الفيتو" ضد 14 عضواً في مجلس الأمن، من اجل ان يبطل قرار مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة وإدخال المساعدات الغذائية لسكان غزة.
الموت لأمريكا وجرائمها الدولية.. الموت لربيبتها الكيان الصهيوني صانع الحروب.
الحزب الشيوعي العراقي
القيادة المركزية
13/6/2025


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق